صحف إيران:خامنئي والتبجح بـ"الديمقراطية"وقلق من مقاطعة الانتخابات ودعوات لطرد سفير روسيا

في محاولة يائسة للمرشد الإيراني لتحفيز الشعب على المشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة، صرح قائلا:"الانتخابات تمنع الدكتاتورية والفوضى"، وذلك بعد تزايد قلق النظام من مقاطعة شعبية واسعة عقب موجة الاحتجاجات العارمة العام الماضي واستمرار الأزمة الاقتصادية وسياسة إبعاد المرشحين.

وقد غطت الصحف المقربة من صناع القرار كعادتها خطاب المرشد وزعمت أنه لا "دكتاتورية" في إيران متجاهلة أن خامنئي هو الذي يعين تقريبا جميع المناصب والمسؤولين في البلاد سواء جاء ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر.
فرئيس القضاء والقادة العسكريون ورؤساء مؤسسة الإعلام يتم تعيينهم مباشرة من قبل المرشد كما أن رئيس الجمهورية وأعضاء البرلمان كافة ينالون هذا المنصب بعد أن يحصلوا على تزكية "مجلس صيانة الدستور" المكون من 12 عضوا والذين يعين المرشد 6 منهم فيما يعين رئيس القضاء الـ 6 الآخرون، ما يعني عمليا أن ولاء جميعهم يكون للمرشد أولا وأخيرا وبالتالي لن يقترب أحد من هذه المناصب ما لم يكن مرضيا عنه من قبل خامنئي.
هذه الطبيعة من الحكم والسيطرة على المشهد السياسي لم تمنع خامنئي والمسؤولين من التبجح بـ "الديمقراطية" والحديث عن حكم الشعب ومساهمته في تقرير مصيره بالرغم من أن آلاف الأشخاص الذين يرغبون بالترشح والتمثيل في البرلمان والرئاسة يتم إقصاؤهم لا لشيء سوى أنهم لم يثبتوا ولاءهم للمرشد وأيديولوجيته.
واستخدمت صحيفة "كيهان" عنوانا كبيرا في المانشيت الرئيسي وكتبت نقلا عن خامنئي: "الانتخابات مفتاح لحل مشاكل البلد"، مغفلة أن هذه "الانتخابات" هي شيء سار عليه النظام الإيراني منذ أكثر من عقود دون أن تخلق انفراجة في الأزمات السياسية والاقتصادية كونها "انتخابات شكلية ومحددة النتائج سلفا" كما يرى مراقبون للشأن الإيراني.
من الملفات الأخرى التي احتلت حصة من اهتمام الصحف اليومية في إيران، العلاقات الخارجية لطهران لاسيما بعد مواقف روسيا الأخيرة مثل موقفها حيال موضوع الجزر الثلاث المتنازع عليها بين إيران والإمارات.
وقد اعتبرت صحيفة "ستاره صبح" وغيرها من الصحف أن الخطر الذي تشكله روسيا والصين على الأمن القومي الإيراني أكبر بكثير من الخطر القادم من الغرب، وأن بكين وموسكو "لديهما خطة بائسة ضد إيران".
ونقلت صحيفة "أترك" تصريح عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، محمد صدر، الذي انتقد موقف حكومة "رئيسي" من روسيا ودعا إلى "طرد" السفير الروسي من طهران في حال استمرت المواقف الروسية بهذا الشكل.
كما أشارت بعض الصحف إلى الاتصال الهاتفي بين الرئيسين الإيراني والمصري حيث هنأ "رئيسي"، عبدالفتاح السيسي على إعادة انتخابه رئيسا لمصر، وأعرب الطرفان عن حرص البلدين على تعزيز العلاقات وإنهاء القضايا الخلافية بين الجانبين.

والآن إلى تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:

"ستاره صبح": روسيا تستغل إيران ولا يمكن بناء علاقات مستدامة مع الصين
أجرت صحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية مقابلة مع رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني السابق، حشمت فلاحت بيشه، انتقد خلالها علاقة بلاده مع روسيا والصين معتقدا أن القيادة في إيران تجهل أو تتجاهل استغلال هاتين الدولتين لطهران في التعامل معها.
وأوضح فلاحت بيشه أن لروسيا والصين سجلا طويلا من تجاهل مصالح إيران، مشيرا إلى 6 قرارات من مجلس الأمن ضد إيران حظيت بموافقة من روسيا، كما قال إنه لا يمكن اعتبار العلاقة مع الصين علاقة مستدامة.
وقد أشار الكاتب إلى انتقاداته السابقة للنظام حيث كان يسمح لروسيا باستخدام الأجواء الإيرانية بعملياتها العسكرية في سوريا وقال لقد حذرنا حول تلك القضية كما نحذر من قضية الاتفاق النووي والحرب الأوكرانية.
وذكر البرلماني الإيراني السابق أن روسيا "تستغل" إيران مضيفا أن الدول الغربية أيضا لا تتعامل بهذا الشكل من الاستغلالية والانتهازية كما تفعل روسيا، وأكد أن موسكو وبكين من أكثر الدول التي عرضت سلامة الأراضي الإيرانية للخطر في الفترة السابقة.

"جهان صنعت": روسيا لم تقدر دعم إيران في حربها على أوكرانيا
كما قال الدبلوماسي السابق عبدالرضا فرجي راد إن مواقف روسيا هذه تظهر أن روسيا لم تقدر مواقف إيران الداعمة لها في الحرب الأوكرانية المستمرة منذ عامين وأوضح قائلا: "نظرا إلى دعمنا لروسيا في حربها على أوكرانيا لم يكن الرأي العام الإيراني ولا المسؤولون يتوقعون مثل هذه المواقف من موسكو".
وأضاف فرجي راد في مقال بصحيفة "جهان صنعت": هذه الحادثة تظهر أن على المسؤولين وصناع القرار في طهران ألا يضعوا جميع البيض في سلة واحدة هي سلة روسيا والصين، فهذه الدول مثل غيرها تعمل وفقا لمصالحها الخاصة.
وأشار الكاتب إلى العلاقات الاقتصادية بين روسيا وكل من الإمارات والمملكة العربية السعودية وقال إن هاتين الدولتين استطاعتا في السنتين الماضيتين تعزيز تعاونهما الاقتصادي مع روسيا بشكل ملحوظ بحيث أصبحت المصالح الاقتصادية الروسية وثيقة مع أبوظبي والرياض وهي تدرك ذلك وتعمل وفقا له.
وشدد الدبلوماسي السابق على ضرورة أن تنهي إيران عزلتها الدولية والإقليمية، معتقدا أن هذه العزلة هي السبب في أن تتعامل دول مثل روسيا والصين بهذا الشكل مع إيران، لافتا إلى أن بكين وبالرغم من وجود اتفاقية تمتد لـ 25 سنة مع طهران إلا أنها لا تظهر حرصا على العمل والاستثمار في إيران بعد مرور 4 سنوات من هذه الاتفاقية.

"جمله": عمليات إقصاء "أعمى" للمرشحين في الانتخابات البرلمانية
قالت صحيفة "جمله"، دون أن تشير إلى خطاب المرشد أمس ودعوته إلى المشاركة في الانتخابات، إن الشرط الرئيسي لوجود انتخابات ساخنة هو السماح لكافة الأطياف بالمشاركة في الانتخابات، وأن يرى جميع المواطنين من يمثلونهم في قائمة المرشحين.
وقد دعت الصحيفة "الحريصين" إلى التدخل في عمليات الإقصاء والإبعاد التي يتعرض لها المرشحون، وقالت إن "النهج الأعمى" يستمر في إقصاء المرشحين الراغبين في الدخول إلى البرلمان وتمثيل أطياف من الشعب.
وأشارت الصحيفة إلى الانتخابات البرلمانية السابقة حيث سجلت أدنى مستوى من المشاركة وقالت إنه من المتوقع أن نرى شكل تلك الانتخابات يتكرر حيث سيقاطع المواطنون هذه الانتخابات ولن يشاركوا فيها.