بعد بوادر أزمة غاز وقطع الكهرباء.. إيران تعاني من "شتاء صعب" كانت تتمناه لأوروبا

على الرغم من التحذيرات التي وجهتها سلطات النظام الإيراني للغرب من "الشتاء القارس" وزيادة أسعار الغاز، فإن معظم الدول الأوروبية تمكنت من إدارة الأزمة، إلا أن مشكلة نقص الغاز قد ابتلي بها النظام الإيراني،واضطرت الكثير من الدوائر، والمدن الصناعية في المحافظات إلى تقصير ساعات عملها.

وأدى نقص الغاز في عشرات المدن الإيرانية، في أعقاب الطقس البارد، إلى إغلاق المكاتب والمدارس حتى نهاية الأسبوع.

في الوقت نفسه، هدد وزير النفط الإيراني، جواد أوجي المواطنين بقطع الغاز عنهم إذا استهلكوا "خارج النمط" و"عليهم ألا يشكوا من هذه المسألة لاحقًا".

في الأيام الماضية، أدى نقص الغاز في محافظات مثل البرز، وخراسان رضوي، وكلستان، وزنجان، وأردبيل، ولورستان، ومركزي، إلى إغلاق أنشطة المدارس والمكاتب في عدة محافظات إيرانية، أو مواصلة أنشطتها عن بعد أو عبر الفضاء الافتراضي.

في بعض المحافظات، مثل هرمزجان ولورستان ومركزي، سيتم إغلاق المكاتب، أو ممارسة أنشطتها عن بعد، أيام الخميس، وحتى إشعار آخر بسبب نقص الغاز.

تأتي أزمة الغاز في إيران في حين يبدو أن البلاد لا تمر بشتاء قاس وبارد مقارنة بالسنوات السابقة.

وعلى الرغم من ذلك، قال وزير النفط جواد أوجي، الأربعاء 11 يناير (كانون الثاني)، إن البلاد الآن في ذروة استهلاك الغاز. وعلى الرغم من أنه أعرب عن أمله في أن يمر الشتاء دون انقطاع الغاز المنزلي، إلا أنه لم يعتبر وقوع مثل هذا الحدث بعيدًا عن المتوقع.

وأوضح أوجي: "من واجبنا توصيل الغاز إلى الناس [لكن] لا ينبغي أن نقول نحن نستهلك الغاز وندفع ثمنه. نعم، سنأخذ ثمنه، لكن أينما كان هناك استخدام خارج نمط الاستهلاك سنحذر أولًا ثم نقطعه، فلا تشتكوا بعد ذلك".

وادعى أوجي أن درجة الحرارة في منزله تتراوح بين 21 و22 درجة، وبمجرد دخوله إلى المنزل، "سرعان ما يرتدي ملابس وجوارب دافئة".

وكان مسؤولون وسياسيون في إيران قد تحدثوا، مرات عديدة، عن "الشتاء القاسي في أوروبا" في أعقاب توترات الحرب في أوكرانيا، ولكن مع بداية الشتاء وزيادة استهلاك الغاز، في الأيام القليلة الماضية، تم قطع الغاز للصناعات و840 مؤسسة حكومية وعامة في مختلف المحافظات.

وبدأ المسؤولون يهددون بالتعامل مع "العملاء ذوي الاستهلاك العالي".

وفي إشارة إلى مزاعم النظام الإيراني بزيادة أسعار الغاز و"الشتاء القاسي" لأوروبا، قال مواطن في مقطع فيديو، إن النتيجة كانت قطع الكهرباء عن مدينة "إشتهارد" الصناعية.

وأفاد مواطن آخر أن المسبح الوحيد في المنطقة السابعة عشر بطهران أغلق لبضعة أيام بسبب انقطاع الغاز.

يأتي نقص الغاز في إيران في حين أنه في الأشهر الماضية استخدمت محطات الطاقة الإيرانية زيت الوقود لتوفير استهلاك الغاز، مما تسبب في تلوث الهواء الشديد في المدن الكبرى، كما في السنوات السابقة.