القوات الأمنية الإيرانية تنتشر في محطات الوقود.. و"المركز الوطني" يؤكد وقوع هجوم سيبراني
بعد ساعات من ورود تقارير عن هجمات سيبرانية استهدفت النظام الإلكتروني الموحَّد لتوزيع الوقود المدعوم في محطات الوقود الإيرانية، اليوم الثلاثاء 26 اكتوبر (تشرين الأول)، انتشرت قوات الأمن الإيرانية في بعض هذه المحطات، فيما أكد المركز الوطني للفضاء الافتراضي وقوع هجوم سيبراني.
وكانت وزارة النفط الإيرانية قد أعلنت في وقت سابق عن حدوث "خلل" في نظام بطاقة الوقود الذكية، بينما نفى الرئيس التنفيذي لشركة التكرير الإيرانية، في تصريح أدلى به إلى التلفزيون الإيرانية، وقوع هجوم سيبراني على محطات الوقود.
لكن المركز الوطني للفضاء الافتراضي نشر بيانا قال فيه: "في الساعة 11 من صباح اليوم الثلاثاء 26 أكتوبر (تشرين الأول)، أصدر مركز الإدارة الاستراتيجية (افتا) تقريرًا حول هجوم سيبراني على نظام الوقود الذكي في البلاد، ونتيجة لذلك، خرجت المحطات عن الخدمة، لتقديم خدمات التزود بالوقود في البلاد".
وأشار المركز إلى أن "الأجهزة المعنية تعمل على حل المشكلة"، ووعد بأن "خدمات التزود بالوقود ستعود إلى طبيعتها خلال الساعات القليلة المقبلة".
يشار إلى أن المركز الوطني للفضاء الافتراضي تأسس بإشراف المرشد الإيراني علي خامنئي، وهو أعلى جهة مراقبة للإنترنت في إيران.
وكتب أمير ناظمي، المساعد السابق لوزير الاتصالات الإيراني، في تغريدة على "تويتر": "البنية التحتية لشبكة محطات الوقود في البلاد هي شبكة خاصة، وهذه الاتصالات لم تتم عبر الإنترنت".
كما أكد موقع "نور نيوز"، المقرب من مجلس الأمن القومي الإيراني، أن تعطل محطات الوقود الإيرانية نجم عن "هجوم سيبراني".
ورفض الموقع، الذي ينقل عادة عن "مصادر مطلعة" بشأن الحوادث الأمنية في إيران، رفض تقديم تفاصيل حول الهجوم السيبراني ومصدر الهجوم.
وكان همايون صالحي، رئيس جمعية مالكي محطات الوقود، قد أكد وقوع هجوم سيبراني على محطات الوقود الإيرانية، لكن العلاقات العامة بوزارة النفط الإيرانية والمتحدث باسم وزارة النفط قالا إن المشكلة نجمت عن "خلل" و"مشكلة فنية" في نظام بطاقة الوقود الذكية.
وبعد ساعات من إعلان وزارة النفط عن وقف عمل النظام الذكي لبطاقات الوقود في إيران، قال المتحدث باسم الشركة الوطنية لتوزيع المنتجات النفطية لوسائل إعلام إيرانية إن "عدد المحطات النشطة التي عادت للخدمة يرتفع في كل لحظة".
وتأتي هذه التصريحات بينما تشير التقارير الواردة إلى طوابير طويلة أمام بعض محطات الوقود في مدن طهران ومشهد وشيراز، كما انتشرت قوات الأمن أمام بعض محطات الوقود في إيران.
كما نُشرت اليوم الثلاثاء، على شبكات التواصل الاجتماعي، صور للوحات إعلانية رقمية مثبتة في طهران، وقد ظهر عليها سؤال: "أين البنزين يا خامنئي؟"
وكتبت وكالة أنباء "إيسنا" أن الصور الواردة من أصفهان تظهر أن اللوحات الإعلانية الرقمية في هذه المدينة تعرضت لهجوم إلكتروني، وظهر رسالة عليها: "البنزين المجاني في محطة # جماران" و"خامنئي! أين بنزيننا". وقد تمت إزالة هذا الخبر من موقع "إيسنا" بعد بضع دقائق فقط.
يشار إلى أن هذا الهجوم يأتي مع اقتراب ذكرى احتجاجات نوفمبر 2019 في إيران، التي بدأت ردًا على زيادة أسعار البنزين بنسبة 200 في المائة، وسرعان ما تحولت إلى احتجاجات مناهضة للنظام، وقد واجه المحتجون قمعًا عنيفًا وغير مسبوق من قبل قوات الأمن والاستخبارات.
ووفقًا لما قاله وزير الداخلية الإيراني آنذاك، قُتل ما بين 200 و225 شخصًا في الاحتجاجات، لكن منظمة العفو الدولية حددت عدد القتلى بـ 307 أشخاص، وشددت على أن عدد القتلى قد يكون أعلى من ذلك بكثير. وذكرت "رويترز" أن عدد القتلى بلغ حوالي 1500 شخص.