منتدى نوبل للسلام يناقش قضايا حقوق الإنسان والتعذيب في سجون إيران

أفادت مصادر حقوقية بأن "منتدى جائزة نوبل للسلام"، اجتمع اليوم الاثنين 11 ديسمبر (كانون الأول)، في العاصمة النرويجية أوسلو، لمناقشة قضايا حقوق الإنسان في إيران. وكان من بين المتحدثين في هذا الاجتماع: شيرين عبادي، ومهرداد دريوش بور، وإلهه توكليان، وشيما بابايي، ونازنين بنيادي.

وخلال المناقشات قدمت آنييس كالامار، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، تقريرًا عن العنف ضد السجناء في إيران.

وتحدثت كالامار عن تعرض عدد من السجناء والمعتقلين لانتهاكات وعنف شديدين، مؤكدة أن "سلطات النظام الإيراني تتمتع بحصانة من هذه التصرفات".

وفي تقرير صدر الأسبوع الماضي، ناقشت منظمة العفو الدولية الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الحرس الثوري الإيراني، والباسيج، ووزارة الاستخبارات، ومختلف أقسام الشرطة، ضد النساء والرجال والأطفال خلال الاحتجاجات الإيرانية التي عمت البلاد العام الماضي، ونشرت روايات لبعض الضحايا.

شيرين عبادي: إذا حدث عنف فهو خطأ النظام

وفي الأثناء، قالت الناشطة في مجال حقوق الإنسان والحائزة على جائزة نوبل للسلام، شيرين عبادي، إن "التمييز ضد النساء في إيران يشبه نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا". كما أكدت وحدة المعارضة وفشل الإصلاحات في إيران؛ مضيفة: "إذا حدث عنف فهو خطأ النظام، لأن المواطنين لا يمارسون العنف".

وبحسب هذه الحقوقية، فإن "إحدى الطرق التي يمكن أن تساعد الشعب على إسقاط النظام هي محاكمته في المحكمة الدولية".

وقالت عبادي أيضًا عن توحيد المعارضة ضد النظام في طهران، إن "الخلاف الأول بين المعارضين يوجد بين الملكيين والجمهوريين، والخلاف الثاني بين القوميين المتطرفين والجماعات العرقية التي تريد تطبيق نظام فيدرالي في إيران"؛ مؤكدة أنه "يجب على الجميع الآن أن يتحدوا للإطاحة بالنظام ولا ينبغي أن يؤدي الخلاف بين الملكيين والجمهوريين إلى استقرار النظام في إيران".

نازنين بنيادي: نار الثورة مشتعلة في أذهان الشعب الإيراني

ومن جهتها، أشارت الممثلة والناشطة في مجال حقوق الإنسان، نازنين بنيادي، في هذا الاجتماع، إلى الاحتجاجات الإيرانية العام الماضي التي عمت البلاد ضد النظام، وقالت إن "نار الثورة لا تزال مشتعلة في أذهان الشعب الإيراني، والمرأة الإيرانية ما زالت تواصل النضال".

وحول وضع المعارضة، قالت بنيادي إن "النضال من أجل حقوق الإنسان، والنضال من أجل الديمقراطية لا ينبغي أن يتعارضا"، مؤكدة أن "الإصلاحات في إيران ماتت، وأغلبية الناس يريدون ديمقراطية غير دينية".

وأضافت بنيادي أن "الإيرانيين في الخارج يجب أن يعكسوا أصوات الإيرانيين في الداخل، وأن ينظموا أنفسهم"، قائلة: "لقد حاول النظام الإيراني تشويه سمعة الإيرانيين في الخارج".

مهرداد دريوش بور: الجمهورية الإسلامية صفحة من تاريخ إيران سيتم إغلاقها

وقال الناشط السياسي وعالم الاجتماع والأكاديمي، مهرداد دريوش بور، في كلمته أمام منتدى جائزة نوبل للسلام، إن "هناك خطرًا من أن يؤدي النضال من أجل تغيير إيران إلى تجديد الاستبداد، إذا لم يرتكز التغيير على القيم الديمقراطية"؛ مضيفًا أن "الجمهورية الإسلامية مجرد صفحة في تاريخ إيران سيتم إغلاقها". وأكد أنه "يجب أن يكون هناك فرق بين العنف الدفاعي والعنف العدواني".

وتابع دريوش بور في جزء آخر من كلمته: "على الحركة النسوية في الغرب وحتى المجتمع الغربي أن ينحنيا أمام نساء إيران اللاتي نظمن أول ثورة نسوية في العالم".

كلمة إلهه توكليان وشيما بابايي

وتحدثت في اجتماع منتدى جائزة نوبل للسلام أيضا إحدى المتظاهرات اللاتي أصبن في أعينهن خلال الاحتجاجات الإيرانية العام الماضي، وتدعى إلهه توكليان، وكذلك الناشطة في مجال حقوق الإنسان، شيما بابايي.

وقالت توكليان في جزء من كلمتها إن "عيون المئات من الناس انطفأت إلى الأبد في قمعهم على يد النظام الإيراني"؛ مضيفة: أنه "بعد إصابتها، لم يُسمح لها بمواصلة دراستها، كما تم فصلها من وظيفتها".

وذكرت توكليان أسماء عدد من السجناء السياسيين، وقالت مخاطبة الحاضرين: "تخيلوا أن عشرات الفنانين والرياضيين والمعلمين وغيرهم من الفئات يعتقلون في بلدكم ويقال أنتم جميعا مذنبون؛ هل تصدقون ذلك؟".

وفي هذا الاجتماع، قالت بابايي- في إشارة إلى تجاربها أثناء الاعتقال بسبب الاحتجاج على الحجاب الإجباري- إن "والدها إبراهيم بابايي كان ضحية للاختفاء القسري"، مضيفة أن "أيًا من فصائل النظام لم يحدث فرقًا جذريًا في الوضع".

واعتبرت بابايي: أن "سبب هذا الوضع هو طبيعة النظام الإيراني التي تخالف حقوق الإنسان وحقوق المرأة".