ربع المزارعين الإيرانيين فقدوا أعمالهم بسبب "الجفاف المدمر" والسياسات الخاطئة للنظام

لعب تغير المناخ الناجم عن أنشطة بشرية، بما في ذلك الحرب والتوسع الحضري، دورا رئيسيا في تفاقم الجفاف المستمر منذ ثلاث سنوات في إيران والعراق وسوريا، ما أدى لفقد كثير من المزارعين الإيرانيين أعمالهم.

ونقلاً عن النتائج التي توصل إليها علماء من إيران والمملكة المتحدة وأميركا وهولندا، أفاد موقع World Weather Attribution أن الجفاف الذي امتد لمدة 36 شهرًا من يوليو 2020 إلى الآن، كان "ثاني أسوأ موجة جفاف تشهدها هذه البلدان الثلاثة".

وبحسب التقرير، فإن الجفاف الذي أصاب أجزاء كبيرة من إيران وحوض الفرات ودجلة بأكمله، النهرين اللذين يعبران العراق وسوريا، كان من الممكن أن يكون أقل حدة لو كان العالم أكثر برودة بمقدار 1.2 درجة مئوية.

وأضاف التقرير أن عواقب الجفاف في المنطقة أصبحت أكثر خطورة نتيجة للصراعات الاجتماعية والسياسية، وأبرزها حرب أوكرانيا التي أثرت بشكل كبير على أسعار الغذاء والطاقة.

وأكدت نتائج الدراسة أن "الحرب والانتقال ما بعد الحرب، والتوسع الحضري السريع في مواجهة القدرات التقنية المحدودة، وعدم الاستقرار الإقليمي" أدى كل ذلك إلى تفاقم النتائج السلبية للجفاف في المنطقة، ما أحدث أزمة إنسانية.

وذكر التقرير أن الجفاف الذي دام ثلاث سنوات في إيران والعراق وسوريا كان مدمرا لأن غالبية الناس في هذه البلدان يعتمدون على "الزراعة البعلية" للحفاظ على معيشتهم.

وحذر موقع World Weather Attribution أيضًا من أنه في ظل الوضع المناخي الحالي، من المتوقع أن تتكرر حالات الجفاف الشديدة هذه "كل عقد على الأقل".

ونقلت فرانس 24 عن فريدريك أوتو، التابعة لكلية إمبريال كوليدج في لندن، قولها: "بعد هطول أمطار جيدة جدًا في عام 2020 ومحاصيل جيدة، أدت ثلاث سنوات من هطول الأمطار المنخفض جدًا تليها درجات حرارة مرتفعة للغاية إلى جفاف كان له آثار شديدة للغاية على وصول الزراعة إلى مياه الشرب".

وفي الوقت نفسه، أكد أستاذ "تخضير الصحراء" بجامعة سمنان بإيران، محمد رحيمي، على أهمية إدارة الموارد بشكل أفضل في ظل ارتفاع درجات الحرارة بالمنطقة.

وقال رحيمي: "نتوقع أن يكون لدينا المزيد من التبخر والنتح من النباتات، لذا فأنا لست متفائلاً بالمستقبل".

وقد أثار سوء إدارة النظام الإيراني لبيئة البلاد، وخاصة الموارد المائية، انتقادات شديدة من العلماء والناشطين خلال السنوات الأخيرة.

وقبل ثلاثة أشهر، نظم الإيرانيون مظاهرة في مدينة تبريز، شمال غرب البلاد، احتجاجا على سوء الإدارة الذي أدى إلى اختفاء بحيرة أورميا.

وفي يوليو/تموز من العام الماضي، نظمت مسيرة لنفس السبب واعتقلت قوات الأمن التابعة للنظام العديد من الناشطين.

وتقع بحيرة أورميا (أورومية) بين مقاطعتي شرق أذربيجان وغربها في شمال غرب إيران، وكانت أكبر بحيرة في الشرق الأوسط وسادس أكبر بحيرة مالحة على وجه الأرض بمساحة أصلية تبلغ 5200 كيلومتر مربع في السبعينيات. 2000 ميل مربع. وقد تقلصت مساحتها إلى 700 كيلومتر مربع بحلول عام 2013. وبدأت البحيرة في الانكماش في الثمانينيات بسبب سوء إدارة المياه وتغير المناخ.

وذكرت صحيفة "فرهيختيجان" العام الماضي أن ربع المزارعين الإيرانيين فقدوا وظائفهم في السنوات السبع الماضية بسبب نقص المياه.

كما أدى الجفاف ونقص المياه إلى تآكل التربة والتصحر والعواصف الترابية في إيران.

وكشفت وزارة الصحة الإيرانية في يوليو/تموز أن ما يقرب من نصف سكان إيران يواجهون حاليًا عواصف ترابية خطيرة، ما يشكل مخاطر جسيمة على صحة الناس.

لكن محمد مهدي حسيني همداني، ممثل المرشد خامنئي في مدينة كرج، أرجع انخفاض هطول الأمطار في إيران إلى عدم الالتزام بالحجاب، بعد أن خلعت العديد من النساء حجابهن بعد أشهر من الاحتجاجات.