السلطات الإيرانية تمنع البهائيين من استخدام مقابرهم.. وتدفنهم دون علم عائلاتهم

أفاد نشطاء من الطائفة البهائية ومنظمات حقوق الإنسان بأن السلطات الإيرانية قامت، في الأشهر الأخيرة، بمنع البهائيين من دفن موتاهم في مقبرة "كلستان جاويد طهران"، الخاصة بالبهائيين، ودفنتهم في مقبرة خاوران، دون علم عائلاتهم.

وتحدث نشطاء الطائفة البهائية عن دور ممثل منظمة بهشت زهراء التابعة لبلدية طهران في منع البهائيين من إقامة طقوس الدفن.

وبحسب ما ذكره هؤلاء النشطاء، في أحدث حالة، فقد تم دفن جثمان بهزاد مجيدي، المواطن البهائي الذي توفي يوم 23 مارس (آذار) الماضي، دون موافقة ومعرفة عائلته، في مقبرة خاوران، وفي موقع دفن السجناء المعدومين في الثمانينيات.

كما أكدت منظمة حقوق الإنسان في إيران عدم سماح مسؤولي منظمة بهشت زهراء بدفن بهزاد مجيدي في مقبرة كلستان جاويد، اليوم الأحد 2 أبريل (نيسان).

وبحسب التقارير، فقد دفن هذا المواطن البهائي في مقبرة خاوران بالقرب من مقبرة كلستان جاويد.

يشار إلى أن مقبرة خاوران هي مكان دفن جثث أولئك الذين أعدموا في الثمانينيات، وخاصة ضحايا عمليات الإعدام السياسية واسعة النطاق عام 1988، ويقول نشطاء بهائيون إن دفن جثث البهائيين في مقبرة خاوران من قبل النظام ليس لغرض اضطهاد البهائيين فحسب، بل أيضًا لمحو آثار المقابر الجماعية للسجناء المعدومين في الثمانينيات بمقبرة خاوران.

وقال مصدر مطلع لمنظمة حقوق الإنسان في إيران إن مسعود مؤمني، ممثل بهشت زهراء طهران، "عارض دفن جثمان بهزاد مجيدي في مقبرة البهائيين".

وأضاف هذا المصدر المطلع: "إن مسعود مؤمني وبعض الأشخاص الآخرين الذين ليسوا من الطائفة البهائية في إيران يحاولون انتزاع كل الأمور ذات الصلة بالطائفة البهائية والتدخل في الاحتفالات الدينية والجنازات ومدافن البهائيين وهذه الأشياء تتعارض مع تقاليد الديانة البهائية".

ووفقًا لمصادر بهائية، لم يُسمح بدفن جثمان مواطن بهائي آخر، يدعى أختر خاوري، في كلستان جاويد، وتم تهديد عائلة المتوفى بأنهم في حالة عدم موافقتهم، يجب أن ينتظروا دفن جثة أختر خاوري في مقبرة خاوران.

وفي سبتمبر (أيلول) 2022، طالبت منظمة العفو الدولية باتخاذ إجراءات فورية ضد القمع وزيادة الضغط الأمني على المواطنين البهائيين ودعت المجتمع الدولي إلى النظر في حل شامل للتعامل مع مثل هذه الإجراءات من قبل النظام الإيراني.

يذكر أنه قبل بعام، أعلنت عائلات الذين أعدموا عام 1988، في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال"، عن إنشاء مقابر جديدة في خاوران بهدف إزالة آثار مقابر السجناء السياسيين الذين تم إعدامهم.

كما كتب موقع "بيداران": "هذه القبور الجديدة تعود للموتى البهائيين، ولديهم مقبرة خاصة بهم في حي خاوران".

إلى ذلك، أعلن المجتمع البهائي الدولي أن "حراس بهشت زهراء" أخبروا البهائيين بأنه ينبغي عليهم إما دفن موتاهم في مساحة ضيقة بين القبور البهائية الحالية أو استخدام موقع الدفن الجماعي لمن تم إعدامهم عام 1988 في خاوران.

وفي يونيو من العام الماضي، تم نشر صور ومقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، أظهرت أن قوات الأمن بدأت العمل على إحاطة مقبرة خاوران بجدران إسمنتية وتركيب كاميرات المراقبة.

ووفقًا لهذه الصور ومقاطع الفيديو، فقد تم مد جدران عالية على طول المقبرة وتركيب أعمدة معدنية عالية لوضع كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة.

وتم اتخاذ هذه الإجراءات بعد 3 أسابيع من انتهاء محاكمة حميد نوري، مساعد المدعي العام السابق في سجن كوهردشت والمتهم بالتورط في إعدامات عام 1988.

وقد نُشرت في السابق تقارير مختلفة عن مساعي النظام الإيراني لتدمير قبور من أعدموا عام 1988.

يشار إلى أنه في عام 1988، بعد صدور فتوى روح الله الخميني ومرسومه، تم إعدام عدة آلاف من السجناء السياسيين والآيديولوجيين سرًا في سجون النظام الإيراني ودفنوا في مقابر جماعية.

وبعد إعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية لعام 2021، قال إبراهيم رئيسي، الذي كان أحد أعضاء مجلس اتخاذ القرار بشأن السجناء المعروفين باسم "مجلس الموت"، إنه كان "مدافعاً عن حقوق الإنسان" منذ بداية ولايته في النظام القضائي وأن أفعاله "تستحق الثناء".