تزايد حالات الاكتئاب بين الإيرانيين.. وغالبية النساء والشباب يعانون من أزمات نفسية وعصبية

أشارت صحيفة "هم ميهن" إلى "زيادة استخدام الأدوية العصبية والنفسية خلال العام الماضي"، وكتبت في تقرير لها: "بحسب الصيادلة، يلجأ معظم النساء والشباب إلى الأدوية المضادة للاكتئاب والضغط النفسي والأدوية التي تساعد على النوم".

وقد أشار هذا التقرير إلى العلاقة بين "الصحة النفسية" للإيرانيين والاحتجاجات مثل الانتفاضة الشعبية.

وبعد بداية هذه الانتفاضة، حذر العديد من الخبراء، بمن فيهم أساتذة جامعات ومتخصصون في الصحة النفسية وعلماء الاجتماع من حالة المجتمع الإيراني، كما أعربت 4 جمعيات للصحة النفسية، في بيان، عن قلقها بشأن الصحة النفسية للمواطنين.

ومؤخراً، تناولت صحيفة "اعتماد" في تقرير لها ما تم إنتاجه حول "الانتحار" في شبكات التواصل الاجتماعي وارتباطه بالأحداث السياسية والاجتماعية، وكتبت أن البحث عن هذه الكلمة ارتفع في شهر أبريل (نيسان) 2023 مقارنة بالنصف الثاني من عام 2022 أكثر من الضعف.

ويبدو أن هذا الحدث مرتبط بقمع الاحتجاجات الشعبية خلال الانتفاضة وتراجع المسيرات في الشوارع.

وتظهر التقارير الميدانية الإعلامية لعدد المرضى الذين يراجعون أطباء الصحة النفسية خلال العام الماضي أن "نوبات القلق" زادت بشكل ملحوظ.

لكن التقرير الجديد لصحيفة "هم ميهن"، الذي تم إعداده بناء على مقابلات مع 13 خبيرا في مجال علم النفس والصيدلة، يشير إلى أن اضطرابات القلق أفسحت المجال أمام "مرض الاكتئاب واليأس وحتى التقاعس عن العمل".

ونقلت هذه الصحيفة عن خبراء تأكيدهم أن الكثير من المواطنين يفكرون منذ العام الماضي في الهجرة، وهذه الهجرة هي "هروب من الوضع" بالنسبة لهم.

وفي بداية سبتمبر (أيلول) الحالي، أعلن سعيد معيد فر، رئيس جمعية علماء الاجتماع، أن إيران على أعتاب "موجة هجرة شديدة للغاية"، وقال إن "اليأس الرهيب" سيطر على المجتمع، وخاصة الشباب والنخب.

وتأتي هذه التوقعات والتحذيرات بشأن موجة الهجرة الكبيرة القادمة، في حين تشير التقديرات إلى أن نحو 10 في المائة من سكان البلاد، أي 8.5 مليون إيراني، يعيشون حالياً كمهاجرين خارج إيران.

من ناحية أخرى، وبحسب تقرير "هم ميهن" وبحسب الصيادلة، فقد زاد أيضاً استهلاك أدوية الاضطرابات العصبية والنفسية. وكما أكد المدير الفني لصيدلية حكومية، فإن من بين كل خمس وصفات طبية تأتي إلى الصيدلية، هناك وصفة واحدة مرتبطة بالأدوية ذات التأثير العصبي والنفسي.

ووفقا لما ذكره هؤلاء الخبراء، فإن النساء والشباب المتعلمين هم في الغالب من يستخدمون أدوية ذات تأثير نفسي.

وبحسب ما قاله الأطباء فإن هذا الأمر يعود إلى "انخفاض الأمل في الحياة لدى هذه الفئة"، وخلصوا إلى أن المسافة بين الرغبات وتحقيق رغبات النساء والشباب زادت، ومن الطبيعي أن تتزايد الاضطرابات النفسية لدى هذه المجموعة.

ووفقا لتقرير "هم ميهن"، فإن الأدوية المضادة للاكتئاب والتوتر والأدوية التي تساعد على النوم من بين الأدوية الأكثر طلبا.

ورغم أن أدوية الأمراض العصبية والنفسية لا تعطى دون وصفة طبية، إلا أن الصيادلة يقولون إن هناك زيادة في عدد طلبات الحصول على أدوية دون وصفة طبية، وأحد أسباب ذلك هو الإحجام عن الذهاب إلى الطبيب.

وكتبت "هم ميهن"، نقلا عن خبراء الصحة النفسية، أن القلق والاكتئاب، باعتبارهما من أبرز الاضطرابات النفسية، ظهرا بأشكال مختلفة مثل زيادة الرغبة في الهجرة، وتناول الكحول، وتعاطي المخدرات، والانتحار.