مشادات كلامية واتهامات متبادلة بين طهران وباكو بسبب تصريحات عسكري إيراني ضد أذربيجان

اندلعت الجولة الجديدة من التوترات بين النظام الإيراني وجمهورية أذربيجان بعد تصريحات قائد في الجيش الإيراني، وقام الجانبان بتوجيه اتهامات ضد بعضهما بعضا.

واعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، أن تصريحات نظيره الأذربيجاني ضد طهران "موافقة ضمنية" على تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي بـ"تشكيل جبهة موحّدة ضد إيران".

وكتب كنعاني في تغريدة له على "تويتر" أنه طلب من حكومة أذربيجان الإدلاء بإيضاحات حول تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي عن "تشكيل جبهة موحدة ضد إيران"، مضيفا: "ولكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأذربيجانية تهرب من ذلك وأطلق اتهامات جديدة ضد إيران".

وتساءل المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية: "ألا يعد استمرار الصمت ختم تأييد ضمني لتصريحات الشريك الاستراتيجي لباكو؟".

وقبل ذلك أيضا، كان كنعاني قد طالب باكو بإدلاء إيضاحات حول تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، خلال لقائه نظيره الأذربيجاني، جيهان بيراموف.

من جهته، أعلن المتحدث باسم وزارة خارجية جمهورية أذربيجان، أيخان حاجي زاده، أمس الجمعة 31 مارس (آذار)، أن أذربيجان لم تسمح أبدًا باستخدام أراضيها ضد دول ثالثة.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، قد التقى بنظيره الأذربيجاني، جيهان بيراموف يوم الأربعاء الماضي، والذي وصل إلى إسرائيل لتدشين سفارة بلاده في تل أبيب.

وقال كوهين خلال اللقاء إن البلدين "يتعرضان لتهديدات متساوية وأن فهم البلدين لتهديدات إيران مشترك".

كما قال المتحدث باسم الخارجية الأذربيجانية في تصريحاته أمس الجمعة أن هناك أدلة ووثائق أولية تظهر تورط النظام الإيراني في اغتيال عضو البرلمان الأذربيجاني فاضل مصطفى، المشهور بآرائه الصريحة ضد مساعي النظام الإيراني.

وذكر أن هذا الإجراء- إضافة إلى أحداث أخرى بما فيها المناورات وتحليق المقاتلات على الحدود، وتسجيل وبث الأفلام ضد أذربيجان بالقرب من جسر "خدا لآفرين" والهجوم على سفارة البلاد في طهران- كلها علامات على تصاعد تهديدات طهران ضد جارتها الشمالية.

يشار إلى أن التوترات بين طهران وباكو تصاعدت بعد انتشار مقطع فيديو من تصريحات قائد القوات البرية في الجيش الإيراني، كيومرث حيدري، والذي زعم فيه وجود قوات "تابعة لإسرائيل وداعش" في جمهورية أذربيجان.

ووصفت وزارة الدفاع الأذربيجانية مزاعم حيدري، بأنها "افتراء وتهم قبيحة". وأضافت أن هذه المزاعم "مضحكة"؛ حيث تصدر عن مسؤول عسكري كبير في "دولة تدعم الإرهاب".

وتزامنا مع هذه التوترات، أعلنت مصادر صحافية عن اختفاء مواطن أذربيجاني، يدعى فريد صفرلي، وهو طالب في جامعة ينا الألمانية كان قد دخل إيران الشهر الماضي من أجل مقابلة صديقة له.

ونقل القسم الأذربيجاني في محطة "صوت أميركا" عن والدة فريد صفرلي قولها إنها أجرت زيارة إلى إيران من أجل الحصول على معلومات عن ابنها، وأضافت أن السلطات الإيرانية ترفض تزويدها بمعلومات حول اختفاء ابنها.

تجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين إيران وجمهورية أذربيجان توترت في الأشهر الأخيرة، لاسيما بعد الهجوم المسلح على السفارة الأذربيجانية في طهران ومقتل رئيس حرس السفارة.