ردود فعل عالمية على اتفاق استئناف العلاقات بين طهران والرياض

بين ترحيب وتردد اختلفت مواقف الدول تجاه اتفاق عودة العلاقات بين طهران والرياض بعد 7 سنوات من القطيعة التي أعقبت اقتحام متشددين موالين للنظام الإيراني مبنى السفارة السعودية في طهران.

ورحبت وزارة الخارجية التركية بالاتفاق بين إيران والسعودية على استئناف العلاقات الدبلوماسية وأعلنت أن هذا الإجراء سيسهم بشكل كبير في أمن، واستقرار، وازدهار اقتصاد المنطقة.

كما وصفت وزارة خارجية طالبان الاتفاق بين البلدين على استئناف العلاقات بأنه "خطوة إيجابية في اتجاه توطيد السلام والاستقرار في المنطقة".

من ناحية أخرى رحبت الخارجية السورية بهذا الاتفاق وأعلنت أن هذا الإجراء "سيؤدي إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وتوسيع التعاون".

وخارج المنطقة وفي أوروبا، رحبت فرنسا بالاتفاق بين إيران والسعودية لاستئناف العلاقات وطالبت طهران بالتخلي عن أعمالها "المزعزعة للاستقرار" في المنطقة.

وردا على سؤال حول استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية، قال جو بايدن: كلما كانت العلاقات أفضل بين إسرائيل وجيرانها العرب، كان ذلك أفضل للجميع.

وأعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض، ردا على اتفاق إيران والسعودية على استئناف العلاقات، أن أي جهد للمساعدة في إنهاء الحرب في اليمن وتهدئة التوترات في المنطقة والدبلوماسية إلى جانب الردع. هي الركائز الأساسية للسياسة التي رسمها جو بايدن خلال رحلته إلى المنطقة.

من ناحية أخرى، كتب مايكل ماكول، عضو مجلس النواب الأميركي، مشيرًا إلى وساطة الصين في إعادة العلاقات بين السعودية وإيران: "لقد رأينا مرات عديدة أن الصين تسيء استخدام كل إجراء دولي كأداة لتعزيز مصالحها الشريرة وتهديد الأمن القومي للولايات المتحدة وشركائنا".

في غضون ذلك، قال مسؤول إسرائيلي كبير لـ"إيران إنترناشيونال": إن استئناف العلاقات بين الرياض وطهران لن يؤثر على جهود إسرائيل والسعودية للتوصل إلى اتفاق سلام.

من جهة أخرى، وصف الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، في خطاب متلفز، اتفاق استئناف العلاقات بين إيران والسعودية بأنه "تطور جيد" وقال بالرغم من أن النتائج الكاملة لهذه الخطوة لم تتضح بعد، إلا أن حزب الله "سعيد" بذلك.

وقال حسن نصر الله إن اتفاق استئناف العلاقات بين طهران والرياض قد يخلق آفاقا جديدة في المنطقة ولبنان.

كما أعرب عن ارتياحه لتزايد تفاعل الدول العربية مع حكومة بشار الأسد في سوريا بعد الزلزال الأخير في هذا البلد.

ووصف وزير خارجية المملكة العربية السعودية، استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران بأنه نتيجة رؤية السعودية لتفضيل الحلول السياسية والحوار، وقال إن "دول المنطقة لها مصير مشترك وقاسم مشترك يتطلب منا أن نتحد معا لخلق نموذج للازدهار والاستقرار لشعوبنا.

وقال مستشار الأمن القومي السعودي، مساعد بن محمد العيبان، في كلمة ألقاها بالاجتماع الختامي لمفاوضات الاتفاق مع إيران لاستئناف العلاقات، في بكين، "نحن نقدر ما حققناه" و"نأمل مواصلة المناقشات البناءة".

هذا وقد رحبت دول أخرى في المنطقة بالاتفاق. وفي اتصال هاتفي مع وزير خارجية المملكة العربية السعودية، رحب وزير الخارجية التركي بالاتفاق بين الرياض وطهران لاستئناف العلاقات الدبلوماسية.

كما أعلن أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة: "نرحب بالاتفاق بين إيران والسعودية لإعادة العلاقات الدبلوماسية".

كما رحبت وزارتا خارجية البحرين وسلطنة عمان بهذا الاتفاق في رسالتين منفصلتين.

وأعلنت الخارجية المصرية: "نأمل أن يساعد اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية على تخفيف التوتر في المنطقة".

وكانت وسائل إعلام إيرانية وسعودية أعلنت، الجمعة، 10 آذار(مارس)، عن الاتفاق بين البلدين على استئناف العلاقات الثنائية، وكتبت أنه تم التوصل إلى هذا الاتفاق خلال زيارة علي شمخاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إلى بكين.

وأفادت وكالة أنباء الإذاعة والتلفزيون الإيرانية أن شمخاني بدأ يوم الإثنين 6 مارس الجاري مفاوضات مكثفة في بكين مع نظيره السعودي بهدف متابعة اتفاقات زيارة إبراهيم رئيسي الأخيرة إلى الصين من أجل "حل نهائي للقضايا بين طهران والرياض".

وفي ختام هذه المفاوضات وقع على البيان الثلاثي في بكين كل من علي شمخاني، والوزير المستشار وعضو مجلس الوزراء ومستشار الأمن القومي للمملكة العربية السعودية، مساعد بن محمد العيبان، ووانغ يي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي ورئيس مكتب اللجنة المركزية للشؤون الخارجية للحزب وعضو المجلس الحكومي لجمهورية الصين الشعبية.

وبحسب النص الذي نشرته وسائل الإعلام الإيرانية والسعودية من هذا البيان، اتفقت طهران والرياض على "استئناف علاقاتهما الدبلوماسية وإعادة فتح السفارات في غضون شهرين على الأكثر".