مقرر الأمم المتحدة يدعو المجتمع الدولي للضغط على إيران للسماح بدخول لجنة تقصي الحقائق
طالب جاويد رحمن، المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان بشأن إيران، في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال"، المجتمع الدولي ووسائل الإعلام الدولية بالضغط على سلطات النظام الإيراني ومطالبتها بالسماح لأعضاء لجنة تقصي الحقائق التابعة لمجلس حقوق الإنسان بدخول إيران لإجراء تحقيقات.
وقال جاويد رحمن لمراسل "إيران إنترناشيونال"، برديا أفشين: "أطالب المجتمع الدولي ووسائل الإعلام الدولية بالضغط على السلطات الإيرانية، لمطالبتها باحترام القوانين الدولية ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والسماح لي وأعضاء لجنة تقصي الحقائق بدخول إيران والتحقيق في الوضع هناك.
وأضاف رحمن: "ما جاء في التقرير عن أوضاع حقوق الإنسان في إيران هو نفس الواقع تمامًا. يجب تسليم منتهكي حقوق الإنسان ومضطهدي الشعب في إيران للعدالة".
وقال: خلال الـ44 عامًا الماضية، كانت هناك حالات لا حصر لها من انتهاكات حقوق الإنسان ضد الشعب الإيراني، لكن ما حدث في سبتمبر2022 يعد انتهاكًا خطيرًا لحقوق الإنسان للشعب الإيراني. حتى الآن، قُتل أكثر من 500 متظاهر، منهم 71 طفلا.
وأضاف جاويد رحمن: بالنظر إلى الأبعاد الكارثية لانتهاكات حقوق الإنسان في إيران، يجب على المجتمع الدولي أن يطالب بمساءلة سلطات النظام الإيراني ويجب تقديم المتورطين في هذه المأساة إلى العدالة.
وأشار إلى أن التقرير الجديد عن حالة حقوق الإنسان في إيران رافقه دعم واسع من المجتمع الدولي وأعرب عن ثقته في أن المساءلة ستتم فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان وأن العدالة ستنفذ ضد المذنبين.
وقال المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان: "نتلقى الكثير من المعلومات من داخل إيران وأتحدث شخصيا مع العديد من الأشخاص داخل البلاد. لقد قالوا لي إن هناك جرائم أخرى كثيرة في البلاد وهم قلقون من أن الوضع سيزداد سوءا.
وأكد: "نحن نتحقق من دقة جميع المعلومات الواردة حول وضع حقوق الإنسان في إيران. ونتيجة لذلك، أنا واثق من أن كل شيء في تقريري صحيح تمامًا".
وأشار رحمن إلى أنه "إذا أرادت السلطات الإيرانية الطعن في النتائج التي توصلنا إليها، فعليها أن تفعل ذلك بأدلة موثقة. لكنهم لا يعلقون حتى على محتويات التقرير".
وفي تقريره الأخير، الذي قدم في 20 مارس، أشار المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في إيران إلى الاعتقالات التعسفية، والإعدامات والمحاكمات الصورية، والتعذيب والاغتصاب، والعنف الجنسي ضد المتظاهرين في إيران، وكتب أنه بسبب حجم هذه الانتهاكات وخطورتها، فمن المحتمل أن يكون النظام الإيراني قد ارتكب جرائم دولية، لا سيما الجرائم ضد الإنسانية.
ووصف جاويد رحمن تحقيق النظام في وفاة مهسا أميني بأنه "غير موثوق به وغير شفاف" وقال إنه لم يتم الوفاء بالحد الأدنى من متطلبات الحياد والاستقلالية.
وفي 24 نوفمبر 2022، وافق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في اجتماع خاص بشأن قمع الانتفاضة الشعبية الإيرانية من قبل النظام، على قرار سيتم بموجب أحد بنوده، تشكيل لجنة تقصي حقائق حول احتجاجات إيران.
وقد كلف مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لجنة تقصي الحقائق بمهام تشمل تحقيقًا كاملاً ومستقلاً في انتهاكات حقوق الإنسان، لا سيما فيما يتعلق بالنساء والأطفال الإيرانيين خلال الاحتجاجات التي عمّت أرجاء البلاد، والتحقيق في الشكاوى والانتهاكات، وجمع الأدلة المتعلقة بها وتحليلها وحفظ الأدلة.
وستكون هذه اللجنة مكلفة بالتفاعل مع جميع الجهات المعنية، بما في ذلك حكومة إيران، ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، والمقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في إيران، والمنظمات ذات الصلة بالأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني.
كما طلب مجلس حقوق الإنسان من لجنة تقصي الحقائق تقديم تقرير أولي في يونيو 2023، وتقرير شامل لنتائجها إلى المجلس في مارس 2024.