إمام السنة في إيران يطالب باحترام حقوق وحريات الشعب.. وحل مشاكل "عديمي الهوية"
شدد خطيب الجمعة لأهل السنة في زاهدان، مولوي عبدالحميد، اليوم في خطبة صلاة الجمعة، مرة أخرى على ضرورة الاعتراف بحقوق وحريات جميع المواطنين الإيرانيين وإحداث تغيير في البلاد بناء على مطالب الشعب.
كما لفت مولوي عبدالحميد إلى مشاكل شح المياه في محافظة بلوشستان، جنوب شرقي إيران ومشاكل الهوية التي يعاني من فقدانها العديد من المواطنين في هذه المحافظة.
وعلى عكس خطبه السابقة، كان عبدالحميد في خطبة صلاة الجمعة اليوم أقل انتقادا وحدة تجاه النظام الإيراني.
وقال مولوي عبدالحميد إن "المصالح الوطنية والأمن والحرية لجميع الإيرانيين وتطبيق العدالة للجميع في أنحاء إيران" من الأولويات الأساسية للبلاد، وقال إن "الإدارة الضعيفة" تسببت في عدم توظيف المواهب والطاقات في إيران بشكل صحيح ولصالح الشعب.
وأكد أن تفشي المشاكل الاقتصادية والجوع بين الناس والمأزق السياسي ونشوب الاحتجاجات، كلها نتيجة غياب "إدارة صحيحة" في البلاد.
ولفت عبدالحميد إلى إهمال المشاكل الإقليمية والقومية والدينية وحقوق المرأة والأقليات وحقوق الشباب وجميع النقابات والأطياف، مضيفا: "إذا لم يتم احترام هذه الحقوق، وفي حال غياب الحرية الكاملة للصحافة والأحزاب وحرية التعبير عن الرأي، فستبقى المشاكل. هذه الحريات هي الحقوق الأساسية لكل إنسان. هذه الحقوق الدولية معترف بها في جميع الثقافات والحضارات ويجب مراعاتها في إيران أيضًا.
وأوضح إمام جمعة أهل السنة في زاهدان، الذي سبق أن دعا إلى إجراء استفتاء لاختيار النظام السياسي المطلوب لدى الشعب، أوضح: "لا بد أن يكون هناك تغيير في نظام الحكم يحقق مطالب الشعب".
ولفت مولوي عبدالحميد أيضا إلى منع تعليم الفتيات في أفغانستان، وكذلك الهجمات الكيماوية الأخيرة على المدارس الإيرانية، قائلا: "يجب على المسلمين والأنظمة الإسلامية التي جاءت باسم الدين أن تنظر إلى الاوضاع الراهنة في العالم والتطور الحاصل لدى باقي الدول وتخطيطها لمستقبل المرأة ومدى التقدم العلمي الذي تحرزه على الدوام، ينبغي تطبيق ذلك في بلادها أيضا".
إلى ذلك، أشار عبدالحميد إلى "مشاكل الهوية" لدى المواطنين في بلوشستان، وقال: "العديد من القوميات التي تقطن المنطقة ليس لديها هويات. بينما هم ينتمون إلى هذا الوطن وهذه التربة. فهم وآباؤهم ولدوا هنا في هذه الأرض. والعديد منهم حاربوا من أجل هذه الأرض، داعيا السلطات الإيرانية إلى حل مشاكلهم في هذا الخصوص".
وأوضح أن العديد من المواطنين البلوش لم يتمكنوا من الحصول على هويات رغم محاولتهم للحصول عليها، ويتم اعتقالهم بسبب فقدانهم للهويات. وقال: "هؤلاء ولدوا هنا ويعتبرون أنفسهم إيرانيين. وإن كان لاجئا دخل من دول الجوار إلى بلوشستان فهو ضيفنا ويجب الاحتفاء به وإكرامه".
ولفت عبدالحميد إلى مشاكل الجفاف وشح المياه في هذه المحافظة والتي خلفت بدورها مشاكل دائمة للمواطنين، مؤكدا أن المواطنين يعانون من نقص في المياه للزراعة وتربية المواشي ولا يتمتعون بحياة طبيعية كالآخرين.
كما طالب إمام أهل السنة حركة طالبان بحل مشكلة المياه في بلوشستان عبر تخصيص حصة المياه للأنهار الجارية، بما فيها نهر "هيرمند": وقال: "حتى لو كان الماء قليلا، فيجب تقسيمة بين البلدين. لأن أهالي بلوسشتان لهم الحق أيضا للانتفاع من مياه نهر هيرمند".