خامنئي ردًا على الاحتجاجات يهاجم الغرب ويؤكد: ضعف الحجاب ليس ضد النظام

مع استمرار الانتفاضة الشعبية للإيرانيين ضد نظام الجمهورية الإسلامية، زعم المرشد الإيراني علي خامنئي، في أول خطاب للمرأة منذ بداية الانتفاضة، أنه خلال هذه الاحتجاجات، لم "تكشف المرأة الحجاب"، مشيرا إلى أن المرأة التي لا تخضع للحجاب الإجباري ليست "معادية للثورة".

وعن سبب عدم لقائه بالنساء في يوم المرأة، قال خامنئي، الأربعاء 4 يناير (كانون الثاني)، في لقاء مع بعض النساء الداعمات للنظام، اللواتي أطلق عليهن مكتبه اسم "النساء المتعلمات": "إن هذا اليوم ليس له طابع خاص".

كما زعم خامنئي أن النساء اللواتي، بحسب قوله، لهن "حجاب ناقص" لم يقمن بخلع حجابهن بشكل كامل أثناء الاحتجاجات، ووجهن صفعة للمروجين [لخلع الحجاب] والداعين [للاحتجاجات].

يأتي ذلك في حين أنه خلال الانتفاضة الإيرانية التي بدأت بعد مقتل الشابة مهسا أميني في معتقل الإرشاد، هتف الإيرانيون ضد "الحجاب الإجباري"، وأضرم العديد من النساء والفتيات النار في أوشحتهن في الأماكن العامة كعلامة على الاحتجاج.

وفيما يتعلق بالنساء والفتيات "ناقصات الحجاب"، حسب قوله، ادعى خامنئي أيضًا أن هؤلاء النساء "اللاتي يشاركن في الاحتفالات الدينية والثورية" هن أيضًا نساؤنا وفتياتنا.

كما قال المرشد الإيراني إن المرأة التي لا تخضع للحجاب الإجباري ليست "معادية للثورة"، وأن "ضعف الحجاب ليس بالشيء الصحيح، لكنه لا يجعلنا نعتبر ذلك الشخص خارج دائرة الدين والثورة".

وتأتي هذه التصريحات في حين أنه في السنوات الأخيرة، قامت دورية الإرشاد باعتقال العديد من النساء والفتيات في جميع أنحاء البلاد بتهمة عدم مراعاة الحجاب الإجباري، وضربهن ومضايقتهن.

كما عارض خامنئي حرية المرأة "كما هي موجودة في الدول الغربية الحرة"، ووصف حرية المرأة في الدول المتقدمة بأنها "عبودية وإهانة المرأة".

ومرة أخرى، اعتبر أهم واجبات المرأة هي أن تلعب دور الأم والزوجة، "أي دور التدبير المنزلي"، وقال إن المهام الأخرى للمرأة هي فرع عن التدبير المنزلي.

وأكد المرشد الإيراني على أولوية عمل المرأة في المنزل، وقال: "كما لا تشك امرأة في أولوية إنقاذ حياة طفلها عن قيامها ببعض الأعمال الإدارية، فلا شك في أهمية التربية الأخلاقية والدينية للطفل، وإذا اضطرت المرأة إلى اختيار أحد المجالين، فإن الأسرة هي الأهم".

ومع ذلك، اعترف خامنئي بانتشار التمييز ضد المرأة في النظام الإيراني، وقال إن المرأة لا تستطيع الوصول إلى أعلى مستويات صنع القرار في البلاد.

وفقًا لقوانين النظام الإيراني، لا يمكن للمرأة أن تكون رئيسة، وهي محرومة من العديد من الحقوق الأساسية الأخرى.

وقال خامنئي: "إن استخدام المرأة المتعلمة والمطلعة والحكيمة وذات الخبرة في مختلف مستويات صنع القرار في الدولة هي قضية مهمة شغلت ذهني لفترة طويلة وإن شاء الله سنجد حلًا لها".

يأتي وعد خامنئي هذا بينما بذل النظام الإيراني جهودًا كثيرة في السنوات الأخيرة لإخراج النساء من الساحة الاجتماعية والسياسية ودفعهن إلى منازلهن.

وزعم خامنئي في جزء آخر من خطابه أن النساء والفتيات الرياضيات هن "أفضل دعاية للحجاب [الإجباري]".

وقد جاءت هذه التصريحات في حين أنه في الأسابيع الأخيرة، تخلت العديد من الرياضيات الإيرانيات عن الحجاب الإجباري خلال المنافسات ولم يغطين شعرهن.