في ذكرى "مهسا أميني" الثانية.. إضرابات في كردستان وتضامن عالمي ورسالة أميركية

في الذكرى الثانية لوفاة مهسا أميني بعد احتجازها من قِبل شرطة الأخلاق، والاحتجاجات، التي اندلعت تحت شعار "المرأة، الحياة، الحرية"، تكررت الأحداث المشابهة للعام الماضي؛ حيث منعت السلطات الإيرانية عائلة أميني من إقامة مراسم تذكارية، في الوقت الذي شهدت فيه مدن محافظة كردستان إضرابات.

وأعرب أمجد أميني، والد مهسا، يوم الأحد 15 سبتمبر (أيلول)، عن شكره للتضامن الواسع من قِبل التجار وأصحاب المحال والشعب في المناطق الكردية، وكذلك الإيرانيين في مختلف أنحاء العالم.

وأكد في منشور له على "إنستغرام" أن هذا التضامن يمثل "تحذيرًا ورسالة احتجاج واضحة للسلطات" بألا يتعرض أبناء الوطن للظلم، كما حدث مع مهسا وأمثالها.

واستجابة للدعوات المتعددة، شهدت عدة مدن في كردستان إضرابات من قِبل أصحاب المحال والتجار.

ووفقًا لتقارير منظمة "هنغاو" المعنية بحقوق الإنسان، ومصادر أخرى تغطي أخبار المناطق الكردية، فقد تم تنفيذ الإضرابات في مدن سقز، ومهاباد، وبوكان، وديواندره، وسنندج، ومريوان، وأشنويه، وكرمانشاه، وقروه، وبيرانشهر، رغم بعض التهديدات الأمنية أو محاولات تحطيم أقفال المحال لفتحها بالقوة.

وشددت مجكان افتخاري، والدة مهسا أميني، في رسالة على أن "أولئك الذين لا يتحملون رؤية جمال ابنة وطنهم.. سيلعنهم التاريخ إلى الأبد".

ردود الأفعال والرسائل

أصدرت عدة شخصيات وعائلات ضحايا الاحتجاجات السابقة، وكذلك السجناء السياسيون، رسائل بمناسبة الذكرى السنوية لوفاة مهسا أميني.

وفي رسالة مشتركة نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، دعت مجموعة من عائلات قتلى الاحتجاجات المواطنين إلى وضع "وردة" في أي مكان يحضرون فيه إحياءً لذكرى الضحايا.

كما أصدر مكتب شؤون المرأة في الأمم المتحدة بيانًا أكد فيه وقوفه بجانب النساء الإيرانيات في نضالهن من أجل المساواة وحقوقهن، بما في ذلك حق اختيار ملابسهن.

وطالبت نرجس محمدي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام والمعتقلة السياسية في إيران، مرة أخرى بضرورة تجريم الفصل بين الجنسين من قِبل المنظمات الدولية، مؤكدة أن "تحرر النساء من الاضطهاد والتمييز هو قوة دافعة لتحقيق السلام والديمقراطية".

وفي سياق متصل، شدد أبرام بيلي، نائب المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الأميركية لشؤون إيران، على استمرار دعم الولايات المتحدة للمحتجين داخل إيران.

وأكد في رسالة بالفيديو أن مهسا أميني قُتلت بعد اعتقالها فقط بسبب عدم ارتدائها الحجاب، وفقًا لما يريده النظام الإيراني.

وفي رسالة نشرها عبر منصة "إكس"، قال نجل شاه إيران السابق، رضا بهلوي: "صوت مهسا أميني لا يزال حيًا.. نواصل طريق الأبطال الذين ضحوا بحياتهم من أجل حرية وكرامة إيران. نصرخ بأسمائهم بفخر، ونتشارك قصص شجاعتهم، وندعم عائلاتهم الشجاعة، ونقف صفًا واحدًا ضد نظام الجمهورية الإسلامية".

كما أكد كل من أمير حسين مرادي وعلي يونسي، وهما طالبان بارزان ومسجونان سياسيان، في رسالة لهما أن "الجيل الذي قاتل في انتفاضة مهسا، واعتُقل واستشهد، لكنه لم ولن يستسلم".

تجمعات خارج إيران

ونُظمت يوم الأحد، تجمعات ومسيرات في مدن عدة حول العالم، بما في ذلك باريس، ولندن، ولوس أنجلوس، وتورونتو، ونيويورك، وهامبورغ، وواشنطن، وستوكهولم.

يُذكر أن الشابة الإيرانية، مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عامًا من مدينة سقز، كانت قد اعتقلت في 13 سبتمبر (أيلول) 2022 في طهران من قِبل شرطة الأخلاق، وتوفيت بعد ثلاثة أيام من الغيبوبة في مستشفى كسري بطهران.

وأثارت وفاتها احتجاجات واسعة استمرت لعدة أشهر في إيران تحت شعار "المرأة، الحياة، الحرية"، وواجهت قمعًا شديدًا من قِبل السلطات.

وتعتبر حركة "المرأة، الحياة، الحرية" أوسع وأكبر حركة احتجاجية ضد النظام الإيراني، منذ قيام الجمهورية الإسلامية.