صحف إيران: إضراب تاريخي للتجار.. والنظام يخنق الإعلام الداخلي.. والمرشد يتحكم في الرئاسة
يوم هو الأوسع والأكبر على مستوى الإضرابات العامة في عموم أرجاء إيران، سجله التاريخ ليكون صفحة من صفحات الانتفاضات الشعبية في إيران الحديثة.
ووفق مصادر "إيران إنترناشيونال" فقد كانت الإضرابات واسعة، بحيث أغلقت جل المراكز التجارية في العاصمة طهران والمدن الكبرى في إيران أبوابها تضامنا مع الاحتجاجات الشعبية، التي كانت هي الأخرى ملحوظة وكبيرة للغاية، لتنذر بأيام مصيرية في تاريخ إيران الحديث، وربما المنطقة برمتها.
وفي أسلوب غير محترف حاولت صحف النظام الصادرة اليوم، الأربعاء 16 نوفمبر (تشرين الثاني)، ادعاء رواية جديدة عن هذه الإضرابات، زاعمة أنها نتيجة لتهديدات "مثيري الشغب" لأصحاب المحال التجارية، وليس رضى أو قناعة من هؤلاء التجار.
وتطرقت صحيفة "كيهان" و"وطن امروز" إلى موضوع الإضرابات، وادعتا أن الإضرابات كانت محدودة، وجاءت تحت ضغط مثيري الشغب الذين هددوا أصحاب السوق بحرق محالهم التجارية في حال لم يغلقوا أبواب محالهم.
وفي شأن متصل بالانتفاضة الشعبية في إيران هاجمت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، مدرب نادي "برسبوليس، ولاعب المنتخب الإيراني لكرة القدم سابقا، يحيى غل محمدي، بعد انتقاده اللاذع للاعبي المنتخب الإيراني لكرة القدم الذين قبلوا في هذه الظروف الذهاب إلى قطر، والمشاركة في بطولات كأس العام لتمثيل النظام، موضحا أنه كان الأولى بهؤلاء اللاعبين أن يكونوا صوت الشعب ولسانه.
وفي الشأن نفسه هددت صحيفة "كيهان" لاعبي المنتخب الوطني لكرة القدم حال عدم ترديدهم للنشيد الوطني أثناء بطولة كأس العالم، وقالت إن هذه الممارسات تعد انتهاكا لرموز البلاد، مستشهدة بأمثلة على رفض بعض اللاعبين الدوليين في العالم ترديد أناشيد أوطانهم وما لاقوا من عقوبات وأحكام.
وفي الأيام والأسابيع الأخيرة الماضية رفض لاعبو عدة منتخبات وطنية إيرانية، مثل منتخب كرة السلة ومنتخب كرة القدم الشاطئية، ترديد النشيد الوطني الإيراني تضامنا مع الاحتجاجات الشعبية في إيران.
كما علقت بعض الصحف على العقوبات الأوروبية والغربية الجديدة على إيران على خلفية أزمة الاحتجاجات، وكذلك دور إيران في دعم روسيا عبر مدها بالأسلحة والطائرات المسيرة.
وأشارت صحيفة "آفتاب يزد" إلى قرار الحكومة الكندية منع المسؤولين الإيرانيين من الدخول إلى أراضيها. وعنونت "أبرار" بالقول: "عقوبات الاتحاد الأوروبي غير قانونية وتدخل في شؤون إيران الداخلية".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آرمان امروز": النظام البرلماني لن يحل مشكلة البلاد والمرشد يتحكم في الرئاسة
انتقد المحلل السياسي محمد جواد حق شناس، في مقابلة مع صحيفة "آرمان امروز" دعوة النائب البرلماني، إلياس نادران، النظام إلى ضرورة تحديد مستقبل البلاد السياسي عبر اختيار الشكل الجمهوري أو البرلماني لحكم البلاد.
وقال حق شناس إن هذه الدعوة تكشف عن عدم استيعاب المرحلة الراهنة التي تعيشها إيران، والاحتجاجات الشعبية الكبيرة المستمرة منذ شهرين، مؤكدا أن مطالب الشارع اليوم لم تعد تنحصر في هذه التغييرات الشكلية، إذ لا فرق بين أن تكون البلاد محكومة بالإطار البرلماني أو الرئاسي.
وأوضح حق شناس أن إيران وخلال العقود الثلاث الأخيرة (فترة تولي خامنئي لمنصب المرشد الأعلى في إيران) شهدت تجاهلا كبيرا لـ"حق الاختيار"، وهذه المشكلة نتج عنها جميع ما تعاني منه إيران اليوم من أزمات ومشاكل، مقررا أنه ومنذ أن أصبح النظام رئاسيا في إيران بات رؤساء الجمهورية دائما يجدون أنفسهم مقيدين أمام صاحب أعلى منصب في النظام (المرشد خامنئي)، وقد عانت حكومات خاتمي وأحمدي نجاد وروحاني من هذه القضية.
"اعتماد": النظام خنق الإعلام الداخلي والمجتمع قد ينفجر في أي لحظة
قال الخبير الاجتماعي بيجن عبد الكريمي في مقابلة مع صحيفة اعتماد أن كثيرا من الناس يشعرون أن مطالبهم وتطلعاتهم بعد ثورة عام 1979 لم تتحقق، موضحا أن النظام السياسي قد خنق الإعلام الداخلي، وأضاف: يجب على النظام أن يتوقع احتجاجات مستمرة بعد الآن.
وتابع عبد الكريمي: أخشى أن يسمع النظام أصوات الشعب متأخرا كما فعل نظام الشاه السابق، مؤكدا أن المجتمع الإيراني اليوم يشبه الرماد تحت النار، وقد ينفجر في كل لحظة، وتحت أي ذريعة كانت.
"هم ميهن": 9 من كل 10 مسافرين إيرانيين للخارج لا ينون العودة
أشارت صحيفة "هم ميهن" إلى معضلة الهجرة من إيران وذكرت أن مشاهدات محال بيع مستلزمات السفر ومكاتب الحجوزات تظهر نسبا كبيرة من المواطنين الذين يهمون بالهجرة ومغادرة البلاد خلال الشهور الأربعة الأخيرة.
ونقلت الصحيفة عن أحد مديري مكاتب الحجوزات قوله: "قبل كورونا كان من بين كل 10 مسافرين هناك شخص واحد ينوي الهجرة من إيران، وبلغ هذا الرقم أثناء جائحة كورونا 3 أشخاص، لكن في الشهور الأربعة الأخيرة فإن من بين كل 10 مسافرين 9 منهم ينوون الهجرة النهائية من البلاد.