احتجاجات واسعة للمعلمين والمتقاعدين في إيران على تردي أوضاعهم المعيشية

نشر المتقاعدون في مدينة الشوش، جنوب غربي إيران، بيانا دعوا فيه العمال والفئات الاجتماعية الأخرى إلى تنظيم تجمعات احتجاجية ردا على انتشار الفقر في المجتمع.

في الوقت نفسه نظم المعلمون في عدد من المدن الإيرانية والمتقاعدون في الأهواز تجمعات اليوم، الثلاثاء 28 مارس (آذار)، احتجاجا على الأوضاع المعيشية المتدهورة.

وتجمع عدد من المعلمين في محافظات خراسان الشمالية وأذربيجان الشرقية وزنجان وكرمانشاه وأردبيل وهمدان، اليوم الثلاثاء، أمام دوائر التربية والتعليم. وجاءت هذه التجمعات المنسقة احتجاجا على المشاكل المعيشية وعدم تلبية مطالب المعلمين.

كما نظم عدد من المتقاعدين من منظمة الضمان الاجتماعي في الأهواز، جنوب غربي إيران، تجمعات أمام دائرة الضمان الاجتماعي احتجاجا على أوضاعهم المعيشية السيئة وعدم تلبية مطالبهم.

وطالب المحتجون بزيادة رواتبهم بما يتناسب التضخم السنوي، ورفعوا لافتات كتبوا عليها: "فقط وسط الشارع، سنحصل على حقوقنا"، "زيادة الرواتب بحسب التضخم من حقوقنا المؤكدة"، و"الحياة فوق خط الفقر من حقوقنا المؤكدة".

من جهة أخرى، نشر المتقاعدون في مدينة الشوش بمحافظة خوزستان، أمس الاثنين، دعوة للاحتجاج من قبل العمال وغيرهم من فئات المجتمع، وهي دعوة حظيت بدعم نقابات مختلفة بما فيها "اتحاد المتقاعدين" في إيران.

وأعلن "اتحاد المتقاعدين" في إيران عن دعمه لدعوة متقاعدي الشوش بتنظيم تجمعات، وكتب: "الآن بعد تم الكشف عن فضيحة المجلس الأعلى للعمل في تنسيقه مع الحكومة وأصحاب العمل، فما من سبيل آخر سوى الاحتجاج في الشوارع والإضراب".

وأعلن الاتحاد أن هدف الاحتجاج "زيادة الرواتب، والحق في تشكيل النقابات، والحق في العمل والأجور المتساوية للنساء والرجال، وتأمين مناسب ضد البطالة، وحرية الإضراب والاحتجاج، وحرية التعبير، وكذلك إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين".

وكان المتقاعدون في الشوش قد نشروا، أمس الاثنين، بيانا وجهوا فيه خطابهم إلى "نظرائهم في المصير" من متقاعدين وعمال ومعلمين وممرضين وعاطلين عن العمل وربات المنازل وجميع "الأفراد المطالبين بالمساواة والعدالة"، وطلبوا منهم "الدفاع عن مطالبهم يدا بيد وسط الشوارع بهتافات عالية"، وكذلك بدء إضرابات في المصانع والشركات.

وجاء في البيان: "لننهض معا ضد الفقر والعوز؛ يمكن لقوتنا تحريك الجبال. يمكننا أن نبني حياة أفضل... سننال حقوقنا وسط الشارع فقط".

ويأتي استمرار واتساع الاحتجاجات النقابية والمعيشية في إيران بعد أيام على انتشار لائحة الحد الأدنى لرواتب العمال للعام الإيراني الجديد، والتي تظهر أن الحد الأدنى للأجر اليومي للعامل يصل إلى أقل من 177 ألف تومان، فيما وصل الحد الأدنى للراتب الشهري إلى 5 ملايين و300 ألف تومان.

وقوبلت اللائحة التي نشرها المجلس الأعلى للعمل في إيران باحتجاجات واسعة من قبل العمال.

وتأتي هذه الزيادة الضئيلة في رواتب العمال فيما أعلن البنك المركزي، أول من أمس الأحد 26 مارس (آذار)، أن معدل التضخم في الـ12 شهرا الأخيرة وصل إلى 46.5 في المائة.