زعيم أهل السنة في إيران يدعو إلى وقف مضايقات النظام ضد النساء
انتقد زعيم أهل السنة في إيران، مولوي عبدالحميد، اليوم في خطبة صلاة الجمعة بمدينة زاهدان، انتقد تصاعد الهجمات الكيماوية على المدارس. وقارن هذه الأزمة بإجراءات النظام ضد منتهكات الحجاب الإجباري.
وقال عبدالحميد إنه عندما لا يتم تحديد هوية المتورطين في الهجمات على الرغم من وجود مختلف "الأجهزة الأمنية" فهذا يعني أن الأحداث "نابعة من داخل النظام".
وتزامنا مع تصريحات عبدالحميد الانتقادية، اليوم الجمعة 14 أبريل (نيسان)، شهدت شبكة الإنترنت في مدينة زاهدان خللا حال دون بث خطابه على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مباشر.
وأشار عبدالحميد إلى "تصاعد" أحداث تسمم الطالبات في المدارس الإيرانية، واصفا هذه الأحداث "بانعدام أمن البلاد" بشكل بالغ.
وعلق زعيم أهل السنة على سلوك النظام الحازم ضد الإيرانيات غير الملتزمات بالحجاب الإجباري، وإهمال واجبه في العثور على المتورطين في تسمم التلميذات بمختلف المدارس، قائلا: "من العجيب أن بلدا فيه العديد من الأجهزة الأمنية وكاميرات المراقبة، لم يتم فيه تحديد المتورطين في الأحداث، بينما أكد مسؤول مؤخرا أنه سيتم تحديد منتهكات الحجاب بأجهزة متطورة ومعقدة في الشوارع".
ووجه عبدالحميد خطابه إلى النظام الإيراني قائلا: "كيف تستخدمون كل هذه الدقة في العثور على منتهكات الحجاب ولكن اللصوص الذين يلوثون المدارس بالسم، ويسممون بنات المواطنين وفلذات أكبادهم، لم تتمكنوا من تحديد هوياتهم؟ كيف يصدق أحد أنكم فشلتم في هذا المجال وأنتم الأقوياء في المراقبة والاستخبارات، بحسب زعمكم".
وأوضح: "لهذا السبب لا يقبل الناس [مزاعمكم] ويعتقدون أن حالات التسمم متأصلة في النظام، وأن [الجاني] على علاقة بالنظام بالتأكيد، بحيث يمكنه أن يستهدف عدة مدارس في يوم واحد. لكن أيا كان، يجب تحديد هويته ومنعه بالقوة".
وسبق لمولوي عبدالحميد أيضا أن أكد أن النظام هو المسؤول عن أحداث تسمم الطالبات، والسبب هو الانتقام من الفتيات المحتجات خلال الانتفاضة الشعبية للإيرانيين ضد النظام التي اندلعت عقب مقتل الشابة مهسا أميني في مركز "شرطة الأخلاق".
وفي جانب آخر من تصريحاته، طعن إسماعيل زهي في نظرية "ولاية الفقيه المطلقة"، وقال: "جميع المسؤولين في أي زمان وأي منزلة، يجب أن يتم اختيارهم من قبل الشعب وليس من جانب الرب. لم يتم تعيين أي شخص من جانب الله سوى النبي محمد. وقد كان الناس هم من يختارون قادتهم".
كما لفت عبدالحميد إلى قضية تعيين "الأئمة من قبل الله" وقال: "لا يوجد دليل يثبت أن الإمام علي أو أي شخص آخر، قال إن الله قد اختاره للحكم على المسلمين، بل إنه كان يعتقد أن الخليفة والحكام يختارهما الشعب والناس".
ليس لحاكم سلطة مطلقة
وأكد أنه "لا حاكم يملك سلطة مطلقة"، موضحا: "نحن نعتقد بالإسلام المعتدل. في الإسلام هناك من يفرط في أمر ما وهناك من لا يفرط. هناك المتطرف والعنيف. ولكن معتقدنا هو القراءة المعتدلة والتعامل الحسن والسلام ولا مكان للإرهاب في الإسلام".
وقال عبدالحميد إنه يقصد بالإسلام المعتدل "إسلام السلام". وقال إن "التطرف" تسبب في "أذى" للمسلمين في جميع أنحاء العالم ، ومن ناحية أخرى فإن "الإسلام المعتدل" قريب من الديمقراطية.
وأشار مولوي عبد الحميد إلى أنه في مثل هذا الإسلام "لا يجوز تجاهل حقوق السجناء والأسرى"، منتقدا انتزاع الاعترافات القسرية والإعدام، وأكد مرة أخرى على مطالب الشعب بالعدالة والحرية والقضاء على التمييز.
كما لفت إلى التصرفات التمييزية التي تطال المهاجرين الأفغان في إيران من قبل المسؤولين وحرمانهم من ممارستهم الحرية الدينية والمعتقد.
وقبل يومين نشر موقع "حال وش"، الذي يغطي أخبار محافظة بلوشستان، مقطع فيديو من تصريحات عبدالحميد، إمام أهل السنة في زاهدان، خلال حفلة "إفطار رمضاني مع أسر المقتولين والمصابين في احتجاجات بلوشستان"، والذي يظهر احتجاجه على "التزام بعض الوجهاء والمسؤولين الصمت إزاء ضرورة تحقيق العدالة للأسر المتضررة بالاحتجاجات في هذه المحافظة".
ومنذ مجزرة زاهدان الدامية يوم 30 سبتمبر (أيلول)، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من المواطنين برصاص عناصر الأمن الإيرانية، اتخذ زعيم أهل السنة مواقف حادة، ووجه انتقادات لاذعة ضد النظام الإيراني، والمرشد علي خامنئي، وسياسات النظام بطهران.
كما وصف مولوي عبد الحميد "جُمع الاحتجاج" في زاهدان والتي دخلت حتى الآن أسبوعها الـ27، بأنها "المقاومة على طريق الحق".
وأدلى مولوي عبد الحميد خلال 6 أشهر من الانتفاضة الشعبية للإيرانيين، بتصريحات جريئة وغير مسبوقة طالت النظام الإيراني، لم يعهد لشخص أن أدلى بمثلها على منصة رسمية لصلاة الجمعة في إيران.