وسط مطالب بتغيير عقيدة طهران النووية.. نواب إيرانيون يدعون لمراجعة "السياسة الدفاعية"

دعا 39 نائبًا في البرلمان الإيراني المجلس الأعلى للأمن القومي إلى مراجعة "السياسة الدفاعية" لإيران، وسط تصاعد التوترات مع إسرائيل.

وقال النائب حسن علي أخلاقي، عضو البرلمان عن مدينة مشهد، لوكالة الأنباء الإيرانية شبه الرسمية (إيسنا) إن هذا التحرك يأتي في إطار نقاش متزايد في طهران بشأن الاستراتيجية العسكرية لإيران، وخاصة موقفها من الأسلحة النووية.

ومع تصاعد التوترات، يدعو بعض أعضاء البرلمان الإيراني لاتخاذ إجراءات أقوى، بينما يرى البعض في إسرائيل أن الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية هو الحل الوحيد لضمان أمن الدولة اليهودية.

هذا العام، صعّدت إيران من تحركاتها بشنّ هجومين مباشرين على إسرائيل، متجاوزة بذلك اعتمادها المعتاد على الوكلاء في شنّ الهجمات القريبة.

وتقول طهران، استنادًا إلى الفتوى المثيرة للجدل الصادرة عن المرشد علي خامنئي، إنها لم تسعَ يومًا لامتلاك الأسلحة النووية، حيث حرم خامنئي علنًا جميع أسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك القنابل النووية.

ومع ذلك، يشكك الكثيرون في مصداقية هذه الفتوى، خاصة في ظل التقدم السريع الذي أحرزته إيران في برنامجها النووي، مما أدى إلى انتهاكها للوائح العالمية المتعلقة بتخصيب اليورانيوم.

وكان رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد صرّح في وقت سابق من هذا العام بأن إيران تبعد "أسابيع وليس شهورًا" عن امتلاك سلاح نووي.

وأقرّ النائب حسن أخلاقي بأن الفتوى لا تزال قائمة، لكنه قال: "في سياق الفقه، يمكن للزمان والمكان أن يؤثرا على تعديل الأحكام، ويمكن للأحكام الثانوية أن تحل محل الأحكام الأولية".

ومع ذلك، وعلى عكس التصور الشائع، فإن الفتوى ليست وثيقة قانونية، بل هي رأي استشاري في الشريعة الإسلامية يصدره رجل دين رفيع المستوى، ويمكن تغييرها في أي وقت.

وتأتي تصريحات أخلاقي في الوقت الذي دعت فيه صحيفة "جوان" المتشددة والقريبة من الحرس الثوري الإيراني، إلى تغيير العقيدة النووية لإيران.

فبعد الهجمات الصاروخية الإيرانية الأخيرة على إسرائيل، طالبت الصحيفة بتحول فوري في برنامج إيران النووي. وكتب علي غنادي في الصحيفة بأن طهران تمتلك الآن "القدرة والسياق والفرصة" لتغيير استراتيجيتها النووية، متجاوزة السرد السلمي للطاقة.

وتساءلت "جوان" عما إذا كان من الممكن أن تصدر إسرائيل إنذارًا نوويًا ضد إيران في حال تعرضها لتهديد وجودي.

وقالت الصحيفة: "هل من المستبعد أن تصدر إسرائيل إنذارًا نوويًا علنيًا أو سريًا ضد إيران؟"، ملمحة إلى إمكانية التصعيد النووي بين الخصمين.

وأشارت الصحيفة إلى أن التفوق التكنولوجي والعسكري لإسرائيل يترك إيران في موقف ضعيف، مما يعني أن الردع النووي المتبادل قد يكون حلاً.

وتحتفظ طهران حاليًا بمخزون من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، والذي يمكن رفعه إلى 90% في غضون أسبوعين فقط، وهي النسبة المطلوبة لصنع الأسلحة النووية.

ومن المحتمل أن يشير هذا التحول في العقيدة إلى استعداد إيران لتطوير أسلحة نووية إذا هددت التحركات العسكرية الإسرائيلية مصالحها الأساسية.

ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت مؤخرًا إسرائيل إلى استغلال الفرصة لتدمير البرنامج النووي الإيراني، بعد الهجوم الذي شنته إيران بـ181 صاروخًا باليستيًا على الدولة اليهودية.

وقال بينيت في منشور له على منصة "X": "لدى إسرائيل الآن أكبر فرصة منذ 50 عامًا لتغيير وجه الشرق الأوسط"، داعيًا إلى تدمير المنشآت النووية الإيرانية وبنيتها التحتية "الإرهابية" بعد الضربات الصاروخية الإيرانية.

في الوقت ذاته، تزايدت الدعوات من قبل المتشددين الإيرانيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمطالبة باتخاذ إجراءات انتقامية ضد إسرائيل، والدفع نحو تطوير قنبلة نووية.

وكان أنصار المفاوض النووي السابق سعيد جليلي من بين أبرز المنتقدين للقيادة الإيرانية الحالية، متهمين الرئيس مسعود بزشكيان بالتقاعس عن الرد بشكل كافٍ على الضربات الجوية الإسرائيلية في غزة ولبنان، التي جاءت بعد هجمات حماس، المدعومة من إيران، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) ضد إسرائيل.

كما دعوا إلى اتخاذ خطوات تشمل إغلاق مضيق هرمز وبناء ترسانة نووية.