احتجاجات إيران: سيطرة المحتجين على الشوارع.. وإضراب في المدارس.. ودعوات للانشقاق عن النظام

واصل عدد كبير من الإيرانيين الاحتجاج لليوم التاسع على التوالي، وسط أنباء على سيطرة المحتجين على بعض الشوارع، فيما دعا دبلوماسي سابق، مقابلة مع "إيران إنترناشيونال"، دعا زملاءه السابقين في الخارجية الإيرانية للانشقاق عن النظام.

وميدانيا، خرج المحتجون في طهران، مساء اليوم الأحد، وهتفوا ضد المسؤولين الإيرانيين وعلى رأسهم المرشد علي خامنئي.

وقد أصدر المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين الإيرانيين بيانا، أشار فيه إلى المظاهرات الجارية وقمع الاحتجاجات الشعبية، وتحويل المدارس إلى ثكنات عسكرية واعتقال التلاميذ والمحتجين في الشوارع". وطلب من المعلمين والتلاميذ الامتناع عن الذهاب إلى المدارس يومي الاثنين والأربعاء.

كما دعا مركز التعاون بين الأحزاب الكردستانية الإيرانية، في بيان له، إلى تسريع الحوار والعمل الشامل والموحد لجميع المنظمات والمؤسسات الشعبية والتيارات السياسية لدعم الانتفاضة الشعبية واستمرار الاحتجاجات بأشكالها المختلفة.

وتظهر المقاطع التي حصلت عليها "إيران إنترناشيونال" جموعا كبيرة من المتظاهرين في حي "ستارخان" بالعاصمة الإيرانية طهران. وردد المتظاهرون هتافات ضد النظام والمرشد خامنئي.

وانطلقت المظاهرات المسائية في العاصمة الإيرانية، وهتف المتظاهرون في حي صادقية: "سأقتل من قتل أختي". والأمر نفسه في مدينة شيراز وفي حي "إكباتان" بالعاصمة طهران هتفوا: "الموت للباسيجي".

أما وكالة أنباء "فارس" الإيرانية فقد أفادت بمقتل أحد عناصر الباسيج التابع للحرس الثوري، ويدعى عباس فاطمية، في مدينة أرومية، شمال غربي إيران، خلال الاحتجاجات الأخيرة.

إلى ذلك أفادت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية بمقتل أحد عناصر الباسيج التابع للحرس الثوري يدعى ميلاد استاد، أثناء احتجاجات حي "هفت حوض" بطهران.

وفي المقابل، تداولت وسائل التواصل الاجتماعي فيديو لشقيقة جواد حيدري، أحد ضحايا الاحتجاجات الجارية في قزوين الإيرانية، وهي تقص شعرها على قبره.

فيما خرج وزير الداخلية الإيراني، أحمد وحيدي، مهددا المحتجين: "نتوقع أن يتعامل النظام القضائي مع الجناة الأساسيين وقادة الشغب بطريقة قانونية وحاسمة وسريعة".

كما وردت أنباء عن اشتباكات مسلحة في بعض مدن بلوشستان إيران بين المتظاهرين وقوات الأمن الإيرانية وأن المحتجين سيطروا على بعض الشوارع.

نشاط الجاليات الإيرانية في الخارج

وحول نشاط الجاليات الإيرانية في الخارج، تواصلت، مساء الأحد، احتجاجات الإيرانيين ضد نظام الجمهورية الإسلامية في مختلف مدن العالم؛ فقد قام عدد من الإيرانيين أثناء وقفة احتجاجية في ميلان بإيطاليا بالاعتداء على رجل يعمل لصالح النظام الإيراني، حيث كان يلتقط الصور ومقاطع الفيديو ليرسلها لاحقا إلى إيران. وتدخلت الشرطة لإنقاذه من المحتجين الغاضبين بعد أن تلقى منهم عددا من الضربات.

وفي لندن، منعت الشرطة البريطانية المتظاهرين الإيرانيين من دخول سفارة نظام طهران،حيث تجمع الآلاف من الإيرانيين أمام السفارة دعما للاحتجاجات في داخل البلاد.

ونظم الإيرانيون في ألمانيا مسيرة في هامبورغ تزامنا مع مظاهرات مشابهة في مدن أوروبية وعالمية أخرى.
في باريس تحرك المتظاهرون الإيرانيون نحو سفارة نظام الجمهورية الإسلامية لاقتحامها لكن الشرطة الفرنسية استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشد واشتبكت مع المتظاهرين.

وفي فرنسا استخدمت قوات الشرطة الفرنسية قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين الإيرانيين أمام سفارة طهران في باريس.

وقامت قوات بريطانية خاصة في لندن بحراسة السفارة الإيرانية من المحتجين الغاضبين بعد محاولة اقتحامها.

ومن الأحداث اللافتة، ما تداولته وسائل الإعلام لرفرفة علم المعارضة الإيرانية، الذي يتضمن صورة الأسد والشمس، على مبنى المركز الإسلامي في لندن. ويعرف هذا المركز بأنه من المقرات الرئيسية لدعاية النظام الإيراني في بريطانيا وأوروبا، وتشرف مؤسسة المرشد على تمويله.

دعم دولي وقلق دبلوماسي

وعلى المستوى الدبلوماسي استدعت طهران السفير البريطاني للاحتجاج على تغطية قنوات فارسية للمظاهرات في إيران.

وقارن مستشار الأمن القومي الأميركي، جاك سوليفان، بين موقف الإدارة الأميركية الحالية من الاحتجاجات، وموقف إدارة أوباما من احتجاجات 2009، وقال بشكل ضمني إن إدارة الرئيس بايدن تعلمت من خطأ إدارة أوباما، وأدركت ضرورة أن يكون موقف واشنطن من الاحتجاجات الإيرانية "حاسما وواضحا ومبدئيا".

وأشار مراسل صحيفة "وول ستريت جورنال"، لارنس نورمن، إلى بيان المجلس الأوروبي حول قمع السلطات الإيرانية للاحتجاجات. وقال نقلا عن دبلوماسيين إن الاتحاد الأوروبي سيفرض عقوبات على النظام الإيراني بسبب قمعه للمتظاهرين.

وأضاف نورمن في تغريدة له بأن الاتحاد الأوروبي سيدرس كافة الخيارات الممكنة لمتابعة ملف مقتل مهسا أميني وطريقة تعاطي السلطات الأمنية في إيران مع الاحتجاجات.

كما صرح الدبلوماسي الإيراني السابق، حسين علي زاده، في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال"، داعيا زملاءه السابقين في الخارجية الإيرانية للاستقالة والانشقاق عن النظام.

وفي رد فعل النظام الإيراني على الجهود الدولية لفك التعتيم الذي تفرضه السلطات على الأحداث في إيران، كتب موقع "نورنيوز" المقرّب من مجلس الأمن القومي الإيراني، معلقا على الإذن الأميركي بتوسيع الوصول إلى خدمات الإنترنت للإيرانيين: "وصول أميركا إلى هذا المستوى من التدخل في شؤون إيران الداخلية ليس أمرًا يمكن تجاهله وسيكون بالتأكيد مصحوبًا بالرد اللازم".

مقاومة حجب المعلومات

ووفقا للتقارير الواردة من إيران، فإن نظام طهران قام بحجب خدمة "غوغل"، وكذلك محرك بحث "بينغ"، ومحرك بحث "داك داك غو"، في موجة من عمليات الححب التي طالت مواقع وتطبيقات إلكترونية عدة.

ومن جهته، نقل عضو مركز "كارنيغي" كريم سجاد بور، عن إيلون ماسك، قوله إن خدمة "ستارلينك" تم تشغيلها الآن في إيران، ولكنها تحتاج طبقا لاقطا وجهاز توجيه (راوتر)، داخل إيران، وهو ما "أعتقد أن الحكومة الإيرانية لن تدعمه، لكن يمكن الاستفادة من هذه الخدمة لو توفر الطبق والراوتر.

وفي سياق متصل، اخترق قراصنة تابعون لمجموعة "أنونيموس" المختصة في الهجمات السيبرانية، اخترقوا موقعي وزارتي النفط والاقتصاد الإيرانيتين. كما أعلنوا عن اختراق موقع "سبه" الإيراني وتعطيله عن العمل. وكتب المخترقون: "لا يمكنك استخدام أموالك الملوثة بالدماء بينما يموت الشعب الإيراني".

مشاهير وفنانون على خط الأزمة

وفي تطور لافت، كتب اللاعب السابق في المنتخب الإيراني لكرة القدم، مهدي مهدوي كيا، كتب على صفحته في "إنستعرام" متضامنا مع الاحتجاجات: "لا يمكنكم قتل فتاة بسبب الحجاب، بينما أولادكم وبناتكم يتجولون بحرية في دول العالم".

وكتبت الممثلة الإيرانية، ترانه علي دوستي، مؤكدة دعمها للاحتجاجات الشعبية في إيران. وقالت في منشور لها مخاطبة المتظاهرين: "صمودكم الأسطوري يصنع التاريخ، لا شيء أعلى من وحدتكم". وأضافت: "العالم كله ينظر إليكم".

وتعليقا على شجاعة المحتجين الشباب، علق الممثل والكاتب الإيراني، سروش صحت، على الاحتجاجات التي يشارك فيها الشباب والمراهقون على نطاق واسع، قائلا: "لقد نسيت الشجاعة والجرأة على الكلام، أساسا أنا لم أتعلمها، والآن يعلمني الشباب الذين ولدوا في القرن الحالي".