سجينة سياسية إيرانية تنتقد "خلافات" المعارضة وتدعو لائتلاف يتحمل مسؤولية الإطاحة بالنظام
في رسالة من سجن "إيفين" وصفت السجينة السياسية الإيرانية بهاره هدايت "خلافات" المعارضة التي تؤمن بالإطاحة بالنظام بأنها "تدمير الذات" و"مصدر خيبة أمل جماعية".
وطالبت هدايت المعارضة بالتركيز على التفكير المنهجي وتقديم إجابات للأسئلة المهمة في مجال "البرنامج السياسي والأفق المستقبلي"، بدلا من "الخلافات القائمة على دوافع شخصية".
وفي رسالة نشرها موقع "إيران واير" الإلكتروني، تناولت السجينة السياسية خلافات المعارضة التي أصبحت "خانقة"، وقالت: "إن فكرة الإطاحة بالنظام وضرورتها متداولة في حياة الناس، لكن لا يوجد يوم إلا وتعمل فيه المعارضة على تدمير ذاتها وتقتل جزءا من نفسها، "وفي نفس الوقت تدوس على هذه الآمال التي نمت بمرارة".
دوافع شخصية وراء الخلافات
وبحسب ما قالته هدايت، فإن معظم هذه النزاعات تقوم على "دوافع شخصية" وإذا استمرت فإنها ستؤدي إلى خلق "طوائف".
وانتقدت السجينة السياسية المعارضة التي تؤمن بالإطاحة بالنظام، وقالت إن القوى السياسية التي تحمل هذا النوع من الصراعات لا تفهم "الوضع الطارئ"، وتخلت عن "مهامها الخاصة" وتتجول في "ارتباك للأفكار الملونة" ومن ناحية أخرى، فإنها تعتبر الإطاحة بالنظام بمثابة "منافسة دقيقة" يبدو أنها "حدثت بالصدفة في مجال السياسة".
وخاطبت هذه السجينة السياسية قادة المعارضة قائلةً إنه "يجب نبذ الخلافات المبنية على دوافع شخصية وأن تعمل على التفكير المنهجي في الأسئلة الجوهرية"، وأشارت إلى 7 أمثلة من هذه الأسئلة، والتي تقوم على ثالوث "صياغة الوضع والبرنامج السياسي والأفق المستقبلي".
كيف تتم الإطاحة بالنظام؟
ومضت هدايت تنتقد التيارات السياسية المؤمنة بالإطاحة بالنظام، قائلةً إنها بدلاً من التعامل مع القضايا الجوهرية تشارك في "تشويش الأفكار" بما في ذلك "السعي وراء يوتوبيا غير محققة"، بينما يجب أن يتكيف المجتمع والنظام مع معايير الحكم الحديث والحياة الطبيعية لهذا العالم.
ووصفت البرنامج السياسي بأنه "الجزء الأكثر خطورة ومسؤولية"، وقالت إن على القوى السياسية أن تجيب على سؤال كيف تريد أن تملأ "الفجوة بين الشارع والنصر" وتحقق الإطاحة بالنظام؟
وأكدت هدايت في هذه الرسالة أنه منذ مظاهرات نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، وإطلاق النار على الطائرة الأوكرانية، ظهر النظام الإيراني على أنه عدو للشعب، ونتيجة لذلك، يحكم منطق الحرب ومتطلباته أوضاع البلاد. لذلك، "يجب على القوى السياسية المعارضة أن تعد برنامجها السياسي بنفس المنطق وأن تتقبل المخاطر والمسؤوليات".
وأشارت إلى أن تجاهل هذا المنطق والمقتضيات المحيطة به، بحسب ما ذكرته هذه السجينة السياسية، لا يؤدي إلى الإطاحة بالنظام، بل سيكون تكرارًا لـ"الإصلاحات" والوصول إلى نفس مآزق مشروع الإصلاح، وحتى "تضامن أو تحالف القوى والتيارات" لا يصبح له معنى إلا بعد توضيح الإجابات على هذه الأسئلة.
وأضافت أن "مرض معارضتنا هو أنها بدل من السياسة تريد أن تكون ناشطة في مجال حقوق الإنسان".
وفي إشارة إلى تحالف "جورج تاون" وانهياره المبكر، قالت بهاره هدايت إن "زعيم المعارضة" هو الذي يعطي إجابات منهجية لثالوث "الصياغة والبرنامج والأفق"، ويتمتع بدرجة من المصداقية والشرعية لدى الشعب، ودرجة من القدرة بين القوى السياسية لبناء توافق في الآراء، وأخيرا، بالإضافة إلى القدرة على "تعبئة الجمهور"، أن يكون شخصية معترف بها في المجتمع العالمي مع خلفية سياسية واضحة.
وتابعت: "هذا هو مرض معارضتنا، فهي بدل من ممارسة السياسة، تريد أن تكون ناشطًا في مجال حقوق الإنسان، مما يعني أنها تقول كل شيء في السياسة، ولكن في نفس الوقت، لا تقول أي شيء".