خشية من تهديدات إيران.. "قلق جمهوري" من إلغاء تفويض العمل العسكري الأميركي في العراق

أعرب الجمهوريون الأميركيون عن مخاوفهم إزاء تصويت مجلس الشيوخ الأميركي على سحب بعض الصلاحيات الواردة في قانون تفويض العمل العسكري في العراق، والذي غزت أميركا بموجبه العراق وأطاحت بنظام صدام.

ورغم مرور 20 عامًا على الغزو الأميركي للعراق، لا يزال البنتاغون يستخدم هذا التفويض لتبرير عملياته في الأراضي العراقية.

واتخذت الخطوة الأولى لإلغاء هذا القانون قبل أسبوعين في مجلس الشيوخ الأميركي، وبعد عدة جلسات من النقاش تقرر أن يتم التصويت على إلغاء هذا التفويض في مجلس الشيوخ اليوم الأربعاء 29 مارس (آذار).

وسبق أن رحب الزعيم الديمقراطي بمجلس الشيوخ تشاك شومر بـ"الخطوة الضرورية لاجتياز آخر بقايا الحرب في العراق"، وقال في مجلس الشيوخ إن "الأميركيين سئموا الحروب التي لا نهاية لها في الشرق الأوسط".

وإذا تم إلغاء هذا التفويض في مجلس الشيوخ، فستتم إحالته إلى مجلس النواب.

وقالت إدارة بايدن إنها تؤيد إلغاء القانون الذي أقره الرئيس السابق جورج دبليو بوش، وأكدت أن القانون "لن يكون له أي تأثير" على العمليات الجارية.

لكن صحيفة "واشنطن بوست" أعلنت في تقرير لها عن مخاوف الجمهوريين بهذا الخصوص.

وذكرت هذه الصحيفة أنه بناءً على المناقشات التي دارت في مجلس الشيوخ، فإن معارضي إلغاء هذا التفويض يؤكدون على قلقهم إزاء التهديدات التي تشكلها إيران في العراق.

وأضاف تقرير "واشنطن بوست"، أنه في المناقشات التي جرت يوم الاثنين، تمت الإشارة إلى إيران أكثر من 70 مرة على المجموع.

وقال السناتور جون كورنين إنه دون هذا التفويض سيفقد الرئيس الأميركي القدرة على احتواء إيران وعدوانها.

كما قال ليندسي غراهام: "ليس من مصلحة أميركا السماح لملالي إيران بأن يكون لهم نفوذ أكبر، والمزيد من الفضاء الفارغ للحكم، والمزيد من النفط لزيادة الدخل".

من جانبه قال ميتش ماكونيل أيضا: "أعداؤنا في إيران، الذين أمضوا عقدين من الزمن في استهداف وقتل الأميركيين في الشرق الأوسط ، سيكونون سعداء إذا قلصت أميركا وجودها العسكري ومسؤوليها وأنشطتها في العراق. طهران تريد إخراجنا من العراق وسوريا. لماذا يجب أن يسهل الكونجرس هذا الأمر؟"

وتأتي هذه التصريحات في وقت قال فيه وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، خلال اجتماع له مع أعضاء مجلس الشيوخ، إن إيران ووكلاءها شنوا 83 هجوما على مواقع أميركية في سوريا والعراق، منذ تسلم الرئيس جو بايدن السلطة، لكن الولايات المتحدة ردت بأربع هجمات كبيرة فقط.

يأتي هذا الاجتماع عقب هجمات الأسبوع الماضي لميليشيات تابعة لإيران على مواقع أميركية في سوريا، ما أدى إلى مقتل أميركي وإصابة آخرين.

وعلى الرغم من مقتل 19 شخصًا، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، في الهجوم الانتقامي الأميركي على مواقع هذه الميليشيات، إلا أن بعض أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين يعتقدون أن رد فعل إدارة بايدن لم يكن كافيا.

وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه بعد معاودة الميليشيات التابعة لإيران قصف مواقع أميركية في سوريا، عزمت القوات الأميركية شن هجمات انتقامية أخرى على الميليشيات التي تدعمها طهران، لكن البيت الأبيض أمر بوقف هذه الهجمات.

ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤول أميركي كبير لم تكشف عن اسمه، إنه عقب مقتل مقاول مدني أميركي وإصابة 6 أميركيين آخرين، يوم الخميس 23 مارس (آذار) الحالي، في شمال شرق سوريا بطائرة مسيرة، قال مسؤولون أميركيون إن رد الرئيس بايدن كان أكثر تحفظاً حتى الآن مقارنة بالرئيس السابق دونالد ترامب.

وقالت الصحيفة إنه بعد أيام قليلة من مقتل مقاول مدني أميركي في العراق في هجوم صاروخي شنته ميليشيات مدعومة من إيران في ديسمبر (كانون الأول) 2019، رد الرئيس دونالد ترامب بإصدار أمر بضربة بطائرة دون طيار أسفرت عن مقتل جنرال إيراني كبير هو قاسم سليماني زعيم ميليشيا فيلق القدس.