أزمة كهرباء في إيران.. توقف "كارون" عن إنتاج الطاقة والحكومة تعطى عطلة يومين ونشطاء يسخرون
نقلت صحيفة "بيام ما" الإيرانية عن مصدر مطلع تأكيده أن العطلة التي أقرتها الحكومة في إيران لمدة يومين كانت بسبب الحرارة الشديدة، فضلاً عن الانخفاض الحاد في إنتاج الكهرباء.
وعلق كاوه مدني، رئيس مركز أبحاث المياه التابع للأمم المتحدة، على هذه المسألة، قائلاً إن "إفلاس إيران" في مجالات المياه والكهرباء والغاز لا يمكن إصلاحه عن طريق "تعطيل الدوائر".
تمديد العطلة بسبب "الحرارة"
وبينما أعلنت الحكومة الإيرانية تعطيل الدوائر الحكومية يومي 2 و3 أغسطس (آب) بسبب الحرارة غير المسبوقة، يقول بدرام باك آيين، المتحدث باسم وزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي، إنه يمكن تمديد العطلة. وهو أمر أكده وزير الداخلية أحمد وحيدي الذي قال إنه في حالة "تحذير" وزارة الصحة من خطورة الوضع، فقد نقوم بتعطيل الدوائر مرة أخرى بسبب الحر.
وقال باك آيين، يوم الأربعاء 2 أغسطس (آب)، إنه إذا ارتفعت درجة حرارة الهواء فوق نطاق معين، فسيتم طرح اقتراح الإغلاق "مرة أخرى".
وبحسب ما قاله باك آيين، حدثت زيادة في زيارات مرضى القلب وضغط الدم إلى المراكز الطبية خلال الأسبوعين أو الثلاثة أسابيع الماضية، وهو ما يرتبط بارتفاع درجة حرارة الهواء.
تعطيل الدوائر بسبب نقص الكهرباء
وعلى الرغم من تأكيد وزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي على إغلاق البلاد لحماية المواطنين من "ضربة الشمس"، فإن الخبراء والرأي العام يعتبرون الاحتمالات الأخرى مؤثرة في هذا القرار. ويعتقد برويز غياث الدين، السكرتير السابق لاتحاد صناعة الكهرباء، أن "حالات الإغلاق هذه حدثت بسبب نقص الكهرباء".
وفي مقابلة مع قناة "شرق"، قال غياس الدين: "لا يوجد شيء خلف الكواليس ومن الواضح تمامًا أن هذه الإغلاقات حدثت بسبب نقص الكهرباء، حتى عدم تغيير الساعة هذا العام كان يتماشى مع إدارة استهلاك الكهرباء".
ووفقا لما قاله غياث الدين، في السنوات الماضية لم يكن هناك استثمارا في صناعة الكهرباء، وتم توفير الكهرباء للبلاد فقط من خلال "إدارة الاستهلاك، أو قطع الكهرباء عن المدن الصناعية أو المصانع، أو إغلاق المكاتب من الساعة 1:00 بعد الظهر فصاعدا، أو إطفاء الأضواء في الليل على الطرق السريعة".
هذه المسألة ذكرتها صحيفة "بيام ما" وكتبت نقلاً عن مصدر مطلع أنه، بالإضافة إلى الحرارة، فإن "انخفاض إنتاج الكهرباء" كان من أسباب قرار الحكومة بإغلاق الدوائر الحكومية لمدة يومين.
إفلاس إيران في مجال الطاقة
وكتبت "بيام ما" نقلا عن مصدر مقرب من وزارة الطاقة: "شدة حرارة الهواء وزيادة استهلاك الكهرباء في الأيام الماضية تسببا في إنتاج محطتي الطاقة الكهرومائية في سدي كارون 3 و 4 أكثر من طاقتهما العادية".
وبحسب هذا التقرير، فإن هاتين المحطتين تنتجان الكهرباء في بعض الأحيان لأكثر من 20 ساعة في اليوم، ولهذا السبب، واجهتا "انخفاضًا في الموارد المائية"، وبالتالي "خرجتا من دائرة الإنتاج حاليًا".
ولم تؤكد وزارة الطاقة أو تنفي هذا الخبر بعد، لكن كاوه مدني، رئيس مركز أبحاث المياه التابع للأمم المتحدة، أكد مرة أخرى على "إفلاس" إيران في مجالات المياه والكهرباء والغاز.
وكتب على منصة "إيكس" عن العطلة في إيران لمدة يومين: "حتى لو قمت ببناء مئات السدود، دون إدارة مناسبة، فسوف تنفد المياه في النهاية. لن يتم حل مشكلة إفلاس إيران من المياه والكهرباء والغاز عن طريق إغلاق الدوائر. كما لم يتم حل مشكلة الغبار وتلوث الهواء عن طريق الإغلاق".
وبحسب ما قاله مدني، تسبب مسؤولو النظام الإيراني في الوضع الحالي من خلال البناء الخاطئ للسدود وسوء الإدارة.
القوة العظمى في المنطقة ليس لديها كهرباء!
وأدى تعطيل الدوائر الحكومية يومي الأربعاء والخميس إلى ردود فعل واسعة من المواطنين ومستخدمي الشبكات الاجتماعية، والذين أكدوا أن عجز الحكومة وعدم كفاءتها أدى إلى تصاعد أزمة الكهرباء في البلاد.
وكتبت مرضية محمودي، محررة موقع "تجارت نيوز"، في تغريدة على منصة "إيكس"، أن سبب الإغلاق لمدة يومين ليس الحرارة، لكن "القوة العظمى في المنطقة ليس لديها كهرباء".
كما غرد حساب مستخدم "فلات إيران"، أن مشكلة "تلوث الهواء" و"نقص الطاقة" لا تحل بالإغلاق، بل "بالإدارة الصحيحة".