صحف إيران: طهران تتراجع عن تأييد الغزو الروسي لأوكرانيا وخامنئي يحمل واشنطن المسؤولية
بعد تأييد إيران السابق للعدوان الروسي على أوكرانيا، والذي تمثل في الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في أول يوم من الهجوم، شعرت طهران بتسرع رئيسها وما قد يترتب على ذلك التأييد من تبعات وآثار سلبية.
لهذا حاولت الحكومة استدراك الموقف فخرج رئيسي نفسه بعد يومين بموقف آخر، وزعم أن إيران "تخالف" الهيمنة، معلنا دعم طهران لكافة الجهود الدبلوماسية التي تؤدي إلى حل سلمي للنزاع الحالي في أوكرانيا، وهي على استعداد للقيام بدورها بهدف إعادة السلام إلى هذا البلد.
كما تجلى هذا التراجع الملحوظ أمس في خطاب المرشد الإيراني علي خامنئي، حيث قال إن طهران تعارض الحرب في أوكرانيا، وفي نفس الوقت حمّل الولايات المتحدة الأميركية مسؤولية هذه الأحداث، متجاهلا الغزو الروسي والاعتداء على دولة ذات سيادة.
وأبرزت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الأربعاء 2 مارس (آذار)، موقف المرشد هذا بشكل كبير، حيث ركزت الصحف الإصلاحية على الجزء الذي قال فيه المرشد بأن طهران تعارض الحرب في أوكرانيا وصدرته في عناوينها، فيما حاولت الصحف الأصولية إبراز قوله بأن الولايات المتحدة الأميركية هي المسبب لهذه الأحداث في أوكرانيا، وأن كييف هي ضحية المشاكل التي تخلقها الولايات المتحدة.
وفي شأن غير بعيد نشرت صحيفة "جمهوري إسلامي"- وهي صحيفة منتقدة لموقف إيران من الحرب على أوكرانيا- مقالا لغلام رضا بني أسدي أشار فيه إلى موافقة روسيا على قرار مجلس الأمن حول تجديد نظام العقوبات على اليمن، وتصنيف الحوثيين "جماعة إرهابية" للمرة الأولى.
وأوضح المقال أن روسيا استجابت لمقترح الإمارات حول ضرورة حظر الأسلحة على الحوثيين في اليمن، وهو ما يؤكد أن العلاقات بين دول العالم تخضع لمبدأ المصلحة فقط، حسب الكاتب.
أما مدير تحرير صحيفة "همدلي" فكتب في مقال له في الصحيفة أن موقف مسؤولي النظام الإيراني من العدوان الروسي على أوكرانيا "عجيب" و"يتناقض" مع التعاليم الدينية للإسلام، فهي وبدل الدفاع عن المضطهد تقف بجانب المعتدي، مؤكدا أنه لا يصح أخلاقيا ودينيا دعم وتأييد المعتدي بمجرد ذكر أسباب المشكلة وموقف الطرفين من الغرب.
والآن نقرأ بعض الموضوعات الأخرى في صحف اليوم:
"ستاره صبح": الروس أظهروا عدم اهتمامهم بالاتفاق النووي
في مقال افتتاحي بصحيفة "ستاره صبح"، قال الكاتب والمحلل السياسي، علي حقيقت شناس، إن روسيا أظهرت بعد هجومها على أوكرانيا أنها لا تبالي بالاتفاق النووي ولا تحيله أي اهتمام، وهو ما يتناقض مع تصورات بعض المسؤولين الإيرانيين الذين يظنون أن الاتفاق النووي يشكل هاجسا كبيرا لدى شخص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتساءل الكاتب بالقول: هل لا يزال بعض الساسة الإيرانيين يظنون حقا بأن روسيا هي حليف استراتيجي لإيران؟ مؤكدا أن الروس في المرحلة المقبلة لن يعملوا على إنجاح المفاوضات النووية، بل إن الغرب هو الذي يحاول تحقيق ذلك.
وسخر الكاتب من أنصار التيار الأصولي الذين كانوا يعولون كثيرا على روسيا وموقفها الداعم لإيران حسب تصوراتهم، وقال لهم مخاطبا: "أيها السادة على ماذا تعلون من روسيا؟ إن ما ترونه ليس ماء بل هو مجرد سراب خادع!".
"آرمان ملي": على إيران إدانة الهجوم الروسي على أوكرانيا
حذر الكاتب والمحلل السياسي، حسن بهشتي بور، في مقابلة مع صحيفة "آرمان ملي" النظام الإيراني من الانحياز لروسيا في هجومها على أوكرانيا، مؤكدا أن موسكو وقعت في فخ الولايات المتحدة الأميركية، وأوضح أن الحياد هو أن تقوم إيران بإدانة الاعتداء الروسي على أوكرانيا، بجانب إدانتها ومعارضتها للسياسات التوسعية للناتو.
كما رأت الصحيفة في تقرير لها أن الأزمة الأوكرانية يمكن أن تشكل فرصة ثمينة، ولا يمكن أن تتكرر بالنسبة لإيران، وذلك مرهون بالتزام طهران بمبدأ الحياد، حينها يمكن لإيران أن تصبح مصدرا من مصادر توفير النفط والغاز لأوروبا، حسب الصحيفة.
"كيهان": الاتفاق النووي دون ضمانات يشبه "صكا بلا محل"
كعادتها هاجمت صحيفة "كيهان" الأصولية التيار الإصلاحي الذي يؤكد باستمرار أن مطالبة قضية الضمانات من الولايات المتحدة الأميركية هي مضيعة للوقت ولن تحصل عليها طهران، وقالت الصحيفة في المقابل أن إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية دون الحصول على هذه الضمانات يشبه صفقة لا يحصل فيها البائع إلا على "صك بلا محل"! مؤكدة أن واشنطن قد استخدمت نفس الأسلوب في مرة سابقة، وهو ما يفرض على إيران أن تتشدد وتظهر ذكاءً أكبر للدفاع عن الحقوق الإيرانية عبر رفع كافة العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
"هفت صبح": هل سيتم تجريم من يستخدم اليوتيوب وتويتر في إنتاج المحتوى؟
أعربت صحيفة "هفت صبح" عن قلقها الكبير إزاء ما يمكن أن يفهم من نص مشروع نواب البرلمان حول عمل الإنترنت، وما ورد فيه من منع الاستفادة في إنتاج المحتوى من كل أنواع الخدمات التي تقدمها القنوات ووسائل الإعلام غير القانونية.
وذكرت الصحيفة أن هذا الحديث وما تضمنه نص مشروع البرلمان لا يسري حتى الآن على عمل وسائل التواصل الاجتماعي، وإنما يهدف حاليا بشكل خاص لتقييد نشاط الإيرانيين في وسائل الإعلام التي تبث عبر الأقمار الصناعية مثل "بي بي سي" فارسي، أو راديو "جوان".
مع ذلك أضافت الصحيفة أن طريقة صياغة نص المشروع قد يجعل من السهل إضافة وسائل تواصل أخرى مثل "يوتيوب" و"تويتر"، وهو ما يوضح أن الفهم الذي تشكل لدى غالبية الناس لم يكن خطأ مائة في المائة، وأن المخاوف في هذا الصدد مشروعة ومبررة.