الإيرانيون لا يتضامنون مع غزة.. نكاية في النظام

وسط موجة المسيرات المؤيدة للفلسطينيين حول العالم، يعترف المتشددون في إيران بأن عامة الناس هناك ليس لديهم شهية للقضية الفلسطينية؛ حيث لم تشهد إيران أي تعبير شعبي عن التضامن مع الفلسطينيين منذ بدأت إسرائيل هجومها على غزة رداً على هجوم حماس يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

يأتي ذلك على الرغم من أن إيران هي الداعم الرئيسي لحركة حماس.

وقد اعترف ناصر إيماني، الصحافي المحافظ والمؤيد القوي للمرشد علي خامنئي، في مقابلة أجريت معه أمس الأحد، بأن العديد من الإيرانيين العاديين "يقفون ضد كل ما يفضله النظام الإيراني، ويدعمون كل ما يعارضه النظام".

وأضاف إيماني: "بالطبع، عندما تكون لديك قنوات تلفزيونية خارجية في منزلك طوال اليوم، تبث أخباراً متحيزة لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل، فلا يمكنك أن تتوقع أي شيء سوى هذا". وكان يشير إلى محطات البث الناطقة بالفارسية في الخارج، مثل "إيران إنترناشونال"، وتلفزيون "من وتو"، ومقرهما لندن، و"صوت أميركا"، و"بي بي سي" باللغة الفارسية.

لقد كان النظام الإيراني في وضع دعائي كامل منذ هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) على إسرائيل، حيث يمتدح حماس ويلعن إسرائيل. ومع ذلك، لا توجد حركة تضامن حقيقية في إيران تجاه الفلسطينيين.

لكن هذا ليس كل شيء؛ لقد خرج العديد من الإيرانيين على وسائل التواصل الاجتماعي لدعم إسرائيل، ولم تقم بعض مجموعات الإيرانيين خارج إيران بمسيرة لدعم الفلسطينيين، بل خاطروا بالظهور في الاحتجاجات المؤيدة لحماس رافعين لافتات مؤيدة لإسرائيل.

وفي لندن، على سبيل المثال، انضم عدد من الإيرانيين إلى المسيرة الداعمة لإسرائيل، ملوحين بأعلام إيران ما قبل الثورة. وصعدت إحدى الناشطات الإيرانيات، وتدعى ليلي بازركان، إلى المسرح لتعرض وجهة نظرها على الجمهور.

وقالت ليلي بازركان، وهي منتجة وناشطة إيرانية: "إن نظام الجمهورية الإسلامية، الداعم والمدرّب وأكبر ممول للإرهاب في الشرق الأوسط، يحتجز شعبي بأكمله كرهينة".

وزعمت أن "الشعب الإيراني يقف إلى جانبكم"، في إشارة إلى الحشد الذي يلوح بالأعلام الإسرائيلية.

وقد تم الإعلان عن حالات مماثلة في الأيام القليلة الماضية في الولايات المتحدة، وبلجيكا، وكندا، وألمانيا؛ حيث انضم الإيرانيون إلى الصف الأمامي من المسيرة، حاملين علم الأسد والشمس الشهير لإيران قبل عام 1979 وصورة رضا بهلوي، وريث آخر شاه لإيران.

إن إسرائيل (أو "النظام الصهيوني الغاصب" كما يسميه مسؤولو الجمهورية الإسلامية) خط أحمر. ولا يتم التسامح مع أي وجهة نظر معارضة، ولا حتى الخلافات البسيطة. لذلك، من الصعب قياس الرأي العام حول الحرب الدائرة في غزة. لكن يبدو أن مشاهدات إيماني تمثل دليلاً تقريبيًا لموقف العديد من الإيرانيين من هذه القضية.

كان شعار "لا غزة، لا لبنان، سأضحي من أجل إيران"، شعاراً متكرراً في العديد من الاحتجاجات في إيران منذ عقد من الزمان على الأقل. يبدو أن العديد من الإيرانيين مستاءون من حقيقة أن حكومتهم تنفق الأموال في العراق أو سوريا أو لبنان أو فلسطين، بينما يعانون من اقتصاد متعثر.

وهذا الشعور ليس عاما بأي حال من الأحوال.

وفي الأسبوع الماضي، أصدرت نرجس محمدي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 2023، بيانا من السجن، دعت فيه إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية. لكن البعض على وسائل التواصل الاجتماعي انتقدها بسبب دعمها بشكل غير مباشر لموقف النظام؛ حيث تقول إسرائيل ومؤيدوها إن وقف إطلاق النار الآن من شأنه أن يسمح ببساطة لحركة حماس بإعادة تنظيم صفوفها والاستمرار في تشكيل التهديد.

وجاء في بيانها أن "الهجمات على الأبرياء واحتجاز الرهائن وقتل النساء والأطفال وغير المقاتلين واستهداف المستشفيات والضربات الصاروخية على المناطق السكنية، تركت العالم في حالة من الدهشة والرعب واليأس".