الصحف الإيرانية: الاتفاق النووي دون موسكو غير مقبول والتضخم يلتهم زيادة الأجور الجديدة

موضوعات عدة ناقشتها الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الثلاثاء 15 مارس (آذار)، تمحور أغلبها حول موضوع المفاوضات النووية، وزيارة وزير الخارجية الإيراني إلى روسيا ودلالاتها، والهجوم الصاروخي للحرس الثوري على أهداف في كردستان العراق، وانعكاسات ذلك على العلاقة بين طهران وبغداد.

وعن موضوع المفاوضات النووية كتبت صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية في مانشيت اليوم: "الاتفاق النووي دون موسكو.. غير مقبول إطلاقا"، معتقدة أن طهران لن تقبل بإحياء الاتفاق النووي دون حضور روسيا، لأنها ترى أن تواجد موسكو في الاتفاق النووي سيضمن لها مصالح أكثر.

في المقابل نقلت صحيفة "شرق"، وهي صحيفة إصلاحية كذلك، عن الناشط السياسي الإصلاحي، سعيد ليلاز، قوله بأن الاتفاق النووي سيتم إحياؤه سواء أرادت روسيا ذلك أم لا.

لكن صحيفة "عصر إيرانيان" الأصولية شككت في احتمالية التوصل إلى اتفاق نووي، وتساءلت بالقول: "هل المفاوضات النووية على عتبة الفشل؟"، متهمة الإدارة الأميركية بالتعنت والمماطلة في العودة إلى الاتفاق.

كما غطت الصحف زيارة وزير الخارجية، حسين أمير عبد اللهيان، إلى روسيا في هذا التوقيت، وعنونت صحيفة "خراسان" الأصولية بالقول: "زيارة ذات دلالة لعبد اللهيان إلى روسيا"، فيما رأت "سياست روز" أن هذه الزيارة تجسد معنى التنسيق في العلاقات بين موسكو وطهران، وإن البلدين يعملان معا لمواجهة الحرب النفسية التي تقوم بها واشنطن.

أما عن موضوع الهجوم الصاروخي للحرس الثوري الإيراني، في أربيل العراق، فقد تباهت به صحيفة المرشد "كيهان" وعنونت بالقول: "استمرار الصفعات الموجعة.. المواقع الإسرائيلية الأخرى في المرة القادمة"، وتحدثت "جمله" عن تفاصيل جديدة حول الهجوم الصاروخي، وذكرت أن 3 إسرائيليين قد قتلوا في هذا الهجوم الذي نفذه الحرس الثوري، فيما أصيب 7 آخرون بجروح بالغة.

اقتصاديًا انتقد عدد من الصحف عزم الحكومة رفع أسعار أجور العمال، وانعكاسات ذلك على أسعار الأسواق، حيث ذكرت "اعتماد" الإصلاحية أن الأسعار قد تتضاعف عدة مرات في العام الشمسي المقبل (يبدأ في 21 مارس/آذار)، كما عنونت "مستقل" وقالت: "في ظل تضخم بنسبة 40 في المائة فلا جدوى من زيادة نسبة الأجور".

والآن نقرأ بعض الموضوعات الأخرى في صحف اليوم:

"صداي اصلاحات": هل ستتجاوز إيران روسيا في المفاوضات؟

تساءلت صحيفة "صداي اصلاحات" عما إذا كانت إيران على استعداد لتجاوز الدور الروسي في المفاوضات النووية والدخول في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية أم لا؟ مشيرة إلى زيارة وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إلى موسكو والتي من المحتمل أن يناقش فيها خطوات روسيا الأخيرة، والتي اعتبرت محاولة منها في عرقلة مسار المفاوضات، حسب تعبير الصحيفة.

ونقلت الصحيفة كلام النائب البرلماني وعضو اللجنة الأمنية والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، أحمد آوايي، قوله إن الوفد الإيراني المفاوض لديه الصلاحية في دخول المفاوضات المباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية، وذلك حسب تقديرات هذا الوفد ورئيسه.

وأضاف البرلماني أن روسيا وضعت شرطا تؤدي عمليا إلى إفشال الاتفاق النووي وعدم إحيائه، موضحا أن إبرام الاتفاق سيكون في صالح إيران، في حين أن فشل الاتفاق النووي يصب في مصلحة روسيا والصين ودول الخليج، وأن طهران هي البلد الوحيد المتضرر من عدم عودة الاتفاق النووي، حسب الصحيفة.

" شرق": لا تراهنوا على الحصان الخاسر

قال المحلل السياسي والدبلوماسي السابق، جاويد قربان أوغلي، في مقاله الافتتاحي بصحيفة "شرق" إن روسيا ستكون الدولة الخاسرة في الحرب مع أوكرانيا، مطالبا حكومة بلاده بعدم الرهان على روسيا في هذه المرحلة، واقترح الدخول في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية، والعودة إلى الاتفاق النووي، والإعلان عن أن العقوبات المفروضة على روسيا لا علاقة لها بالاتفاق النووي مطلقا.

"كيهان": مواقع إسرائيلية أخرى على قائمة المستهدفين مستقبلا

استمرارا لحفاوتها البالغة في هجوم الحرس الثوري على مواقع في أربيل العراق بحجة ضرب الموساد الإسرائيلي، ذكرت صحيفة "كيهان" الأصولية والمقربة من المرشد علي خامنئي، إن الضربات الموجعة سوف تستمر، وإن مواقع إسرائيلية أخرى ستكون على قائمة المستهدفين مستقبلا.

وتناولت الصحيفة أيضا موضوع المفاوضات النووية العالقة، وقالت إن الجانب الأميركي أكثر حاجة من إيران للتوصل إلى اتفاق، وذلك لعدد من الأسباب منها "أن لإيران اليد الطولى في هذه الجولة من المفاوضات، كما أن الدبلوماسية الإيرانية لم تعد تحصر نفسها في مفاوضات فيينا، بل تركز على الدبلوماسية مع دول المنطقة، والقضايا الاقتصادية الأخرى".

وتابعت كيهان بالقول: "كما أن طهران أصبحت تمتلك قوة ردع قوية ونفوذا استراتيجيا وقيادة لمحور المقاومة في سوريا والعراق وفلسطين واليمن ولبنان".

"مستقل": زيادة الأجور لا تساوي شيئا مقابل نسبة التضخم الحالية

أشار الخبير الاقتصادي، آلبرت بغزيان، في مقابلة مع صحيفة "مستقل"، إلى قرار الحكومة القاضي برفع نسبة أجور العمال في السنة الشمسية المقبلة، وأوضح أن قرار رفع الأجور وزيادة الرواتب يعد أمرا جيدا بحد ذاته، لكن ربط رفع الأجور برفع الأسعار، وتزامن ذلك مع ارتفاع كبير في نسبة التضخم في البلد لا يعد قرارا صائبا من الناحية الاقتصادية.

وذكر بغزيان أن التضخم في إيران قد تجاوز 40 في المائة، وإن النسبة المعلن عنها في رفع أجور العمال لا تتماشى مع نسبة التضخم الموجودة في البلاد، مشددا على ضرورة أن تقرن الحكومة قرار رفع الأجور بزيادة الرقابة على الأسواق، وعدم السماح للمستغلين باستغلال الوضع الراهن ومضاعفة أسعار السلع والمنتجات في الأسواق.