السلطات الإيرانية تواجه مطالب المعلمين بالقمع والفصل من العمل
أصدر المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين في إيران بيانًا، بمناسبة يوم المعلم العالمي، دعا فيه المعلمين إلى استخدام المدارس كمنصات لنشر الوعي حول مطالب الحركة. يأتي ذلك في ظل فصل اثنين من النشطاء النقابيين، هما إسماعيل عبدي، وسمية اخترشمار، من الوظيفة.
وأشار البيان، الذي صدر اليوم السبت 5 أكتوبر (تشرين الأول) إلى أن منظمة اليونسكو قد أعلنت يوم 5 أكتوبر من كل عام يومًا عالميًا للمعلم قبل 30 عامًا.
وهنأ المجلس النقابي الإيراني، في بيانه، جميع المعلمين حول العالم، بمن في ذلك المعلمون المسجونون، مشددًا على أن هذا اليوم يهدف إلى تقدير المعلمين وتسليط الضوء على مشاكلهم في جميع أنحاء العالم.
وأكد المجلس التنسيقي أن "أفضل وسيلة لتعزيز صوت المعلمين في ظل القمع الحكومي للنقابات والنشطاء، هو تعزيز النقابات القائمة وإنشاء نقابات جديدة".
وأضاف البيان أن السلطات والنخب السياسية تنظر إلى المعلمين كأدوات، وأن النظام الإيراني الحالي غير قادر على إحداث تغيير في النظام التعليمي أو تحسين أوضاع المعلمين أو تقديم تعليم مجاني وعادل وذي جودة.
فصل المعلمين بالتزامن مع يوم المعلم العالمي
وبالتزامن مع يوم المعلم العالمي، تم فصل إسماعيل عبدي، عضو مجلس إدارة نقابة المعلمين في طهران، والذي يملك خبرة تزيد على 24 عامًا، وصدر قرار فصله من قِبل لجنة المخالفات الإدارية بوزارة التعليم في طهران؛ حيث تم فصله بتهم "المشاركة في الاعتصامات والإضرابات غير القانونية، وتحريض الآخرين على القيام بذلك، والضغط الجماعي لتحقيق أهداف غير قانونية عبر عضويته في نقابة المعلمين وقيادته للاحتجاجات الوطنية للمعلمين".
وتعليقًا على فصل عبدي، وصفت المحامية الإيرانية والحائزة على جائزة نوبل للسلام، شيرين عبادي، هذا القرار بأنه "هدية النظام بمناسبة يوم المعلم العالمي".
وأشارت عبادي إلى أن هذا القرار هو "أسلوب النظام الجديد لسماع صوت المعلمين"، ودعت الشعب إلى الوقوف مع المعلمين المفصولين، قائلة: "لنخبر إسماعيل عبدي وجميع المعلمين المسجونين والمفصولين بأننا سمعنا صوتكم".
وسبق للجنة المخالفات الإدارية أن أصدرت قرارات مماثلة بفصل رسول بداقي، كما أصدرت أيضًا قرارات بفصل محمد حبيبي وجعفر إبراهيمي، وهما من النشطاء النقابيين في قطاع التعليم.
كما تم فصل المعلمة والناشطة النقابية، سمية اخترشمار، التي تعمل في مدينة مريوان، بناءً على قرار لجنة الاستئناف بوزارة التعليم.
وأفاد المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين بأن سبب فصلها هو عضويتها في نقابة المعلمين، ونشرها محتويات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضاف البيان أن "وزارة التعليم في كردستان، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية وقوى القمع، قامت في الأشهر الأخيرة بفصل عدد من المعلمين أو تعليق وظائفهم؛ بسبب نشاطهم النقابي".
يُذكر أنه على مدى العقدين الماضيين، كانت هناك محاولات متواصلة من قِبل النظام لقمع المعلمين والنشطاء النقابيين، ولكن خلال السنوات الأخيرة، تم اعتقال عدد كبير من المعلمين، وحكم عليهم بالسجن أو الفصل من العمل.
ومنذ خريف 2022، تم فصل أو تعليق عشرات المعلمين بشكل دائم أو مؤقت من وظائفهم؛ بسبب نشاطهم النقابي ومشاركتهم في الانتفاضات الشعبية.
وأعلن محمد حبيبي، المتحدث باسم نقابة المعلمين، في 21 يونيو (حزيران) الماضي، عبر حسابه على منصة "إكس"، أن العديد من المعلمين الجدد تم فصلهم من وظائفهم، بعد مقتل الشابة الإيرانية، مهسا أميني، واندلاع انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية"، في سبتمبر (أيلول) 2022؛ بسبب منشوراتهم الاحتجاجية على وسائل التواصل الاجتماعي.