صحف إيران: الهجوم على شرطة زاهدان.. ومعاقبة زعيم أهل السنة.. وغياب المستثمرين الأجانب
الهجوم المسلح على مركز للشرطة في مدينة زاهدان إيران احتل صدارة التغطية الصحافية، اليوم الأحد، في إيران. وهاجم 4 مسلحين مركزا للشرطة متهما بارتكاب مجزرة زاهدان في 30 سبتمبر (أيلول) من العام الماضي التي خلفت عشرات القتلى والمصابين.
الصحف الإيرانية وصفت الهجوم بـ"الإرهابي" ودعت إلى إجراءات ردعية وقاسية ضد كل من تعتبرهم سببا في التمهيد لمثل هذه الأحداث. لكن مع ذلك فبعض الصحف حاولت استقصاء جذور هذه الحادثة وذهبت "اعتماد" إلى أن جذور هذا الهجوم المسلح تعود لضعف أداء الحكومة وتجاهل حجم الاستياء المتزايد في بلوشستان بعد مجزرة زاهدان الدموية.
كما لفتت بعض الصحف إلى القطع المتكرر للمياه والغاز والكهرباء في المدينة وقطع حصة المواطنين من الخبز المدعوم، وأوضحت أن كل هذه الممارسات تضاعف من حجم الغضب الشعبي الذي قد ينفجر إلى أعمال مسلحة مثل التي حدثت أمس وخلفت قتلى من بين قوات الأمن والمهاجمين.
صحف أخرى مثل "جمهوري إسلامي" اتهمت زعيم أهل السنة مولوي عبدالحميد بتأجيج الأوضاع في مدن محافظة بلوشستان عبر خطبه النارية التي ينتقد فيها ظلم السلطات وسياساتها في المحافظة، وقالت إن "الهجوم على مركز شرطة زاهدان هو النتيجة المباشرة للخطب المتطرفة لمولوي عبدالحميد الذي استغل منبر صلاة الجمعة واجتهد في غرس بذور التشاؤم في المدينة".
ودعت الصحيفة إلى معاقبة زعيم أهل السنة "نتيجة انعدام الأمن والاستقرار وإراقة دماء الأبرياء" الذي كان سببا فيها.
وعلى نفس الدرب سارت "جوان" المقربة من الحرس الثوري، و"سياست روز" الأصولية، واتهمت عبدالحميد بأنه مروج للعنف ووصف علماء أهل السنة بأنهم خلقوا مناخا لمثل هذه الأحداث وتجاهلت بشكل كامل الاستياء الشعبي والغضب المجتمعي من السياسات المعتمدة في المحافظة.
وفي شأن آخر، لفتت صحيفة "ستاره صبح" إلى نسب الفقر التي يقر بها المسؤولون في إيران، حيث قال عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، علي آقا محمدي، إن 20 مليون إيراني يعيشون في الفقر فيما شكل مليونان ونصف المليون نسبة المواطنين الذين يعيشون في فقر "مدقع".
وقال المحلل الاقتصادي هادي حق شناس للصحيفة إن سيطرة الحكومة على الاقتصاد وسوء الإدارة والعقوبات هي السبب في التضخم والغلاء الذي تعيشه إيران.
صحيفة "أترك" نقلت كلام البرلماني الإيراني، غلام رضا نوري قزلجه، الذي قال إن الإحصاءات التي يعلن عنها المسؤولون لا حقيقة لها في الواقع، مؤكدا أن التضخم الحقيقي في إيران 120 في المائة، في حين يزعم المسؤولون أن التضخم 40 في المائة فقط.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"اعتماد": ضرورة اعتماد خطة عقلانية للتعامل مع علماء أهل السنة في إيران
نقلت صحيفة "اعتماد" كلام المحلل السياسي، إحسان هوشمند، حول موضوع الهجوم المسلح على مركز للشرطة في زاهدان وأسباب هذه الأحداث، مؤكدا أن الظلم الذي يشعر به مواطنو زاهدان هو الذي يقود لمثل هذه الأحداث ودعا خلافا لما أوصت به صحيفة "جمهوري إسلامي" وغيرها من الصحف المتشددة، إلى اعتماد سياسة أكثر حكمة وعقلانية في التعامل مع واقع مدن بلوشستان.
وأضاف الكاتب أن على السلطات الإيرانية أن تنتهج خطة أكثر عقلانية في التعامل مع علماء أهل السنة وعلى رأسهم مولوي عبدالحميد والاستفادة من شعبيتهم في تهدئة الأوضاع في مدن بلوشستان.
كما اقترح الكاتب حلولا مثل إطلاق سراح السجناء السياسيين ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات بحق المتظاهرين، موضحا أن مثل هذه الإجراءات من شأنها تهدئة الأوضاع وإعادة الأمور إلى نصابها، وإلا فإن استمرار هذا الوضع سيزيد من حجم الاستياء الشعبي وزيادة نشاط الجماعات المسلحة التي تستغل الظروف السيئة في المحافظة.
"توسعه إيراني": لماذا لا يأتي المستثمرون إلى إيران؟
تساءلت صحيفة "توسعه إيراني" عن أسباب عزوف المستثمرين الدولين من الدخول إلى إيران وأجرت مقابلة مع رئيس الغرفة التجارية الإيرانية الإماراتية فرشيد فرزانكان الذي أكد أن السبب الرئيسي في هذا الواقع السيئ حول موضوع الاستثمار الأجنبي في إيران يعود إلى غياب الأولوية الاقتصادية لدى صناع القرار الإيراني.
وقال فرزانكان: "ما دامت أولوية صناع القرار في إيران هي الأمور غير الاقتصادية وتغليب المصالح الشخصية والفئوية على المصالح الوطنية فإنه لا أمل يرجى في استقطاب المستثمرين الأجانب إلى إيران".
وأضاف الكاتب إن حصة إيران من الاستثمار الخارجي طوال العام الماضي لم تتجاوز الواحد في الألف كما أن أعلى نسبة استثمار في إيران طوال 20 عاما هي 4.5 مليار دولار وهو لا يعد شيئا إذا ما قورن بدول الجوار الإيراني مثل السعودية والإمارات.
وعن الأسباب الرئيسة لذلك قال الكاتب إن امتناع إيران عن الانضمام إلى منظمات دولية مثل مجموعة العمل المالي (FATF) يشكل العقبة الأساسية أمام حضور المستثمرين، إذ إنهم لا يستطيعون أخذ وتسليم الأموال عبر الصرافين.
"هم ميهن": الأكثرية الساحقة من الإيرانيين أصبحت تبغض العملية الانتخابية بالشكل الذي يديرها به النظام حاليا
في موضوع منفضل، قال الكاتب والناشط السياسي أحمد زيد آبادي في مقابلة مع صحيفة "هم ميهن" إن أزمة الانتخابات في إيران ليست بالشكل الذي يحب أن يراه بعض المسؤولين، فالأكثرية الساحقة من المواطنين أصبحت غير مبالية بالخلافات والتناطح بين الأصوليين والإصلاحيين بل أكثر من ذلك حيث أصبح الناس يبغضون هذه العملية وينفرون منها.
وأوضح زيد آبادي أن حضور الإصلاحيين أو غيابهم من المسرح الانتخابي لن يزيد أو ينقص شيئا من الواقع الموجود في البلاد بسبب الأزمات المتراكمة واليأس الشعبي من العملية السياسية القائمة في البلاد.