"خطة الحجاب الإجباري"..التكنولوجيا في خدمة القمع بإيران

مع الإعلان عن تطبيق "خطة الحجاب" بكاميرات المراقبة اعتبارًا من اليوم السبت 15 أبريل، يدخل قمع حرية المرأة في إيران مرحلة جديدة. وعلى الرغم من أنها ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها النظام الإيراني أدوات تكنولوجية للقمع، إلا أن هناك شكوكًا جدية حول التطبيق العملي لهذه الخطة.

إن استخدام أنظمة التعرف على الوجه على نطاق واسع ليس له تاريخ في البلاد، وهي آلية إذا لم يوفرها الصينيون لإيران، فمن المحتمل أن يكون من المستحيل تنفيذها.

وتشتهر الصين بإنتاج واستخدام تقنيات المراقبة ضد مواطنيها.

وتظهر أحدث التقديرات أنه تم تركيب أكثر من 540 مليون كاميرا في المدن الصينية. بمعنى آخر، هناك أكثر من كاميرا مراقبة لكل ثلاثة أشخاص في هذا البلد.

وعلى الرغم من أن إيران لم تتحدث عن تفاصيل التكنولوجيا التي تستخدمها لقمع المرأة، يعتقد "كريغ سينغلتون"، العضو البارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في الولايات المتحدة، أن الصين قدمت هذه البنية التحتية إلى إيران.

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن تصدير معدات الفيديو من الصين إلى إيران قد تضاعف في عام 2022.

وفي ديسمبر من العام الماضي، وضعت الولايات المتحدة شركة تياندي على قائمة العقوبات لبيعها كاميرات المراقبة للحرس الثوري الإيراني.

وقبل ذلك، أعرب النائب الجمهوري، ماركو روبيو، عن قلقه من استخدام منتجات تياندي ضد المتظاهرين داخل إيران.

يذكر أن شركة تدعى "راديس ويرا تجارت" هي الممثل الرسمي لشركة تياندي في إيران.

وفي يناير2023، وضع الاتحاد الأوروبي هذه الشركة ومديرها التنفيذي على قائمة العقوبات المتعلقة بمنتهكي حقوق الإنسان.

وكانت "إن بي سي" الأميركية قد نشرت، قبل ذلك، تقريرًا عن عقد مدته خمس سنوات بين تياندي ومؤسسات النظام الإيراني.

وفي العام الماضي، خلال أيام ذروة الانتفاضة الثورية في إيران، نُشرت عدة تقارير حول اعتقال متظاهرين باستخدام تقنية التعرف على الوجوه.

كل هذا يدل على أن السلطات الإيرانية قامت بالعديد من الخطوات التمهيدية للوصول إلى النقطة الحالية.

وفي هذا الصدد، نشرت وكالة "يورونيوز" للأنباء تقريرًا يوضح أنه بالإضافة إلى تلقيهم بنية تحتية لأجهزة وبرامج القمع من الصين، فإن "مسؤولي النظام الإيراني" تلقوا أيضًا "تدريبًا على كيفية تضليل الرأي العام".

وعلى الرغم من ذلك، يشكك الكثيرون في أداء خطة إيران الجديدة للسيطرة على الحجاب.

وبعض الرسائل النصية التي بُعثت لأصحاب السيارات في إيران حول "خلع الحجاب" خلال السنوات الماضية كانت مصحوبة بأخطاء فنية. وبحسب الروايات المنشورة، فقد تلقى العديد من الرجال رسائل نصية بـ "خلع الحجاب" بسبب طول الشعر ووجودهم في السيارة.

وتعليقاً على الخطة الجديدة للشرطة بخصوص الحجاب، وصف محمد جواد آذري جهرمي، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأسبق، والذي يتمتع بخبرة العمل في وزارة المخابرات، تطبيق الخطة بأنه "خطأ كبير".