إيران ترفض السماح للتلاميذ المعتقلين في الاحتجاجات بمواصلة دراستهم.. والتسمم بالغاز مستمر

تلقت "إيران إنترناشيونال" تقارير تفيد بأن سلطات إيران ترفض السماح للتلاميذ المعتقلين في الانتفاضة الشعبية بمواصلة دراستهم بعد إطلاق سراحهم من المعتقل، كما تم تهديد أسرهم في حال نشر القضية في وسائل الإعلام.

وأكدت أسر التلاميذ أن مسؤولي وزارة التربية والتعليم رفضو السماح لأبنائهم بمواصلة دراستهم، كما عارض مديرو بعض المدارس حضور الطلاب في الصفوف الدراسية بناء على تعاونهم مع المؤسسات الأمنية.

وقالت بعض الأسر إن مديري المدارس قاموا بتبرير هذا القرار، وأكدوا أن حضور هؤلاء الأطفال المحتجين والمعتقلين في المدرسة قد "يؤثر سلبيا" على باقي التلاميذ.

يأتي هذا القرار بعدما أعلن المساعد التربوي والثقافي بوزراة التربية والتعليم الإيرانية، أصغر باقر زاده، في بداية فبراير (شباط) الحالي، إن التلاميذ الذين "كان لديهم بعض الأنشطة في الأحداث الأخيرة" لن يواجهوا مشكلة بخصوص مواصلة دراستهم.

وزعم أن هؤلاء الأطفال "لا يعتبرون حتى من مثيري الشغب، ويمكن القول إنهم محتجون فقط"، وأضاف: "قد تسبب بعض التلاميذ في اضطراب بالمدرسة، لكن معظم حالات الاضطراب كانت خارج المدرسة. وقد واجه عدد منهم بعض المشاكل وسجنوا في مراكز الإصلاح والتربية، وكانوا قليلين جدا. ومعظم مشاكل هؤلاء الأطفال كانت سطحية".

وبعد مرور أقل من شهر على هذه المزاعم، فقد منعت المؤسسات الأمنية في إيران العديد من الطلاب من مواصلة الدراسة.

ولا تقتصر مشاكل التلاميذ على منعهم من مواصلة الدراسة فحسب، فقد هدد سيناريو التسمم بالغاز خلال الأسابيع الماضية حياة المئات من الطلاب والطالبات في المدارس الإيرانية.

وفي أحدث حالة، أعلنت وسائل إعلام إيرانية، اليوم السبت 25 فبراير (شباط)، عن تسمم طالبات بمدرسة "أحمدية" بمدينة بروجرد، جنوب غربي إيران، بالغاز، مما تسبب في نقل 44 طالبة إلى المستشفى بعد تدهور حالتهن الصحية، علما أن حالة التسمم اليوم تحدث للمرة الثالثة خلال أسبوع.

وتأتي هذه الحادثة بعد سلسلة من الأحداث المشابهة في قم وطهران والتي بدأت منذ بداية الشتاء.

يشار إلى أن أسباب ظاهرة التسمم بالغاز لم تعرف بعد، كما ترفض السلطات الإيرانية الإدلاء بتعليق مقنع حول هذه الحادثة، ولكن يبدو أن التلميذات الإيرانيات هن المستهدفات، لاسيما في مدينة قم، واعتبر البعض أنه "تسميم متعمد" يهدف إلى إبقاء التلميذات في المنزل والانتقام من الأطفال الناشطين في الانتفاضة الشعبية.

وبحسب التقارير، فقد تسممت 400 تلميذة على الأقل في المدارس الابتدائية والثانويات في مدن قم وطهران، وتم نقلهن إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وأكدت التلميذات المتسممات أنهن شعرن برائحة السمك الفاسد في الهواء وظهرت عليهن أعراض مثل التهاب الحلق والأنف وضيق التنفس وخدر اليدين والقدمين.