صحيفة "شرق" الإيرانية: الإفراج عن الأصول المحجوبة لن ينهي الأزمة في إيران
حذرت صحيفة "شرق" في افتتاحيتها من تزايد الأزمات رغم العمل على الإفراج عن الأصول الإيرانية المحجوبة من قبل الولايات المتحدة. وذلك مع تزايد الانتقادات لـ "التفاهم غير المكتوب" بين طهران وواشنطن.
وأشارت هذه الصحيفة في مقال نشرته اليوم الثلاثاء 15 أغسطس (آب) بعنوان "ما هي الاستراتيجية الكبرى لسياستنا الخارجية؟" إلى أن احتمال الإفراج عن أكثر من ستة مليارات دولار من الأموال المجمدة لا يمكن أن يساعد في حل الأزمات في إيران، لأن السبب في تلك الأزمات هو "نقص الموارد الكافية والإدارة الفعالة" في البلاد.
وكتبت صحيفة "شرق" في افتتاحيتها حول الإفراج عن الأصول مقابل إطلاق سراح سجناء أميركيين: "إذا كانت استراتيجية الحكومة هي إدارة الشؤون اليومية بأي شكل كان، فربما يمكننا الاستمرار في هذه الإجراءات لفترة"، وأضافت: "لكن مما لا شك فيه أن التصعيد المستمر لجميع أنواع الأزمات في العديد من المجالات سيستمر بسبب نقص الموارد الكافية والإدارة الفعالة".
هذا وقد أكد مجلس الأمن القومي الأميركي في بيان صدر 10 أغسطس(آب)، نقل سيامك نمازي، ومراد طاهباز، وعماد شرقي، واثنين آخرين من السجناء مزدوجي الجنسية في إيران إلى الإقامة الجبرية مقابل الإفراج المشروط عن الأموال الإيرانية المحجوبة.
لكن عائلة شهاب دليلي، المسجون أيضًا في إيران، اعتصمت أولاً أمام البيت الأبيض ثم وزارة الخارجية الأميركية، وطالبت بإضافته إلى قائمة السجناء الذين سيتم إطلاق سراحهم.
في غضون ذلك، انضم نزار زكا، وهو مواطن لبناني سُجن في إيران لأربع سنوات، إلى اعتصام زوجة شهاب دليلي، ناهيد، ونجله، دارين، المضرب عن الطعام، أمام وزارة الخارجية الأميركية.
وتطالب عائلة شهاب دليلي، المواطن الإيراني المقيم في الولايات المتحدة والمعتقل في إيران، بمتابعة السلطات الأميركية لوضع هذا السجين في إيران منذ أبريل 2016 بتهمة: "التعاون مع دولة معادية".
وعلى صعيد متصل، انتقدت صحيفة "شرق" نهج النظام الإيراني في الاتفاق مع الولايات المتحدة، وكتبت: "من الصعب فهم استراتيجية وتكتيكات الجانب الإيراني".
وفي هذه الافتتاحية التي كتبها كوروش أحمدي، أشارت الصحيفة إلى "التطور السريع للمنافسين الإقليميين" مثل تركيا والمملكة العربية السعودية، واللتين حسب قوله تعملان باستمرار على تحسين مكانتهما الإقليمية والدولية من خلال "الاستفادة من سياسة خارجية متوازنة"، وآخر مثال على ذلك انضمام روسيا والصين إلى موقف الإمارات بشأن الجزر الإيرانية الثلاث.
ومضى الكاتب يقول: "في مثل هذه الحالة، إذا صرفنا وقتنا وطاقتنا على أشياء صغيرة ومتناثرة كالإفراج عن هذه أو تلك الوديعة وما شابه ذلك، فإننا سنتخلف عن قافلة نظرائنا الإقليميين، وسيفقد موقعنا الجيوسياسي المتميز، ومواردنا الطبيعية والبشرية فاعليتهما وأثرهما".