صحف إيران: الصدام مع إدارة ترامب وعراقجي يبرر إعدام شارمهد وبدء الانقطاع المنظم للكهرباء

لا تزال صدمة فوز ترامب بالنسبة للمسؤولين الإيرانيين، ومستقبل إيران الاقتصادي والسياسي، يحتلان جزءًا كبيرًا من تغطية الصحف اليومية، التي تختلف قراءاتها، وفقًا لانتماءاتها، في تناولها لعودة ترامب.

فبينما تقلل الصحف الأصولية والمتشددة من أهمية هذه العودة، وتحث الحكومة على مقاومة الضغوط، التي تحاول دفعها إلى إيجاد سبل تفاوض وحوار مع الإدارة الأميركية، نجد الصحف الإصلاحية والمعتدلة تحاول تشجيع الحكومة على السير في اتجاه الدبلوماسية، وعدم الصدام مع ترامب وإدارته الجديدة.

ونشرت صحيفة "آرمان امروز" مقالاً للكاتب والمحلل السياسي، حسن بهشتي بور، بعنوان "تأثير فوز ترامب على إيران"، استبعد فيه نشوب حرب عسكرية بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، في عهد ترامب، إلا أنه ذكر أن الوصول إلى اتفاق مع إدارة ترامب سيكون صعبًا للغاية، إن لم يكن مستحيلًا؛ نظرًا لسجل ترامب السيئ تجاه طهران، ودوره في قتل سليماني عام 2020.

ونشرت صحيفة "جمهوري إسلامي" مقتطفات من مقابلة وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية، التي شملت الحديث عن قضايا مختلفة، مثل العلاقة بين إيران والدول الأوروبية، والاتفاق النووي، والموقف من التفاوض مع الإدارة الأميركية القادمة، والصراع في الشرق الأوسط والحرب في أوكرانيا؛ حيث حدد عراقجي مواقف إيران من كافة هذه القضايا.

كما برر وزير الخارجية الإيراني إعدام بلاده للسجين السياسي، جمشيد شارمهد، الذي يحمل الجنسية الألمانية أيضًا؛ حيث وصفه بأنه "إرهابي"، منتقدًا موقف الحكومة الألمانية وإدانتها قرار إيران.

ومن الملفات الأخرى، التي تناولتها العديد من الصحف الصادرة اليوم، هو قرار الحكومة الإيرانية بتطبيق انقطاع الكهرباء المجدول، اعتبارًا من اليوم الأحد، بعد قرار أصدره الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، قبل ثلاثة أيام بوقف استخدام المازوت في 3 محطات كهربائية، وهو القرار الذي وصفه مؤيدو الحكومة بـ "الشجاع".

ووصفت صحيفة "أبرار اقتصادي" هذا القرار بأنه إجراء لبدء "انقطاع الكهرباء في فصل الصيف"، فيما عنونت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري حول الموضوع: "بدء الانقطاع المنظم والمبكر للكهرباء"، فيما كتبت "همدلي" الموالية للحكومة: "انقطاع الكهرباء أصبح بديلاً عن تلوث الهواء" مبررة قرار الحكومة وإجراءاتها في هذا الصدد.

وذكرت الوكالات الإخبارية الحكومية، أمس السبت، أنه نظرًا لأهمية تأمين الكهرباء في البلاد ونقص الوقود في المحطات الكهربائية، وبناءً على قرار رئيس الجمهورية بوقف حرق المازوت، فسيتم نشر جدول انقطاع الكهرباء في جميع أنحاء البلاد، بدءًا من الأحد، 10 نوفمبر (تشرين الثاني). وسيكون برنامج انقطاع الكهرباء بين الساعة 9 صباحًا و5 مساءً، مع توزيع الانقطاع بشكل منظم ومخطط.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:

"آرمان ملي": ترامب سيجعل إيران في عُزلة دولية أكبر
ذكر رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني سابقًا، حشمت فلاحت بيشه، في مقال بصحيفة "آرمان ملي"، أن دونالد ترامب سيعتمد الأهداف نفسها والغايات السابقة في إدارته الجديدة، حتى وإن تبنى استراتيجية أو طرقًا جديدة لتحقيق تلك الأهداف والغايات.

وعلى صعيد إيران رأى الكاتب فلاحت بيشه بأن ترامب ومعه إسرائيل سيعملان على جعل إيران تعيش مزيدًا من العزلة والقطيعة عن العالم، عبر فرض سياسة "الضغط الأقصى" على طهران.

كما توقع الكاتب أن يعطي ترامب زمام المبادرة لإسرائيل لتبحث عن حلول لمشاكلها الأمنية، عبر تركيزها في الفترة المقبلة على الجزء الشيعي من محور المقاومة، وحل الجزء الآخر مع الدول العربية، حسب ما ذكر الكاتب الإيراني.

"فرهيختكان": على الإصلاحيين ألا يتعجلوا في إظهار رغبتهم بالتفاوض مع أميركا
انتقدت صحيفة فرهيختكان" محاولات التيار الإصلاحي تشجيع الحكومة والضغط عليها من أجل التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية، بعد فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية، واحتمال ممارسة مزيد من الضغوط على طهران.

وكتبت الصحيفة: "دأبت وسائل الإعلام والشخصيات الإصلاحية بعد فوز ترامب على التأكيد على ضرورة التفاوض مع واشنطن وترك العداء معها لكن على هذه الشخصيات ووسائل الإعلام الإصلاحية أن تنتظر وتصبر لتعرف ما هو موقف إدارة ترامب الجديدة من إيران".

ورأت الصحيفة أن مثل هذه المواقف والتصريحات تظهر إيران في موقف ضعف وتردد معتقدة أن السلوك المتعجل والمتحمس قد ينقلب إلى الضد بمعنى أنه سيكون سببًا في إفشال أي إمكانية تفاوض في المستقبل؛ إذ يجعل الطرف الآخر يرفع سقف انتظاراته من إيران؛ باعتبارها هي من ترغب في التفاوض، وهي من تشعر بالحاجة إليه.

"همدلي": ضرورة ترك العداء مع الولايات المتحدة الأميركية
قال الكاتب والمحلل السياسي، محمد شريعتي، في تصريحات، نقلتها صحيفة "همدلي": "على إيران إعادة النظر في سياساتها الإقليمية، ولنسأل أنفسنا عن مدى قابلية هذه السياسات للتحقيق والتطبيق، وانسجامها مع أهدافنا الأخرى؛ لأننا في كثير من الأحيان نضع سياسات تتعارض مع أهداف أخرى لنا"، حسب تعبير الكاتب.

وذكر الكاتب أن إيران تذكر أحيانًا أن الدفاع عن "المستضعفين" هو هدفها في سياستها الإقليمية والدولية، لكن في الوقت نفسه نضع هدفًا لنا هو الدفاع عن النظام والعمل على بقائه لهذا ومن أجل تحقيق هذه الأهداف ينبغي أن نسلك طريقًا لا تناقض ولا تضاد فيه.

كما نشرت الصحيفة تصريحات لرئيس حزب كوادر البناء، حسين مرعشي، الذي قال إن على طهران أن تترك الخصومة مع الولايات المتحدة الأميركية، وأن تعمل معها لإيجاد حل للصراع والأزمة في غزة، معتقدًا أن هذا الإجراء يمكن أن يكون بداية لإنهاء الخلافات والصراع بين الدولتين.

وختم الكاتب بالقول إنه لا يجد دليلاً منطقيًا لاستمرار العداوة والخصومة مع الولايات المتحدة الأميركية، معتقدًا أن طهران سبق أن ضيّعت فرصًا كثيرة كان بالإمكان استغلالها وإنهاء الصراع مع دولة تمتلك القوة الاقتصادية والسياسية والعسكرية الأكبر في العالم، ولها نفوذ كبير في الشرق الأوسط.