تقارير عن تعاون جامعات غربية مع جامعة شريف الإيرانية في أبحاث تكنولوجيا الطائرات المسيرة

كشفت منظمة "متحدون ضد إيران النووية" عن بحث تعاون فيه باحثون في جامعات بريطانية وأسترالية وأميركية مع جامعة شريف الإيرانية فيما يتعلق بتكنولوجيا الطائرات المسيرة. كما تناولت صحيفة "الغارديان"، في تقرير لها، أبعاد هذا التعاون البحثي.

ويتناول هذا البحث المنشور عام 2023 على منصة معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات، استخدام الطائرات المسيرة في تكنولوجيا الشبكات اللاسلكية.

وشاركت في هذا البحث جامعات ساوثامبتون بالمملكة المتحدة، ونيو ساوث ويلز في أستراليا، وهيوستن بأميركا، وشريف بإيران.

يذكر أن الجهات الممولة لهذا البحث هي مجالس بحثية تابعة للاتحاد الأوروبي والحكومتين البريطانية والأسترالية.

وقال خبير أمني لصحيفة "الغارديان" إن هذا البحث له تطبيقات عسكرية مباشرة، ووصف خبير أمني آخر طبيعته بالخطيرة للغاية.

وأشارت صحيفة "الغارديان" في تقريرها إلى أنها لم تجد أي دليل على أن البحث يتعارض مع العقوبات أو ينتهك القانون.

كما أشار خبير أمني إلى الارتباط المباشر بين التكنولوجيا التي تناولها البحث والتطبيقات العسكرية، وقال إن هذه التكنولوجيا تتيح إمكانية إنشاء قناة اتصال جديدة في حالة قيام قوات العدو بتعطيل الإشارة. وأضاف أن هذه القدرة ترتبط ارتباطًا مباشرًا بحرب الطائرات المسيرة الحالية في أوكرانيا.

وقال خبير أمني آخر لصحيفة "الغارديان" إنه نظرا لطبيعة البحث "الخطيرة للغاية"، فلن يكون من مصلحة أي جامعة المشاركة في مثل هذه المشاريع.

وتخضع جامعة شريف للعقوبات المالية التي فرضتها المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي. وبحسب التقرير الذي نشره معهد واشنطن في مايو 2022، فإن جزءًا من سرعة تقدم برنامج الطائرات الإيرانية المسيرة كان بسبب دعم جامعة شريف.

وقال مدير الأبحاث في منظمة "متحدون ضد إيران النووية"، دانييل روس، لصحيفة "الغارديان" إن إيران تستخدم بشكل استراتيجي معرفة الجامعات المحلية والأجنبية لتعزيز أولوياتها الأمنية.

وفي شهر يونيو أيضًا، تناولت جويش كرونيكل، في تقرير حصري يستند إلى نتائج هذه الصحيفة، تعاون الجامعات البريطانية مع النظام الإيراني في تطوير التقنيات التي يمكن استخدامها في صنع الطائرات المسيرة والطائرات المقاتلة.

وقد شارك في هذا البحث ما لا يقل عن 11 جامعة في المملكة المتحدة، بما في ذلك جامعة كامبريدج، وكلية إمبريال كوليدج لندن.

هذا وكانت حكومات مختلفة في العالم قد اتخذت، في السنوات الأخيرة، تدابير لمنع التعاون الجامعي الذي قد يساعد برامج النظام الإيراني.

وخلال صيف 2023، بدأت الحكومة البريطانية تحقيقا فيما يتعلق باتهام عدد من الجامعات هناك بالتعاون مع نظيراتها الإيرانية في البحث حول الطائرات المسيرة.

وفي يناير من هذا العام، نشرت الحكومة الكندية قائمة بالجامعات في إيران والصين وروسيا والتي ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بالمؤسسات العسكرية والأمنية لهذه الدول. وبحسب إعلان الحكومة الكندية، لن يتم تخصيص أموال حكومية للباحثين الذين يتعاونون مع هذه الجامعات.

والغرض من هذا القرار هو حماية التقنيات الجديدة والمتقدمة.

وقد شملت هذه القائمة الجامعات والمؤسسات التالية: جامعة شريف، ومعهد باستور الإيراني، وجامعة بهشتي، ومعهد أبحاث الجو فضائي، وجامعة بقية الله للعلوم الطبية، ومعهد الصناعات التعليمية والبحثية للصناعات الدفاعية، وجامعة الإمام الحسين، ومعهد الفيزياء التطبيقية، ومنظمة البحوث العلمية والصناعية الإيرانية، ومركز أبحاث الانفجارات، ومركز أبحاث الفيزياء، وجامعة ستاري للقوات الجوية.

يذكر أن استخدام الطائرات المسيرة الإيرانية الصنع قد تكثف، خلال السنوات الخمس الماضية، في الصراعات العسكرية في أجزاء مختلفة من العالم، بما يشمل أوكرانيا، والعراق، وسوريا، والبحر الأحمر.

وفي هذا السياق، قُتل ثلاثة جنود أميركيين وأصيب أكثر من 40 جنديًا آخرين، أواخر يناير، في هجوم بطائرة مسيرة شنته ميليشيات تابعة لإيران على القاعدة العسكرية الأميركية في الأردن.