صحف إيران: قصف أربيل العراقية.. وتهديد إيران لدول الجوار.. واتفاق نووي دون روسيا

بقليل من التغيير في المصطلحات والتعبيرات رحبت الأغلبية الساحقة من الصحف الإيرانية، اليوم الاثنين 14 مارس (آذار)، بالهجوم الصاروخي للحرس الثوري الإيراني على أربيل، بحجة وجود مراكز تعمل لصالح إسرائيل على أرض العراق.

وقد نفى المسؤولون العراقيون هذا الأمر وأدانوا اعتداء إيران على سيادة بلدهم ومصالحه، واعتبروه هجوما على أمن الشعب العراقي.

وكان الحرس الثوري الإيراني قد أصدر، أمس الأحد، بيانا تبنى فيه الهجوم الصاروخي على أربيل، ردا على ما سماه "الجرائم الإسرائيلية الأخيرة"، وهدد بأن "تكرار أي شر سيقابل بردود قاسية وحاسمة وهدامة".

واحتفت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد بهذا الهجوم الإيراني وكتبت في صفحتها الأولى بخط عريض: "الانتقام بـ12 صاروخا بالیستیا.. تدمير موقعين لإسرائيل في أربيل"، وادعت أن هذا الهجوم هو صفعة قوية من الحرس الثوري يوجهها إلى إسرائيل، مؤكدة في الوقت نفسه أن الهجوم ليس ردا على استهداف إسرائيل الأخير لمواقع إيرانية في سوريا ومقتل عنصرين من قواتها الموجودة هناك بل إن الهجوم جاء ردا على قيام إسرائيل ببعض الأعمال العدائية ضد إيران والتي كان مصدرها من كردستان العراق حسب الرواية الإيرانية.

كما علقت صحيفة "إيران" الحكومية حول الموضوع، وأشارت إلى أن "الانتقام" يأتي في نفس الساعة التي قتل فيها قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني"، ناقلة عن مصدر مطلع قوله إن جميع الصواريخ العشرة قد أصابت هدفها المحدد.

لكن صحيفة "توسعه ايراني" شككت بشكل غير مباشر في رواية الحرس الثوري وحديثه عن استهداف مواقع لإسرائيل في أربيل، مشيرة إلى دعوة مسعود بارزاني، الرئيس السابق لإقليم كردستان العراق، ومقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري إلى تشكيل لجنة مشتركة للتحقيق في مزاعم إيران بوجود مقر إسرائيلي في أربيل.

وفي شأن آخر، تحدثت الصحف الصادرة اليوم عن احتمالية التوصل إلى اتفاق في مفاوضات فيينا دون وجود لروسيا بعد محاولات موسكو الربط بين محادثات الاتفاق النووي والعقوبات المفروضة عليها، جراء غزوها لأوكرانيا، الأمر الذي أثار انتقادات واسعة بما فيها من التيار والشخصيات الأصولية الموالية لروسيا في إيران.

وعن هذا الموضوع عنونت "آرمان ملي" الإصلاحية، وكتبت "خيار إحياء الاتفاق النووي دون موسكو"، مشيرة إلى موقف الإدارة الأميركية من شروط روسيا وتأكيدها أنه وفي حال استمرار روسيا بوضع الشروط أمام مسار المفاوضات النووية فإن واشنطن ستكون مستعدة للتوصل إلى اتفاق مع إيران دون روسيا.

وكتبت "ابرار": "أميركا تمهل روسيا أسبوعا حول مفاوضات فيينا". أما الصحف الأصولية فقد حاولت وبشكل غير مباشر الدفاع عن بوتين وإجراءاته، وعن الشروط التي وضعتها موسكو أمام المفاوضات النووية، فـ"كيهان" مثلا تعنون تقريرا لها وتقول: "الخطأ مع روسيا قد يكون نهاية بايدن".

والآن يمكننا مطالعة تفاصيل بعض ما جاء في صحف اليوم..

"جوان": رسالة "العملية الخاصة" في أربيل إلى دول الجوار

قالت صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري إن عملية كردستان العراق كانت لها رسائل إلى دول الجوار بالإضافة إلى أميركا وإسرائيل، مضيفة "على دول الجوار أن تدرك أنها وفي حال عدم مراعاتها لمصالح دول الجوار فإنها ستدفع ثمنا لذلك".

وذكرت الصحيفة أن القضاء على مواقع التجسس التابعة لإسرائيل في أربيل هو فصل جديد من التحولات العسكرية والسياسية والأمنية في العالم.

يذكر أن وسائل الإعلام والصحف المقربة من الحكومة والحرس الثوري في إيران اعتادت وصف الهجوم الصاروخي على كردستان العراق بـ"العملية الخاصة" وذلك كما يبدو تأسيا بروسيا التي أطلقت على غزوها لأوكرانيا اسم "العملية الخاصة".

"آرمان ملي": أسبوع حساس أمام إيران لحسم موقفها من اتفاق نووي دون روسيا

تساءل الكاتب والناشط السياسي الإصلاحي، صادق زيبا كلام، في مقال له بصحيفة " آرمان ملي" عما إذا كانت إيران مستعدة لقبول اتفاق حول ملفها النووي دون مشاركة روسيا، وذلك تعليقا على موقف أميركا الأخير وحديثها عن احتمالية الذهاب إلى اتفاق مع إيران دون وجود روسيا.

وأشار زيبا كلام إلى المهلة الزمنية التي أعلنت عنها واشنطن، ورأى أن هذا السقف الزمني لواشنطن وإن كان الظاهر منه يوحي بأنه يخاطب روسيا لكنه في الحقيقة يخاطب إيران، لأنه من الواضح أن روسيا لن تنصاع لمطالب الولايات المتحدة الأميركية وستستمر في نهجها الحالي.

وأضاف الكاتب أن إيران سيكون أمامها أسبوع هام وحساس وعلى صناع القرار في طهران أن يقرروا ما اذا كانوا مستعدين للذهاب إلى اتفاق نووي دون وجود روسيا الأمر الذي سيترك آثارا سلبية على العلاقة بين طهران وموسكو، أم أنهم سيستمرون في الاحتفاظ بعلاقات حسنة مع روسيا ويتحملون المصائب الاقتصادية واستمرار العقوبات المفروضة عليها.

"جهان صنعت": تعليق إيران للمحادثات مع السعودية ليس في صالح طهران

أشارت صحيفة "جهان صنعت" إلى تعليق إيران للمحادثات مع السعودية من جانب واحد، دون بيان الأسباب، ونقلت عن محللين قولهم إن تعليق المحادثات مع المملكة العربية السعودية ليس في صالح إيران لأن توصل طهران والرياض إلى اتفاق يرفع عراقيل الاتفاق النووي.

لكن المحلل السياسي والدبلوماسي السابق، جلال ساداتيان، قال للصحيفة إن تعليق إيران للمحادثات مع السعودية يهدف إلى التركيز على مفاوضات فيينا، لأن الشغل الرئيسي لطهران وصانع القرار الإيراني يتمثل في موضوع الاتفاق النووي ورفع العقوبات عن إيران.

"جمهوري إسلامي": ضرورة إحداث تحول في السياسة الخارجية لإيران

طالبت صحيفة "جمهوري إسلامي" النظام الإيراني بأن يعيد النظر في علاقاته مع روسيا وأن يحدث تحولا في سياسة إيران الخارجية، وأكدت أن الروس لا يعتبرون حلفاء لإيران، مشيرة إلى عدد من النماذج التي تثبت عدم اهتمام روسيا بمصالح حليفتها المفترضة.

وقالت الصحيفة: "لقد أوصل الروس الاتفاق النووي إلى طريق مسدود، وخياناتهم لإيران في الحرب العراقية الإيرانية كانت أظهر من الشمس، وفي قضية العقوبات لم يدخروا جهدا في تحميل هذه العقوبات على إيران، وفي سوريا كانت إيران هي من يقوم بالدور الرئيسي لكن روسيا هي التي جنت الثمار ولا تزال تجني حتى الآن".