مع احتمال تمديد إعفاء بغداد من عقوبات واشنطن.. مخاوف من حصول إيران على 10 مليارات دولار

بعد تقارير عن إمكانية تمديد إعفاء بغداد من العقوبات الأميركية على طهران، اعترض منتقدو إدارة جو بايدن في واشنطن على منح طهران إمكانية الوصول إلى الموارد المالية بسبب دور إيران في هجوم حماس على إسرائيل.

وذكر موقع "واشنطن فري بيكون" أن الولايات المتحدة قد تسمح مرة أخرى للعراق بتحويل 10 مليارات دولار من الأصول الإيرانية المجمدة إلى حسابات إيران في أوروبا وعمان، يوم الثلاثاء، من خلال تمديد إعفاء بغداد من عقوبات طهران. ولم يؤكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية هذا التقرير أو ينفه.

وبحسب موقع "واشنطن فري بيكون"، فإن إدارة دونالد ترامب هي التي سمحت لأول مرة للعراق باستيراد الكهرباء والغاز من إيران، على أن يتم الاحتفاظ بالمبالغ المدفوعة لإيران في حساب ائتماني ببغداد.

واتبعت حكومة جو بايدن في البداية سياسة ترامب، لكن في يوليو (تموز) من هذا العام، سمح لبغداد بتحويل 10 مليارات دولار من أموال طهران إلى حساب خارج العراق حتى تتمكن إيران من استخدامها لأغراض إنسانية.

والتقى رئيس البنك المركزي الإيراني مع نظيره العماني نهاية أكتوبر (تشرين الأول) من هذا العام لبحث تسريع حصول طهران على هذه الموارد.

والآن، وبسبب الصراع في الشرق الأوسط والتكهنات حول دور إيران في تخطيط وتنفيذ الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل يوم 7 أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل 1400 شخص، فإن الضغط على واشنطن قد ارتفع لتبني سياسات أكثر صرامة ضد طهران.

وفي مقابلة مع "واشنطن فري بيكون"، قال ريتشارد غولدبرغ، الخبير في شؤون العقوبات والعضو السابق في مجلس الأمن القومي الأميركي والمستشار الكبير الحالي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، في إشارة إلى دور إيران في دعم الجماعات الفلسطينية المسلحة: "العالم في مرحلة ما بعد 7 أكتوبر، لكن سياسات البيت الأبيض تجاه إيران لا تزال تعود إلى 6 أكتوبر".

وانتقد نهج حكومة بايدن، وأضاف أن "إيران مولت أبشع مذبحة لليهود بعد المحرقة، وواحدة من أسوأ الهجمات الإرهابية ضد المواطنين الأميركيين، لكنها الآن تستطيع الوصول إلى أكثر من 10 مليارات دولار"، حسب قوله.

ووفقاً لما قاله غولدبرغ، "سيكون من الحكمة تجميد جميع الحسابات التابعة لإيران، ولا يتم منح بنس واحد للنظام الإيراني".

وتجنب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، مات ميللر، الإجابة على سؤال حول إمكانية الإفراج عن 10 مليارات دولار من الأصول الإيرانية المجمدة في العراق.

وفي السابق، كانت الاتفاقية بين طهران وواشنطن لتبادل السجناء قد تصدرت الأخبار. وتم تنفيذ عملية تبادل خمسة سجناء إيرانيين بخمسة سجناء أميركيين في سبتمبر (أيلول) من هذا العام، وتم تحويل 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المحتجزة في كوريا الجنوبية إلى قطر.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست في 12 أكتوبر (تشرين الأول) أنه بعد هجوم حماس، توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاق مع قطر لوقف حصول إيران على 6 مليارات دولار من الأموال المفرج عنها والتي تم نقلها إلى قطر في اتفاق تبادل السجناء.

ومع ذلك، أعلن البنك المركزي الإيراني أنه قادر على الوصول إلى هذه الموارد.

وردا على منتقدي تمديد الإعفاء من العقوبات على إيران، تقول واشنطن إن طهران لا يمكنها استخدام هذه الأموال إلا لشراء السلع الإنسانية، لكن الكثير يعتقدون أن نتيجة مثل هذه الإجراءات هي تشجيع إيران على مواصلة سياساتها العدائية على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وكتب موقع "واشنطن فري بيكون" أن قرار واشنطن المحتمل بإصدار ترخيص للعراق لنقل أموال إيران المجمدة إلى أوروبا وعمان يأتي في الوقت الذي يواصل فيه مسؤولو طهران خطابهم وأفعالهم المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

وقال قائد القوة الجوية التابعة للحرس الثوري الإيراني، أمير علي حاجي زاده، في 13 نوفمبر (تشرين الثاني)، في إشارة إلى تصاعد التوترات في الشرق الأوسط: "اليوم اتسعت الحرب ولبنان متورط. ومن الممكن أن يزداد حجم الصراعات أكثر".

وهدد حاجي زاده بأن طهران مستعدة "لجميع الظروف".

وأدت الصراعات بين حماس وإسرائيل حتى الآن إلى مقتل وجرح الآلاف من الأشخاص، ويخشى أنه مع إضافة حزب الله اللبناني إلى هذا الصراع، أن تشتعل نيران الحرب في المزيد من أنحاء الشرق الأوسط.