تحقيق مشترك لمجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين حول علاقة روبرت مالي بشبكة النفوذ الإيرانية

بدأ القادة الجمهوريون في لجنتي الشؤون الخارجية بمجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين تحقيقهم المشترك بشأن علاقة روبرت مالي، الممثل الخاص السابق للرئيس الأميركي لشؤون إيران، بشبكة النفوذ التابعة للنظام الإيراني.

وذكرت صحيفة "واشنطن فري بيكون"، يوم الأربعاء 11 أكتوبر (تشرين الأول)، أن السيناتور جيمس ريتش، العضو البارز في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، ومايكل ماكول، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأميركي، طلبا إيضاحاً من وزارة الخارجية بشأن علاقة مالي مع "خطة خبراء إيران".

وبحسب تقرير "إيران إنترناشيونال" الاستقصائي حول الأبعاد الخفية لحرب طهران الناعمة، شكلت وزارة خارجية إيران مجموعة من المحللين والباحثين الأجانب تحت عنوان "خطة خبراء إيران" في بداية عام 2014، وبحسب الوثائق التي تمت مراجعتها، تم استخدام هذه الشبكة لسنوات عديدة من أجل توسيع القوة الناعمة للنظام الإيراني وزيادة نفوذه على المسرح العالمي.

وكان أعضاء هذه المجموعة موظفين في مؤسسات بحثية غربية بارزة وقدموا المشورة لأميركا والدول الأوروبية.
وفي رسالة إلى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، حصلت "واشنطن فري بيكون" على نسخة منها، كتب ريتش، وماكول أن اتصالات إيران بالمقربين من الممثل الأميركي الخاص لشؤون إيران- في الوقت الذي يجري فيه التحقيق مع مالي- قد أثار المخاوف بشأن شبكة نفوذ إيران ومدى نجاحها في التأثير على السياسات الأميركية.

وقبل ذلك، تم إلغاء التصريح الأمني لروبرت مالي بعد تحقيق أجراه مكتب التحقيقات الفيدرالي للاشتباه في إساءة استخدام معلومات سرية. كما تم تعليق مالي من منصبه كممثل خاص للرئيس الأميركي لشؤون إيران.

وجاء في هذه الرسالة أيضًا أن عددًا من أعضاء "مشروع خبراء إيران"، بما في ذلك 3 مساعدين حاليين أو سابقين لمالي، كان لهم اتصال مباشر مع النظام الإيراني، وفي بعض الحالات كانت هذه الاتصالات "متواصلة".

وبحسب "واشنطن فري بيكون"، فإن عدة لجان في مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين تحقق في شبكة نفوذ إيران، خاصة فيما يتعلق بعلاقة أرين طباطبائي، المساعدة السابقة لروبرت مالي والرئيسة الحالية لمكتب مساعد وزير الدفاع مع هذه الشبكة.

وتساءل الاثنان (ريتش، وماكول ) أيضًا عما إذا كان جهاز الأمن الداخلي التابع لوزارة الخارجية الأميركية على علم بصلات طباطبائي بشبكة النفوذ الإيرانية.

كما أعلنت "واشنطن فري بيكون" في 30 سبتمبر (أيلول) أن تحقيق لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في تعيين أريان طباطبائي في منصب رئيسي في البنتاغون قد بدأ.

وبحسب هذا التقرير، فإن 31 من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الأميركيين طلبوا من وزير الدفاع إلغاء وصول أرين طباطبائي الأمني، ردا على مقال "إيران إنترناشيونال" حول شبكة نفوذ إيران في أميركا.

كما انتقد النائبان ريتش، وماكول عدم تعاون وزارة الخارجية الأميركية في إجراء هذه التحقيقات، وقالا إن رفض الوزارة المستمر تقديم المعلومات الأساسية اللازمة في إجراء التحقيق أدى إلى زيادة المخاوف بشكل كبير بشأن شبكة النفوذ الإيرانية.

وفي الوقت نفسه، قال ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، في 3 أكتوبر (تشرين الأول)، إنه ليس لديه سبب للاعتقاد بأن إيران قد اخترقت الحكومة الأميركية.

وطالب الاثنان وزارة الخارجية بإيضاح تأثير مالي والفريق المرافق له على السياسات الأميركية تجاه إيران، بما في ذلك في المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي.

كما طلب السناتور ريتش، وماكول من وزارة الخارجية الأميركية توضيحا ما إذا كان إلغاء التصاريح الأمنية لمالي كان بسبب علاقته بشبكة النفوذ الإيرانية أم لا؟ وما إذا كان ذلك بسبب نقل معلومات حساسة أو سرية إلى أعضاء في خطة خبراء إيران، مثل علي واعظ؟

وأفادت "إيران إنترناشيونال" في 26 سبتمبر (أيلول)، استنادا إلى الآلاف من رسائل البريد الإلكتروني المسربة، أن 3 خبراء إيرانيين عملوا بشكل وثيق مع مالي كانوا أعضاء في شبكة نفوذ أنشأتها إيران ووجهتها بشكل مباشر.

وبحسب هذا التقرير، أجرت أرين طباطبائي، وعلي واعظ، ودينا اسفندياري، اتصالات "وثيقة" و"غير تقليدية" مع كبار الدبلوماسيين في إيران.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، يوم 2 أكتوبر ردا على سؤال حول تقرير "إيران إنترناشيونال" بشأن العلاقة بين عدد من مستشاري وزارة الخارجية الأميركية وبعض المسؤولين السابقين في وزارة الخارجية الإيرانية، أن طهران لا تنوي اتخاذ موقف في هذا الصدد.

وأرجع كنعاني تقرير "إيران إنترناشيونال" إلى التنافس الداخلي بين الأحزاب الأميركية.