السفير الإيراني لدى السعودية يدعو مجلس التعاون الخليجي إلى "الإقليمية"
دعا علي رضا عنايتي، السفير الإيراني في الرياض، إلى ما سماه "الإقليمية"، عبر تعزيز التعاون الإقليمي بين دول المنطقة، وذلك بعد لقاء وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ووزراء خارجية الدول العربية الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي.
وكتب عنايتي، يوم الجمعة 4 أكتوبر (تشرين الأول) على منصة "إكس": "الاجتماع المشترك بين وزراء خارجية إيران ودول مجلس التعاون الخليجي في الدوحة يُعدّ خطوة أولى نحو تعاون إقليمي شامل وجهد ضروري لتحقيق فكرة الإقليمية". وأضاف: "إيران جادة في تعزيز التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف وتقوية (الإقليمية) لتحقيق التنمية والأمن".
ولم يقدّم السفير الإيراني توضيحًا إضافيًا حول مفهوم "الإقليمية"، لكن طهران دعت مرارًا، خلال السنوات الأخيرة، إلى انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة.
تأتي هذه التصريحات، في وقت أفادت فيه وكالة "رويترز"، بأن إسرائيل قد تستهدف صناعة النفط الإيرانية، مما قد يدفع طهران للرد عبر استهداف المنشآت النفطية في السعودية، وغيرها من الدول الخليجية.
وفي الوقت ذاته، نشرت أمانة مجلس التعاون الخليجي صورة للقاء جمع بين جاسم محمد البديوي، الأمين العام للمجلس، والسفير الإيراني عنايتي، والذي عُقد اليوم الجمعة، في مقر المجلس بالرياض.
ويضم مجلس التعاون الخليجي كلاً من السعودية، البحرين، الكويت، الإمارات العربية المتحدة، قطر، وسلطنة عمان. وقد أعرب المجلس مرارًا، خلال السنوات الأخيرة عن قلقه من الأنشطة النووية الإيرانية. وفي بيان صادر عن اجتماع مجلس وزراء مجلس التعاون الخليجي رقم 157 في الرياض، اتهم المجلس إيران بـ"احتلال" الجزر الثلاث: طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى، وأكد مرة أخرى أن الإمارات هي المالكة الشرعية لهذه الجزر، كما دعا المجلس إيران إلى حل هذه القضية عبر المفاوضات مع الإمارات أو من خلال محكمة العدل الدولية.
وعُقد الاجتماع غير الرسمي الأول بين وزراء خارجية إيران والدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، يوم أمس الخميس 3 أكتوبر (تشرين الأول)، على هامش قمة منتدى التعاون الآسيوي في الدوحة. وعقب هذا اللقاء، كتب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، على منصة "إكس": "هدفنا هو بناء منطقة قوية؛ والحوار ضرورة لتحقيق ذلك".
وقد أفادت وسائل إعلام عربية، في وقت سابق، بأن الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، ووزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، قد التقيا في الدوحة. وناقشا خلال لقائهما، القضايا الإقليمية والدولية.
وقد جاء هذا الاجتماع، بعد الهجوم الصاروخي الثاني، الذي نفذته قوات الحرس الثوري الإيراني ضد إسرائيل، خلال الأشهر الأخيرة.
ووعد المسؤولون الإسرائيليون بالرد على هذا الهجوم، الذي وقع مساء الثلاثاء الماضي، الأول من أكتوبر، حيث تم إطلاق نحو 200 صاروخ باليستي باتجاه إسرائيل.
وأشارت تقارير إخبارية إلى أن المواقع العسكرية والبنية التحتية النفطية والمحطات الصاروخية ونظم الدفاع الجوي والمواقع النووية في إيران من الأهداف المحتملة في أي هجوم انتقامي من قبل إسرائيل.
وبعدما أشار الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى احتمالية شن هجوم إسرائيلي على المنشآت النفطية في إيران، ارتفعت أسعار النفط الخام في الأسواق العالمية.
وأفادت مصادر لوكالة "رويترز"، في وقت سابق، بأن الدول الخليجية حاولت طمأنة طهران بشأن حيادها في هذا الصراع، وسط مخاوف من أن تصاعد العنف قد يشكل تهديدًا لمنشآت النفط في المنطقة.