"ضحايا الفقر الصغار" في إيران يتسربون من التعليم ويمتهنون أعمالا خطيرة

تناولت صحيفة "شرق" الإيرانية في تقرير لها، وضع الأطفال العاملين في بلوشستان والتسرب من المدارس بعد المرحلة الابتدائية، وكتبت أن المسافة بين بعض القرى في هذه المحافظة والمدرسة تتراوح بين 20 إلى 50 كيلومترا.

ووفقا لنقابات المعلمين، فقد تغيب آلاف الأطفال عن المدرسة بداية العام الدراسي الجديد في إيران.

وكتب اتحاد المعلمين بمحافظة فارس، في إشارة إلى المادة 30 من الدستور فيما يتعلق بالتعليم المجاني، أن عدة آلاف من الأطفال، بما في ذلك الأطفال العاملون، الذين هم "ضحايا الفقر الصغار"، محرومون من التعليم.

وفي رسالة مماثلة، أشار اتحاد المعلمين الكردستاني أيضا إلى تقرير مركز أبحاث البرلمان، الذي أفاد بأن 960 ألف طفل ومراهق في سن المدرسة قد تسربوا من المدارس.

وذكرت هذه النقابة أن جزءا كبيرا من هذه الإحصائيات يتعلق بالفتيات والأطفال في المناطق المحرومة.

وفي وقت سابق، أعلن وزير التربية والتعليم الأسبق، يوسف نوري، في برنامج تلفزيوني، عن وجود نحو 9 ملايين أمي مطلق في البلاد، وقال إنه وفقا لآخر التقارير، هناك نحو 820 ألف شخص "خارج التعليم" في البلاد و160 ألفاً و373 طفلاً غير ملتحقين بـ"المرحلة الابتدائية".

وتناولت صحيفة "شرق" في تقرير لها اليوم السبت 23 سبتمبر، الأطفال المتسربين من المدارس في محافظة بلوشستان، قائلةً بأن أهم سبب لانقطاعهم عن التعليم هو الفقر والحرمان.

هذا ويضطر العديد من الأطفال إلى ترك المدرسة والعمل بعد المرحلة الابتدائية بسبب فقر الأسرة. ويمارسون أعمالاً غير رسمية وغير قانونية، وخطيرة، مثل "نقل الوقود".

ووفقا لهذا التقرير، فإن الضغوط الاقتصادية كبيرة للغاية لدرجة أن الأسر لا تستطيع تحمل تكاليف تعليم أطفالها، ومن ناحية أخرى، فإن المسافة بين المدارس ومساكن الأطفال كبيرة للغاية لدرجة أن الخيار الوحيد المتاح للأطفال في بعض الأحيان هو العمل.

وتصل المسافة من بعض قرى بلوشستان إلى المدرسة من 20 إلى 50 كيلومترًا.

ويظهر التقرير الأخير لمركز أبحاث البرلمان أيضًا أن أكبر عدد من المتسربين من المدارس ينتمي إلى بلوشستان، حيث لا يستطيع العديد من مواطنيها الوصول إلى المدارس.

وبحسب هذه الإحصائيات، فقد ترك 18 % من التلاميذ في هذه المحافظة التعليم العام الماضي وحده.

من ناحية أخرى، وبحسب إحصائيات وزارة التربية والتعليم، في عام 2022، تسرب حوالي 30 % من طلاب المدارس الثانوية من المدارس، و20 % من الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و18 سنة تسربن من المدرسة بسبب الزواج.