اعتقال 128 متظاهراً بينهم 14 مراهقاً.. وهيمنة أمنية وعسكرية في زاهدان إيران

على الرغم من مرور يومين على ذكرى "جمعة زاهدان الدامية"، في بلوشستان إيران، فلا تزال الأجواء "الأمنية العسكرية" تفرض نفسها على الحياة في هذه المدينة.

ونشر موقع "حال وش"، اليوم الأحد مطلع أكتوبر (تشرين الأول)، مقطع فيديو بهذا الخصوص على موقع "إكس"، وكتب: "لا تزال القوات العسكرية موجودة بكثافة في مناطق مختلفة من مدينة زاهدان، بما في ذلك سوق جهار راه رسولي الكبير".

وفي الذكرى الأولى للاحتجاجات الدامية في زاهدان ورغم الأجواء الأمنية المشددة، استمرت الاحتجاجات في شوارع هذه المدينة، مساء أمس السبت لليلة الثانية على التوالي، وأشعل عدد من المحتجين النيران ورددوا هتافات مناهضة للنظام الإيراني.

وتشير تقارير إعلامية محلية إلى أنه في ذكرى "الجمعة الدامية"، اعتقلت القوات الأمنية ما لا يقل عن 128 مواطناً آخرين في مدن زاهدان، وخاش، وميرجاوه، وتشابهار.

وبحسب هذه التقارير، كانت العديد من مناطق زاهدان، بما في ذلك شيراباد، وكوثر، وبازار مشترك، وميدان كشاورز، وشارع عمار، وكريم آباد، وبابائيان، مسرحًا لاحتجاجات الشوارع والشعارات المناهضة للنظام، مساء أمس السبت.

وفي السياق نفسه، أفاد موقع "هنغاو" الحقوقي أيضًا، اليوم الأحد مطلع أكتوبر (تشرين الأول)، أنه تم التعرف على هويات 65 شخصًا من بين المعتقلين خلال الـ48 ساعة الماضية، بينهم 14 طفلًا ومراهقًا تقل أعمارهم عن 18 عامًا.

وأعلن هذا الموقع الحقوقي أن 50 من هؤلاء المواطنين اعتقلوا في زاهدان، و9 في خاش، و4 في ميرجاوه، واثنين في تشابهار من قبل أجهزة الاستخبارات التابعة للنظام الإيراني.

وتأتي احتجاجات مساء أمس السبت، فيما شهد جزء كبير من الأسواق والمراكز التجارية والمتاجر في مدن زاهدان، وتشابهار، ونوبنديان، إضرابا، بمناسبة ذكرى "الجمعة الدامية" في زاهدان.

ويشير هذا الاسم إلى أحداث 30 سبتمبر (أيلول) 2022 في زاهدان، عندما قتلت القوات الأمنية أكثر من مائة من المواطنين والمصلين من أهل السنة.

وتظهر مقاطع الفيديو المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه خلال مظاهرة ليل أمس السبت في حي شيراباد بمدينة زاهدان، حاول المتظاهرون قطع شوارع مداخل القوات الأمنية من خلال إشعال النار في إطارات السيارة، ثم من خلال إقامة تجمع حاشد في هذا الحي، مرددين هتافات مناهضة للنظام، بما في ذلك: "الموت لخامنئي".

وشدد مولوي عبدالحميد إسماعيل زهي، إمام أهل السنة في زاهدان، أول من أمس الجمعة 29 سبتمبر (أيلول)، في خطبته لصلاة الجمعة بمناسبة ذكرى "الجمعة الدامية"، شدد مرة أخرى على "معاقبة" مرتكبي هذه "الجريمة"، قائلاً إنها مطلب المواطنين خلال العام الماضي.

وأضاف أن عائلات ما يقرب من 100 قتيل، وكذلك أولئك الذين أصيبوا بجروح خطيرة، أو فقدوا أذرعهم أو أرجلهم، أو أصيبوا بالشلل وبقطع الحبل الشوكي خلال الجمعة الدامية في زاهدان، يطالبون فقط بتطبيق الشريعة الإسلامية ضد القتلة.

كما أعلنت حملة الناشطين البلوش في وقت سابق من خلال نشر مقاطع فيديو لاحتجاجات مساء أمس السبت في مناطق متفرقة من مدينة زاهدان أنه على الرغم من الدوريات المكثفة للقوات الأمنية في شوارع وساحات زاهدان المركزية، إلا أن المتظاهرين بدأوا احتجاجات في أحياء مختلفة من المدينة.

إلى ذلك، كانت احتجاجات ذكرى "جمعة زاهدان الدامية"، قد انطلقت أول من أمس الجمعة، بعد صلاة أهل السنة في الشوارع المحيطة بمسجد مكي.

وفي الوقت نفسه، نشرت 7 سجينات سياسيات رسالة من عنبر النساء في سجن إيفين، يعلنّ فيها دعمهن وتضامنهن مع أهالي زاهدان وبلوشستان.

وهذه الرسالة، التي نُشرت على صفحة نرجس محمدي في "إنستغرام"، وقع عليها كل من نرجس محمدي، وكلرخ إيرايي، وسبيده قليان، وفائزة هاشمي، وشكيلا منفرد، ومحبوبة رضائي، وآزاده عابديني.

وأكد هؤلاء السجينات السياسيات السبع في رسالتهن أن "جمعة زاهدان الدامية هي لحظة مهمة ومؤثرة في انتقاضة المرأة، الحياة، الحرية".