في أول تصريح بالعام الإيراني الجديد.. إمام أهل السنة يطالب بالإفراج عن السجناء السياسيين

دعا عبد الحميد إسماعيل زهي، خطيب جمعة أهل السنة في زاهدان، في أول موقف نقدي له في العام الإيراني الجديد (بدأ في 21 مارس/آذار)، إلى إطلاق سراح المعتقلين السياسيين والقضاء على الفقر والظلم والتمييز.

وكان مولوي قد انتقد بشكل مستمر، في الأشهر الماضية، سياسات النظام الإيراني ومرشده.

وغرد مولوي عبد الحميد، اليوم الثلاثاء 21 مارس (آذار): "أهنئ الشعب الإيراني بقدوم العام الجديد. آمل أن يختفي الفقر والظلم والتمييز في البلاد في العام الجديد، ويتم إطلاق سراح السجناء السياسيين، ويستعيد الشعب الإيراني النبيل مكانته التي يستحقها في العالم ويحقق مطالبه المشروعة".

ومنذ 30 سبتمبر (أيلول) 2022 ووقوع مذبحة جمعة زاهدان الدامية، التي قتل وجرح فيها عشرات المواطنين برصاص القوات الأمنية، اتخذ إسماعيل زهي مواقف انتقادية وواضحة ضد النظام الإيراني، والمرشد علي خامنئي وسياساته.

وفي 17 مارس (آذار)، في صلاة الجمعة الأخيرة للعام الإيراني 1401، انتقد مولوي "النظرة الدينية التي تحكم البلاد"، وقال إن "كل صرخات واحتجاجات المواطنين وحتى انخفاض قيمة العملة الوطنية ترجع إلى نظرة سلطات النظام الدينية للقضايا".

كما أكد خطيب جمعة أهل السنة في زاهدان أن هذه النظرة الدينية لا يمكن أن تحقق المساواة في إيران، وانتقد الأجواء الأمنية والعسكرية السائدة، واعتبرها عاملاً لـ"تدهور الأوضاع في البلاد".

وقال مولوي، الذي كان قد دعا سابقًا إلى ابتعاد العسكريين عن إدارة شؤون البلاد، "يجب أن تصل البلاد إلى مكان لا حاجة فيه لوجود الشرطة في الشوارع".

في الأشهر الستة الماضية، أدلى إسماعيل زهي، مرارًا وتكرارًا، بتصريحات كانت نادرة في العقود الأربعة الماضية.

وكان مولوي قد دعا إلى الاعتراف بحقوق المواطنة للذين لا يؤمنون بالله وغير المتدينين والبهائيين، في حين أن السلطات الإيرانية تعتبر أتباع البهائية "مرتدين وكفرة".

كما أن إسماعيل زهي، وخلافا للمواقف الرسمية للنظام الإيراني، أشار إلى إسرائيل على أنها "دولة"، وقال إنه يجب إحلال سلام دائم وعادل بين فلسطين وإسرائيل.

وقوبلت هذه التصريحات بردود فعل عدوانية وتهديدية من قبل المسؤولين الإيرانيين والشخصيات ووسائل الإعلام. وقد وسّعت صحيفة "كيهان"، التي تعكس آراء علي خامنئي، من نطاق الهجوم على خطيب جمعة أهل السنة في زاهدان، ونسبته إلى إسرائيل ووصفته بأنه من مؤيدي "مثيري الشغب والمأجورين من وكالة المخابرات المركزية، والموساد، و MI6 "، خلال الانتفاضة الشعبية الإيرانية.

وفي مقال بعنوان "استثمار وكالة المخابرات المركزية الأميركية على عبد الحميد"، اتهمت صحيفة إيران الحكومية خطيب جمعة أهل السنة في زاهدان بمحاولة تولي "قيادة أعمال الشغب" خلال احتجاجات الشعب الإيراني، وقالت إنه بتصريحاته "التي تبث الفرقة"، يواصل لعب دور "التخريب ضد الأمن والوحدة الوطنية".

وقبل ذلك، شبه محمد جواد لاريجاني، إحدى الشخصيات السياسية الراديكالية، مسجد مكي زاهدان بمسجد "ضرار"، ودعا ضمناً إلى تدمير "مكان المؤامرة الذي تخرج منه التصريحات الكريهة".

وقال لاريجاني: "كان من الصعب جدًا على نبي الإسلام أن يهدم مسجد ضرار، لكن المسجد بناه بعض الناس لنشر الأفكار المنحرفة وأمر النبي بهدم ذلك المسجد".

بعد جمعة زاهدان الدامية في 30 سبتمبر (أيلول) 2022، حمّل عبد الحميد إسماعيل زهي، مرارًا، علي خامنئي مسؤولية قتل أبناء زاهدان، معلناً عن دعمه لانتفاضة الشعب، ومطالباً بإلغاء أحكام الإعدام والحرابة للمتظاهرين.

وكانت خطبه الانتقادية خلال صلاة جمعة زاهدان، بعد 30 سبتمبر 2022، جزءاً من التظاهرات الأسبوعية ومسيرات أهالي زاهدان، والتي تقام بعد الصلاة، واشتهرت بأيام الجمعة الاحتجاجية في هذه المدينة.

كما بدأ هجوم المسؤولين والشخصيات ووسائل الإعلام التابعة للنظام الإيراني على عبد الحميد إسماعيل زهي، منذ ذلك الوقت.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2022، تم تقديم ملف صوتي إلى "إيران إنترناشيونال" من قبل مجموعة قرصنة "بلاك ريوارد"، والذي أظهر أن النظام الإيراني كان يخطط لتشويه سمعة إسماعيل زهي منذ بداية الاحتجاجات في إيران.

وبحسب الملف الصوتي، الذي تم الحصول عليه من اختراق وكالة "فارس" للأنباء، وفقاً لما قاله نائب قائد منظمة الباسيج، قاسم قريشي، فإن مصطفى محامي، ممثل علي خامنئي في بلوشستان قدم تقريراً حول مجزرة زاهدان لمكتب خامنئي، وأعطى خامنئي أوامره رداً على هذه التقارير.

في اجتماع مجموعة من مديري وسائل الإعلام التابعة للنظام مع قريشي، اقترح مديرو وسائل الإعلام أنه يجب نشر تصريحات مولوي عبد الحميد ضد حقوق المرأة، وقالوا إن أكثر أشكال التمييز ضد المرأة هي من أهل السنة وفي بلوشستان.

يقول قريشي في هذا الملف الصوتي: "أخطأنا بشأن مولوي عبد الحميد. في بداية الثورة دمرنا الإقطاعيين في تلك المنطقة وضخمنا من عبد الحميد. لم يكن أحد يعتبره بشراً".

لكن رغم الضغوط والتهديدات الأمنية، واصل خطيب جمعة أهل السنة في زاهدان تصريحاته الانتقادية.