استمرار الانتفاضة الشعبية في مختلف المدن الإيرانية والمحتجون يحرقون صور رموز النظام

استمرت انتفاضة الشعب الإيراني بالتجمعات وترديد الهتافات وكتابة الشعارات وإحراق صور رموز النظام الإيراني وخلع الحجاب والدعوات إلى الاحتجاجات في مختلف مدن البلاد.

وتظهر مقاطع الفيديو التي تلقتها "إيران إنترناشيونال" أن المتظاهرين نظموا احتجاجات ليلية مساء الأربعاء 4 يناير (كانون الثاني)، في مختلف أحياء طهران بما فيها، أكباتان، وستارخان، وشهر زيبا، وكيشا، وبونك، وولعيصر، وعبروا عن دعمهم للانتفاضة الشعبية بشعارات مناهضة للنظام.

كما سمعت شعارات مناهضة للنظام في مقاطع الفيديو المرسلة من جهانشهر كرج، مساء الأربعاء.

ويُظهر مقطع فيديو آخر، مجموعة من المواطنين في مهاباد وقد تجمعوا تحت تساقط الثلوج، بينما يتم تشغيل أغنية ثورية في الشارع.

في غضون ذلك، بالتزامن مع ذكرى مقتل قاسم سليماني، لا تزال صوره ورموزه يتم إحراقها في مناطق متفرقة من البلاد. وتظهر مقاطع الفيديو التي تلقتها "إيران إنترناشيونال" أن المواطنين ما زالوا يحرقون لافتات حكومية عليها صورة قاسم سليماني في طهران، بما في ذلك طريق حكيم السريع وشارع دماوند.

ويظهر مقطع فيديو آخر أرسل إلى "إيران إنترناشيونال" أنه بعد إحراق لافتة سليماني في طريق حكيم السريع بطهران، مساء الأربعاء، قام المتظاهرون بتركيب قطعة قماش عليها عنوان "مصيدة الباسيجي" إلى جانب علبة عصير.

كما أظهر الفيديو الذي تلقته "إيران إنترناشيونال" أن أحد المتظاهرين في سروآباد بكردستان أضرم النار أيضًا في لافتة حكومية عليها صورة سليماني.

استمرار دعوات الاحتجاج

هذا وتستمر الدعوات للاحتجاجات في أجزاء مختلفة من البلاد.

ويظهر الفيديو الذي تلقته "إيران إنترناشيونال" أن المتظاهرين قاموا بتثبيت لافتة على أحد جسور المشاة في طهران، دعمًا للدعوة إلى تجمعات في 8 يناير، ذكرى إسقاط الطائرة الأوكرانية بصواريخ الحرس الثوري الإيراني.

وأظهر مقطع فيديو آخر مواطنًا يستعد لتوزيع دعوة للمشاركة في احتجاجات يوم الأحد 8 يناير، والتي تتزامن مع الذكرى الثالثة لإسقاط الحرس الثوري الإيراني المتعمد لطائرة ركاب أوكرانية.

كما أعلنت عائلة بكتاش آبتين، الشاعر وعضو اتحاد الكتاب والسجين السياسي السابق، أنها ستحضر قبره في "إمام زاده عبد الله شهرري" يوم الأحد 8 يناير، بالتزامن مع ذكرى وفاته.

وأصيب بكتاش آبتين بفيروس كورونا في سجن إيفين وتوفي في يناير 2021. وأشارت عدة منظمات حقوقية إلى نقص الرعاية الطبية لآبتين في السجن ووصفت النظام الإيراني بأنه مسؤول عن وفاة الشاعر.

وبحسب إعلان آخر، فإن مراسم اليوم السابع لمهدي زارع أشكذري، الطالب السابق بجامعة بولونيا في إيطاليا، والذي توفي بعد اعتقاله وإصابته من قبل رجال الأمن، سيقام يوم الخميس 5 يناير، في أشكذر بمحافظة يزد.

كما تظهر الصورة التي وصلت إلى "إيران إنترناشيونال" أنه عشية مراسم اليوم السابع لمهدي زارع أشكذري، قام المواطنون بتثبيت لافتة عليها صورته أمام منزله.

من ناحية أخرى، دعت مجموعة من رجال الدين، والمعلمين، وأساتذة الجامعات، والأطباء، ونشطاء المجتمع المدني والطلابي، وبازارات مدينة جوانرود، إلى المساواة في الحقوق والحرية من خلال إطلاق مقطع فيديو وقراءة بيان حول احتجاجات هذه المدينة، وعبروا عن دعمهم لمطالب الشعب.

ووصف الموسيقار والملحن، حميد متبسم، في رسالة مفتوحة إلى وزير الإرشاد، المشاركة في مهرجان فجر بأنه يعتبر "تعاونًا ومرافقة" مع النظام الذي "يرد على رغبة المواطنين في الحرية بالرصاص والسجن والإعدام". وكتب متبسم: "أنا أقف بالكامل إلى جانب الشعب الإيراني ولن أتعاون معكم حتى نهاية هذا الاستبداد".

واستمرارًا لحملة خلع حجاب الشخصيات الشهيرة، نشرت ليلى كلستان، المترجمة وعضوة جمعية الكتاب الإيرانيين صورًا بدون الحجاب الإجباري على حسابها على "إنستغرام" وكتبت: "اليوم ذهبت لشراء بعض حاجيات البيت وأخذ شخص ما هذه الصور لي وأرسلها إلي. هذه أنا بدون الحجاب الإجباري!"

إنكار النظام لا يزال مستمرا

رغم دخول انتفاضة الشعب الإيراني شهرها الرابع، لا تزال سلطات النظام الإيراني في حالة إنكار. ووصف المتحدث باسم الحكومة، علي بهادري جهرمي، الاحتجاجات التي شهدتها البلاد ضد النظام بأنها "ضجة إعلامية واسعة النطاق على أرضية الشارع" وقال: "لم يتمكنوا من خلق اشتباكات لأكثر من 3 أشهر".

وقال عبد الحميد رؤوفي، مساعد مقر "خاتم الأنبياء" للحرس الثوري: "لن تكون هناك ثورة بعدد من الغوغائيين والمحتالين الذين يهتفون بشعارات بذيئة".

وفي إشارة إلى الاحتجاجات ضد النظام الإيراني، قال محمد رضا نقدي، مساعد قائد الحرس الثوري الإيراني، إن "كل شيء في البلاد يتم وفق القوانين". وقال للمتظاهرين "إنه يمكنهم الاحتجاج أمام مكتب الرئيس والبرلمان في طهران أو محافظات المدن".

ورغم تصريحات سلطات النظام الإيراني التي نفت انتفاضة الشعب، أفادت وسائل إعلام إيرانية أن كاظم غريب آبادي، مساعد رئيس السلطة القضائية في الشؤون الدولية، عقد اجتماعا مع نواب البرلمان بشأن الاحتجاجات الشعبية وكذلك سعر الصرف. لكن تفاصيل هذا الاجتماع لم تذكر.