تخوف برلماني من تكرار تفجيرات "البيجر" في إيران ومطالب بتعزيز حماية المواقع الحساسة
أعرب رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني إبراهيم رضائي عن قلق أعضاء اللجنة من احتمال وقوع "حادث مشابه" لانفجار أجهزة البيجر التي استخدمها حزب الله اللبناني، في إيران.
وبحسب تصريحات رضائي، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، تم التعبير عن هذا القلق خلال اجتماع طارئ عقد يوم الاثنين 23 سبتمبر (أيلول)، حول حادثة انفجار أجهزة الاتصال في لبنان.
الاجتماع حضره وزير الاتصالات وعدد من نوابه، بالإضافة إلى مساعد وزير الخارجية ومدير عام شؤون غرب آسيا وشمال أفريقيا، إلى جانب عدد من الخبراء وممثلين عن مركز أبحاث البرلمان.
وقال رضائي حول مضمون هذا الاجتماع: "أعرب أعضاء اللجنة عن قلقهم من احتمال حدوث حادث مشابه في إيران"، داعين إلى "تعزيز حماية المواقع الحساسة والحيوية في البلاد".
وأضاف رضائي أن وزير الاتصالات أكد خلال الاجتماع على ضرورة تعزيز نظام مراقبة الأجهزة المستوردة.
تأتي هذه التصريحات بعد الانفجار الغامض الذي طال آلاف أجهزة البيجر والاتصالات اللاسلكية التابعة لحزب الله اللبناني الأسبوع الماضي، والذي أدى إلى مقتل العشرات وإصابة الآلاف بجروح بالغة، بما في ذلك إعاقات دائمة وفقدان البصر.
عقب ذلك، بدأت السلطات الإيرانية، خوفاً من تسلل إسرائيلي، في تفتيش الأجهزة والمعدات الاتصالية الخاصة بها.
وفي تقرير "حصري" نشرته وكالة "رويترز"، يوم الاثنين 23 سبتمبر (أيلول)، استناداً إلى مصدر أمني إيراني، ورد أن الحرس الثوري الإيراني أطلق "عملية واسعة" لتفتيش جميع الأجهزة والمعدات، وليس فقط الاتصالات، داخل المؤسسات الإيرانية.
كما أشار التقرير إلى أن الحرس الثوري أصدر تعليمات لقواته بالتوقف عن استخدام أي أجهزة اتصالية. ووفقاً للتقرير نفسه، تم إيقاف استخدام هذه الأجهزة في المواقع النووية والصاروخية الإيرانية أيضاً.
ونشرت وكالة "رويترز" هذا التقرير بعد يوم من إعلان الحرس الثوري الإيراني يوم 22 سبتمبر (أيلول) عن اعتقال 12 فرداً من "شبكة" مرتبطة بإسرائيل في 6 محافظات إيرانية، بتهمة "القيام بأنشطة معادية للأمن"، دون الإشارة إلى أي صلة بين هذه الاعتقالات والمخاوف المتعلقة بالأجهزة الاتصالية.
سقوط طائرة إبراهيم رئيسي وانفجار أجهزة البيجر
وفي سياق متصل، نفى إبراهيم رضائي، المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، يوم الثلاثاء 24 سبتمبر (أيلول)، وجود أي "ارتباط" بين انفجار أجهزة البيجر وسقوط المروحية التي كانت تقل الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي ووفده المرافق.
وتأتي هذه التصريحات بعد انتشار صور غير مؤكدة على مواقع التواصل الاجتماعي تزعم استخدام رئيسي لأجهزة بيجر مشابهة لتلك التي انفجرت في لبنان.
ورغم أن تلك الأجهزة تم وصفها لاحقاً بأنها "ساعات"، إلا أن التكهنات استمرت حول احتمال وجود صلة بين انفجار هذه الأجهزة وسقوط المروحية التي كانت تقل إبراهيم رئيسي ووفده.
وكانت المروحية التي تقل الرئيس الإيراني السابق ووزير الخارجية وعدداً من المرافقين قد تحطمت ظهر يوم 19 مايو (أيار) في منطقة ورزقان بمحافظة أذربيجان الشرقية، ما أسفر عن مقتل جميع الركاب.
في الأيام الأخيرة، أشار أحمد بخشايش أردستاني، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، إلى إصابة السفير الإيراني في لبنان جراء امتلاكه أحد هذه الأجهزة، قائلاً: "وفقاً للمعلومات التي تلقيناها من بعض الأجهزة الاستخباراتية والعسكرية، كان الشهيد رئيسي أيضاً يستخدم جهاز بيجر".
وفي حديثه لموقع "دیده بان إيران"، أضاف: "ربما كان نوع جهاز رئيسي مختلفاً عن تلك التي استخدمتها قوات حزب الله، لكن أحد السيناريوهات المحتملة لحادثة الرئيس الراحل هو انفجار جهازه".
ومع ذلك، أعلنت اللجنة العليا المكلفة من قبل هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، في تقريرها النهائي، أن سبب سقوط المروحية كان "الظروف الجوية والمناخية المعقدة" التي أدت إلى اصطدام المروحية بجبل.