تصاعد لهجة طهران بشأن "الانتقام" وانتشار تقارير عن استعداد إيران للهجوم على إسرائيل

أفادت وسائل إعلام أميركية وإسرائيلية، في تقارير منفصلة، وبشكل مختلف إلى حد ما، باستعداد إيران لشن هجوم على إسرائيل، قبل أو بعد انتخابات الرئاسة الأميركية، المقررة في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، وذلك تزامنًا مع تصاعد لهجة بعض المسؤولين بنظام طهران.

وبعد عدة أسابيع من الصمت بشأن هجوم عسكري آخر على إسرائيل، تحدث القائد العام للحرس الثوري الإيراني ونائبه عن "رد حتمي" على الهجوم الإسرائيلي الأخير، كما وصف مدير مكتب المرشد الإيراني، علي خامنئي، هذا الرد بأنه سيكون "قاسيًا ومؤلمًا".

وقال القائد العام للحرس الثوري، حسين سلامي، يوم الخميس، مشيرًا إلى الهجوم الجوي الإسرائيلي على أهداف داخل إيران: "يعتقد الإسرائيليون أنهم يمكنهم تغيير التاريخ بإطلاق بضعة صواريخ".

وأضاف، في كلمة ألقاها خلال مراسم في شيراز، مخاطبًا إسرائيل: "لم تنسوا وعدنا الصادق 2؛ كيف شقت صواريخ إيران السماء، وسلبت النوم من أعين شعبكم؛ لقد اعتديتم، ولكن اعلموا أننا سنرد عليكم ردًا غير متوقع، لقد وصلتم إلى مرحلة الانهيار، أنتم معزولون في العالم، تواجهون أزمة اقتصادية، ولا تملكون القوة للتحرك".

كما قال نائب القائد العام للحرس الثوري، علي فدوي، في مقابلة مع قناة "الميادين" الإخبارية: "إن إيران سترد حتمًا على عدوان إسرائيل". وأضاف: "لم تترك طهران أي عدوان بلا رد منذ أكثر من 40 عامًا".

وأكد فدوي أن الحرس الثوري قادر على استهداف "كل ما تملكه إسرائيل" في عملية واحدة، كما أشار إلى مقتل قادة وزعماء حزب الله وحماس، وقال إن حزب الله "أصبح أقوى من ذي قبل"، بعد مقتل حسن نصر الله وزعمائه الآخرين. ولم يوضح هذا القائد في الحرس كيف يجعل مقتل قادة الجماعة شبه العسكرية أقوى.

من جهة أخرى، قال مدير مكتب المرشد الإيراني، محمد محمدي كلبايكاني، على هامش حفل تأبين في طهران لرئيس المجلس التنفيذي لحزب الله الذي قُتل في بيروت، هاشم صفي الدين، إن الهجوم الجوي الإسرائيلي على أهداف داخل إيران هو "تصرف مذبوح"، مضيفًا أن "إيران سترد على هذا العمل ردًا قاسيًا ومؤلمًا وسيجعل العدو يندم".

وأكد أن أداء الدفاعات الجوية الإيرانية في منع دخول المقاتلات الإسرائيلية إلى أجواء البلاد كان "إجراءً مقتدرًا"، وأضاف أن "الأضرار التي لحقت بهذا الهجوم كانت طفيفة".

وفي المقابل، أكد رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، في جلسة لحكومته حول الميزانية العامة، يوم أمس الخميس، أن منع إيران من الحصول على سلاح نووي هو أولوية قصوى لحكومته. وأضاف أن إسرائيل لديها الآن "حرية حركة أكبر من أي وقت مضى في إيران"، وأنها "يمكن أن تصل إلى أي مكان داخل إيران إذا لزم الأمر".

وأضاف نتنياهو، الذي سبق أن وصف النظام الإيراني بالأخطبوط، قائلاً: "نحن نعمل على تدمير أذرع الأخطبوط، وفي الوقت نفسه نوجه ضربة لرأسه".

وأوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي: "نحن بصدد تغيير وجه الشرق الأوسط. لكن يجب أن أوضح أننا لا نزال في قلب العاصفة. التحديات الكبيرة لا تزال أمامنا وأنا لا أستهين بأعدائنا على الإطلاق".

وقال إن العملية العسكرية داخل إيران، في صباح السادس والعشرين من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كانت "ملهمة للحلفاء ومرعبة للأعداء".

تقارير متضاربة عن استعداد إيران للهجوم على إسرائيل
وكانت ثلاث وسائل إعلامية على الأقل، قد أفادت بأن إيران تستعد للرد على الهجوم العسكري الإسرائيلي الأخير، تزامنًا مع استمرار السجالات اللفظية بين المسؤولين الإسرائيليين والإيرانيين.

ونقل موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي، يوم الخميس، عن مصدرين إسرائيليين قولهما: "إن المعلومات التي وصلت إلى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تشير إلى أن النظام الإيراني يستعد لشن هجوم على إسرائيل". وبحسب هذا التقرير، فإن الهجوم سيتم من الأراضي العراقية، وقد يحدث خلال الأيام المقبلة، وقبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وذكر تقرير "أكسيوس" أن تنفيذ الهجوم من قِبل الميليشيات الموالية لطهران في العراق، وليس مباشرة من الأراضي الإيرانية، قد يكون محاولة من النظام لتجنب هجوم إسرائيلي جديد على الأهداف الاستراتيجية في إيران.

وأفادت مصادر للموقع بأن "المعلومات التي وصلت إلى إسرائيل تشير إلى أن هذا الهجوم سيتم من العراق باستخدام عدد كبير من الطائرات المُسيّرة والصواريخ الباليستية".

كما ذكر مسؤول أميركي لـ "أكسيوس" أن طهران إذا قررت الهجوم، يمكنها تنفيذ الاستعدادات بسرعة، لكن الولايات المتحدة لا تعلم ما إذا تم اتخاذ هذا القرار أم لا.

كما أشارت قناة "كان" الإسرائيلية، في تقرير نقلاً عن مصدر إسرائيلي مطلع أن رد إيران على الهجوم الإسرائيلي قد يتم من الأراضي العراقية.

وأكدت القناة الإسرائيلية، في تقريرها، أنه لا توجد حاليًا أي إشارات تدل على أن إيران تستعد لإطلاق صواريخ وطائرات مُسيّرة من أراضيها باتجاه إسرائيل.

وبعد ساعات من نشر هذا التقرير، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، نقلاً عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين، أن المرشد علي خامنئي أمر المجلس الأعلى للأمن القومي، يوم الاثنين الماضي، بالاستعداد لشن هجوم على إسرائيل، والذي من المحتمل أن ينطلق من إيران بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وبحسب هؤلاء المسؤولين، فقد اتخذ خامنئي هذا القرار، بعد مراجعة تقرير مفصل من كبار القادة العسكريين حول حجم الأضرار التي لحقت بقدرات إيران الصاروخية، وأنظمة الدفاع الجوي حول طهران، والبنية التحتية الحيوية للطاقة، وأحد الموانئ الرئيسة في الجنوب.

هذا وكان خامنئي، قد قال في خطاب علني يوم الأحد، 27 أكتوبر الماضي، في أول رد فعل له على الهجوم الجوي الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية، إن "المسؤولين يجب أن يقرروا كيفية إظهار القوة والإرادة أمام إسرائيل، وإنه يجب القيام بما هو صالح".

ووفقًا لتقرير "نيويورك تايمز"، فقد أكد خامنئي أن مدى الهجوم الإسرائيلي وعدد القتلى، الذي بلغ أربعة عسكريين على الأقل، كبير، لدرجة لا يمكن تجاهله، وأن عدم الرد على هذه الهجمات سيعني قبول الهزيمة.

وذكر التقرير أن القادة الإيرانيين بصدد إعداد قائمة بعشرات الأهداف العسكرية داخل إسرائيل، لكن من المرجح أن تتم هذه الهجمات بعد الانتخابات الأميركية، لأن إيران تخشى أن تؤدي زيادة التوتر والفوضى في المنطقة إلى دعم الحملة الانتخابية الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب.

ونقلت شبكة "سي إن إن" الإخبارية، يوم أمس الأول الأربعاء، عن مصدر إيراني رفيع، أن طهران تخطط لرد "حتمي ومؤلم"، قد يحدث قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.