مدير حوزة طهران يحذر من اعتداءات موالين للنظام على "غير المحجبات"
حذر مدير الحوزة العلمية في محافظة طهران، محمد هادي رحيمي صادق، من قيام عناصر موالية للنظام باتخاذ إجراءات عنيفة ضد "النساء اللواتي لا يلتزمن بالحجاب الإجباري".
وبحسب وكالة أنباء "فارس"، فإن محمد هادي رحيمي صادق، أطلق على الأشخاص المعروفين بـ"حرية التصرف" لقب "المتدينين"، وحذر: "صبر شعبنا المتدين سينتهي، وقد يتخذون إجراءات بأنفسهم، وسيعاني المجتمع من الفوضى".
كما انتقد مدير الحوزة في محافظة طهران ما سماه "الصمت الغريب" لمسؤولي "السلطات الثلاث" في سياق اتجاه المجتمع نحو عدم الالتزام بالحجاب الإجباري، واعتبر ذلك "مصدر استغراب للمجتمع الإسلامي، خاصة المتدينين والعلماء والحوزويين".
ثم أعرب رحيمي صادق عن قلقه من أنه "إذا استمر الوضع على هذا النحو فسينتشر السفور"، وكأحد "الحلول" طالب بإلزام مرافق المترو، والحافلات، ووسائل النقل الأخرى، "بعدم تقديم خدمة" للنساء غير المحجبات.
تأتي هذه الانتقادات والتهديدات من محمد هادي رحيمي في حين أصدرت وزارة الداخلية الإيرانية في نفس اليوم بيانًا تهدد فيه بـ"التعامل بحزم" مع النساء غير المحجبات.
وفي الأشهر الماضية، أكد عدد من الشخصيات المرتبطة بالنظام، مرارًا وتكرارًا، على ضرورة أن يتصرف مؤيدوهم "بحرية" في التعامل مع "غير المحجبات" وذوات "الحجاب السيئ".
وفي هذا الصدد، كتب حسين شريعتمداري، رئيس تحرير جريدة "كيهان" التابعة للمرشد، في مقال نهاية مارس (آذار) 2023: "الشعب الإيراني المسلم أظهر مرارًا، أنه لا يجامل على حساب سلامة المجتمع، فليس من المستبعد أنه إذا توصل إلى استنتاج مفاده أن الأشخاص المعنيين ليس لديهم القوة اللازمة للتعامل مع خلع بعض النساء لحجابهن، أو فشلوا في أداء واجباتهم، فربما سيتعامل مع هذا الانتهاك للأعراف".
وحذر شريعتمداري من "العواقب الوخيمة لمثل هذه الأعمال خارج الإدارة الذكية للسلطات المختصة".
يشار إلى أن المعاملة العنيفة للنساء اللواتي لا يتبعن الحجاب الإجباري لها تاريخ طويل في نظام الجمهورية الإسلامية.
وقد هدد العديد من المتطرفين النساء "غير المحجبات" بالعنف والأذى الجسدي وحتى الموت، منذ بداية الثورة وحتى الآن، عبر منظمات حكومية وشرطية، مثل لجنة (كميته) في الثمانينيات، وشرطة الأخلاق بعد ذلك.
ومن أهم الهجمات الممنهجة في هذا الصدد، الاعتداء بالواد الحمضية الحارقة على النساء في أصفهان عام 2014، والذي حدث بعد طلب خطيب جمعة هذه المدينة التعامل مع "الحجاب السيئ".
وفي أعقاب الهجمات بالغازات السامة على مدارس الفتيات في مدن مختلفة من إيران في الأشهر الأخيرة، اعتبر العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أنها مرتبطة بهذه الجماعات.
وقد انتشرت خلال الأشهر الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من مقاطع الفيديو التي تصور الاشتباك اللفظي والجسدي بين المواطنين ومن يعرفون بـ"الآمرين بالمعروف"، على خلفية قضية الحجاب الإجباري.