الصحف الإيرانية: إيران تتمسك بـ"خطوطها الحمراء" في فيينا وتحذير من "ثورة جياع" قادمة
غطت الصحف الأصولية والمقربة من التيار المتشدد في إيران بشكل واسع إعلان الحرس الثوري نجاحه في وضع القمر الصناعي "نور -2" في مدار يصل علوه إلى 500 كيلومتر.
وكانت وسائل إعلام إيرانية قد ذكرت أن سلاح الجو في الحرس الثوري الإيراني أطلق القمر الصناعي من صحراء "شاهرود" باستخدام ناقل أقمار ثلاثي المراحل "قاصد"، وتم وضع القمر الصناعي "نور 2"، صباح الثلاثاء 8 مارس (آذار)، في مدار 500 كم في غضون 480 ثانية بعد الإطلاق".
في شأن آخر علقت بعض الصحف الصادرة اليوم الأربعاء 9 مارس (آذار)، على تصريحات الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، الذي أكد استمرار طهران في موقفها من المفاوضات النووية، وعدم تراجعها عما أسماه "الخطوط الحمراء" لإيران.
ورحبت صحيفة "وطن امروز"، المقربة من الحرس الثوري، بهذا الموقف من رئيسي وأبرزته في مانشيتها اليوم، وقالت: "رئيسي: لن نتراجع".
في المقابل قدمت صحيفة "صداي اصلاحات" مقترحا لرئيس الجمهورية يتمثل في الدخول في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية، وإبرام اتفاق ثنائي حول الاتفاق النووي مع واشنطن إذا ما استمر التعنت الروسي، ومحاولات موسكو الرامية إلى تأجيل التوصل إلى اتفاق في مفاوضات فيينا الجارية.
وفي سياق منفصل علقت صحيفتا "جمله" و"آفتاب يزد" على الازدحام المروري الذي شهدته العاصمة طهران مساء الاثنين، حيث اعتبر الازدحام الأعلى خلال العام الإيراني الجاري، واعتبرت الصحيفتان هذه الموضوع بأنه "كارثة" في إدارة العاصمة، كما كتبت صحيفة "ستاره صبح" عن الموضوع وعنونت بالقول: "تسجيل رقم قياسي في الازدحام المروري بطهران".
وفي موضوع اقتصادي كتبت صحيفة "آرمان ملي" تقريرا بعنوان "البطالة في تزايد، والفقر في اتساع، هل الانفجار الاجتماعي قادم؟"، وأجرت مقابلة مع الخبير الاجتماعي، مصطفى إقليما، الذي أشار إلى اتساع دائرة المستائين من الوضع الاقتصادي الراهن، وأوضح أن استمرار هذا الوضع يجعل البلاد أمام "ثورة جياع" على حد تعبيره، وأضاف: "لا تشكوا بأن استمرار هذا الوضع سيقود إلى انفجار الجائعين إن لم يكن في هذه السنة ففي السنة المقبلة".
والآن نقرأ بعض الموضوعات الأخرى في صحف اليوم:
"ستاره صبح": المجلس القومي الإيراني عليه أن يعلن صراحة معارضته لشروط روسيا حول الاتفاق النووي
قال الخبير في العلاقات الدولية، علي بيكدلي، في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح" إنه يتوجب على مجلس الأمن القومي الإيراني، أن يصدر بيانا يعلن فيه صراحة معارضته لشروط روسيا الجديدة في ملف الاتفاق النووي، معتقدا أن تقارب طهران من موسكو خلال السنوات الماضية أضر بمكانة إيران في العالم.
وفي شأن متصل قال بيكدلي إن إيران لو ربطت بين التوقيع على الاتفاق النووي وبين رفع كافة العقوبات عنها فإن الاتفاق النووي سيفشل وينهار بكل تأكيد.
"آرمان ملي": روسيا لن تنسحب من الاتفاق النووي لكنها ستعرقله
رأى الكاتب والمحلل السياسي، حسن بهشتي بور، في مقال له بصحيفة "آرمان ملي" أن روسيا لن تقوم بالانسحاب من الاتفاق النووي على الإطلاق، لأن هناك مصالح كبرى لروسيا تتمثل في الحد من انتشار الأسلحة النووية، وبالتالي فإن موسكو لن ترتكب خطأ واشنطن، حسب رأي الكاتب.
واستدرك بهشتي بور كلامه بالقول إن الروس قد يقومون بمحاولة تأجيل إحياء الاتفاق النووي من أجل الحصول على امتيازات في موضوع أوكرانيا، لكنهم لن ينسحبوا منه بشكل كامل ونهائي.
وأضاف: "اللاعبان الأساسيان في موضوع الاتفاق النووي هما إيران والولايات المتحدة الأميركية، وتمثل باقي الدول بما فيها روسيا دور المسهل والمساعد في تقدّم المفاوضات النووية وتحقيق الاتفاق، وعلى هذا الأساس فإن باقي أطراف الاتفاق النووي لن تستطيع منع الاتفاق من العودة إلى الحياة لو اتفقت طهران وواشنطن على إحيائه".
ورأى بهشتي بور أن الاتفاق بين الأطراف المفاوضة في فيينا قد حصل بالفعل، لكن إيران تحاول أن تحصل على صيغة من الاتفاق من شأنها أن تغلق ملفها النووي إلى الأبد، بحيث لا تجد نفسها مستقبلا أمام تهم وادعاءات بوجود نشاط نووي غير سلمي.
"كيهان": من الضروري عدم الاستعجال في التوقيع على الاتفاق النووي فلا تزال هناك قضايا أساسية مبهمة
قالت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، في مقال لها بقلم الكاتب الأصولي، محمد صرفي، إنه يتوجب على إيران عدم الاستعجال في التوقيع على الاتفاق النووي لأن قضايا أساسية لا تزال غامضة في المفاوضات النووية، ومادامت هذه المسائل لم تحل فإن التوقيع على اتفاق جديد قد يجلب معه خسائر وتبعات مختلفة.
وأضاف الكاتب: "إذا لم يكن هناك ضمان من الولايات المتحدة الأميركية فإننا سنكون أمام اتفاق هش ومهترئ، وهو ما يترتب عليه خسارتان في آن واحد، الأولى: "جعل الاقتصاد الإيراني اقتصادا شرطيا"، بمعنى أن يكون كل شيء مرهون بمدى تقدم المفاوضات وتحقيق الاتفاق، وهو أمر له تبعات سلبية معروفة.
أما الخسارة الثانية فهي تتمثل في امتناع الدول والشركات الأجنبية عن الدخول في استثمارات وتعاون جاد مع إيران في القضايا الاقتصادية، حسب الكاتب.
"جمهوري إسلامي": العدالة بين الشعار والعمل
ذكرت صحيفة "جمهوري إسلامي" إنه وبعد تغيير الحكومة في إيران وتوحد السلطات الثلاث بيد تيار واحد (التيار الأصولي) لم تشهد البلاد أي تغيّر ملموس، وإن الوضع الاقتصادي يستمر في التردي حيث الأسعار تزداد ارتفاعا وصعودا.
وعن أسباب الفشل في إدارة البلاد رغم توحد الاتجاه الحاكم ذكرت الصحيفة أربعة أسباب، الأول: أن المسؤولين الجدد وبعد وصولهم إلى الكراسي أدركوا أن البون شاسع بين الشعارات والعمل، والسبب الثاني: أن التغيير لا يتم إلا على أيد أشخاص مؤهلين وأصحاب تخصص، والثالث: هو أزمة إيران مع العالم حيث أن الإصلاح والتغيير في هذا العصر لا يتم بمجرد الاعتماد على الداخل، ورابعا وأخيرا يعود سبب الفشل إلى وجود مافيا تنشط في كافة القطاعات الاقتصادية في الداخل الإيراني.