صحف إيران: السيول تفضح "الحكومة" وحُرمة عطلة "السبت" وتفعيل آلية الزناد ضد طهران
احتلت أزمة السيول، والانتقادات الكبيرة لأداء الحكومة والجهات الرسمية الإيرانية، في التعامل مع القضية، قائمة القضايا، التي سلطت الصحف الصادرة اليوم، السبت، الضوء عليها، بعد تضرر آلاف المواطنين وإلحاق خسائر مادية كبيرة، بالإضافة إلى وقوع قتلى ومفقودين.
وانتقدت صحيفة "اعتماد" تصريحات المسؤولين الحكوميين في مدينة مشهد، التي تضررت بفعل السيول؛ حيث قالوا إنهم تفاجأوا من حجم السيول وشدتها.. مؤكدة أن هذه المفاجأة تأتي بعد تحذيرات لمنظمة الأرصاد الجوية أكدت فيها احتمالية وقوع سيول وأمطار غزيرة في محافظتي خراسان رضوي وخراسان شمالي.
وقالت صحيفة "بيام ما" إن حجم الأضرار الكبيرة سببه بناء البيوت بشكل غير آمن بقرار حكومي في مجاري السيول المعروفة، وعنونت الصحيفة في صدر صفحتها الأولى ليوم السبت: "ضحايا البيوت في مجاري السيل"، موضحة أن عدد القتلى ارتفع إلى 8 أشخاص، بالإضافة إلى مصابين ومفقودين في هذه الأحداث.
ودعت صحيفة "خراسان"، التي تغطي أخبار وأحداث محافظات خراسان رضوي وشمالي وجنوبي، القضاء الإيراني إلى التدخل، ومحاسبة المقصرين في هذه الأحداث.
ومن الملفات الأخرى التي غطتها الصحف اليوم، السبت، قضية عطلة يوم السبت بدل عطلة الخميس؛ حيث صادق البرلمان على مقترح بهذا الخصوص، لكن يحتاج الأمر إلى موافقة مجلس صيانة الدستور ليصبح القرار نافذًا قانونيًا.
وانبرت صحف ووسائل إعلام مقربة من التيار المتشدد في الحكومة، بالإضافة إلى مراجع دين معروفين بولائهم للنظام وشخص المرشد، بالحديث عن حرمة عطلة يوم السبت كونها عطلة لليهود، منذ الإعلان عن مصادقة البرلمان.
وقالت صحيفة المرشد علي خامنئي، حول هذا الأمر، الخميس الماضي، إن عطلة الخميس فيها إهانة للنظام الإسلامي الإيراني المقدس؛ لأنه يجعل عطلته متزامنة مع عطلة اليهود، كما ادعت اليوم، السبت، في إطار معارضتها للقرار أن عطلة السبت فيها مخالفة شرعية دون بيان سبب ذلك وأدلته.
وعارضت صحيفة "جمهوري إسلامي"، اليوم، أيضًا هذا القرار، وادعت أن عطلة السبت تتعارض مع الدستور، وهي ضد مصلحة الشعب، متجاهلة أن من صادقوا على القرار هم نواب البرلمان أو الممثلون المفترضون للشعب.
ونقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آرمان امروز": لا تطورات إيجابية تلوح بالأفق في العلاقة بين طهران وواشنطن
قال الكاتب والمحلل السياسي، رحمان قهرمان بور، في مقاله بصحيفة "آرمان امروز"، إن العلاقة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية تمر بمرحلة حساسة للغاية، فخلال الفترة القليلة المقبلة سنشهد انتخابات في أميركا قد تنجم عن عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
ولفت الكاتب إلى أن الاتفاق النووي ستنتهي صلاحيته العام المقبل، وهو ما يعرف انتهاء التزام الدول تجاه هذه الاتفاقية الدولية، ما لم يتم التوصل قبل ذلك إلى اتفاق بشأن تمديد الاتفاق السابق أو إجراء إصلاحات عليه.
وكان الكاتب متشائمًا تجاه توصل إيران والولايات المتحدة الأميركية إلى اتفاق خلال الفترة المقبلة، قائلًا: "على الرغم من كل التطورات الأخيرة، فإن العلاقة بين طهران وواشنطن لاتزال متوترة، ولم تحدث مفاوضات كبيرة ومهمة بين الجانبين بحيث تخلق انفراجًا في علاقاتهما، خلال الفترة المقبلة؛ فالوضع لا يمكن أن يجعلنا نتوقع حدوث تطور إيجابي خاص في الأشهر المقبلة".
ونوه الكاتب إلى أن مشاكل إيران مع الولايات المتحدة الأميركية ليست محصورة على ملف الاتفاق النووي، ومع ذلك يفهم من خلال تصريحات المسؤولين الإيرانيين رغبتهم في التوصل إلى اتفاق حول برنامجها النووي؛ لأن الاتفاق النووي سينتهي موعد صلاحيته في أكتوبر من عام 2025، وحينها يلزم الدول الغربية العودة إلى القيود وتفعيل آلية الزناد ضد إيران أو التوصل إلى اتفاق جديد.
"اعتماد": الأطراف المعارضة لفكرة الحجاب الإجباري في إيران.. الدوافع والخلفيات
تناولت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية، في تقرير لها، جدل الحجاب في إيران، وحذرت من تحوله إلى أن يصبح قضية مسيّسة بامتياز، ومؤكدة أن هذا التسييس لقضية اجتماعية وشخصية سينعكس سلبًا على موضوع الحجاب.
وأشارت الصحيفة إلى المعارضين لخطة النظام الجديدة، أو ما تسمى "خطة نور" لإعادة فرض الحجاب على النساء في الأماكن العامة، بعد أن انحسر اهتمامه سابقًا على خلفية الاحتجاجات الشعبية، التي اندلعت عقب مقتل مسها أميني على يد شرطة الأخلاق.
ورأت الصحيفة أن المعارضة في الخارج أو ما يعرفون بدعاة "إسقاط النظام" هم أول من عارض هذه الخطة الحكومية، وأكدت أن هذه المعارضة تستخدم قضية الحجاب كأداة لإمضاء مشروعها المتمثل بالعمل على إسقاط النظام الحاكم.
الفريق الثاني من المعارضين لقضية الحجاب الإجباري، حسبما جاء في تقرير صحيفة "اعتماد"، هم المعتدلون في الداخل، الذين يعتقدون أن إصرار السلطات على قضية الحجاب وفرضها بالقوة والقهر خلال 4 عقود لم يأتِ بنتائج إيجابية لصالح الحجاب، كما أن هؤلاء يؤكدون على قضية الحقوق المدنية والحريات الشخصية، التي تنتهكها قرارات الحجاب الإجباري.
أما الفريق الآخر من معارضي الحجاب الإجباري، هم المؤمنون بالحجاب وضرورة الالتزام به من قِبل النساء، إلا أنهم مستاؤون من طريقة تعامل شرطة الأخلاق وعنفها تجاه النساء؛ ما جعلهم يتراجعون عن فكرة فرض الحجاب بالقوة، ويفضلون في المقابل فكرة الحجاب الاختياري.
"جمله": السيول الأخيرة نموذج لفشل الحكومة والمسؤولين
قالت صحيفة "جمله"، في تقرير لها، إن ما شهدته مدينة مشهد في الأيام الأخيرة، وسقوط 8 قتلى في السيول، يكشف عن مدى ضعف إدارة الحكومة وفشلها في التعامل مع الأحداث التي يُفترض أنها متوقعة.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات رئيس منظمة الدفاع المدني ومدير دائرة الأزمة في مشهد؛ حيث قال في مقابلة صحفية عند سؤال عن السيول والأضرار، إنه لا توجد سيول، وإن المدينة تعيش أجواء طبيعية، وإن تجمع مياه وقع في نقاط محدودة دون أي خسائر، وهي تصريحات أثارت جدلًا وانتقادات واسعة عن حجم القطيعة بين المسؤولين وبين الواقع الفعلي على الأرض.
كما لفتت الصحيفة إلى أن الكثير من المسؤولين، الذين يشغلون مناصب مهمة اليوم، ليس لديهم تخصص أو خبرة في مجال عملهم ولا يُعرف السبب أساسًا في اختيارهم؛ لكي يشغلوا هذه المناصب التنفيذية المهمة.