مقتل 165 امرأة في إيران خلال عامين بسبب "الجرائم العائلية".. وطهران في المقدمة

أشارت صحيفة "شرق" الإيرانية إلى ارتفاع معدل قتل النساء في إيران بشكل كبير على يد رجال عائلاتهن، وإنه بناء على الإحصائيات الرسمية المنشورة في وسائل الإعلام خلال الفترة من يونيو (حزيران) 2021 إلى يونيو 2023، قُتلت ما لا يقل عن 165 امرأة، بمتوسط مقتل واحدة كل 4 أيام في البلاد.

وبحسب تقرير "شرق"، قُتلت في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الإيراني الجاري (بدأ في 21 مارس/آذار) ما لا يقل عن 27 امرأة على يد أزواجهن أو آبائهن لأسباب تتعلق بـ"الشرف".

بالطبع، هذه الأرقام تأتي وفقاً "للإحصاءات المنشورة"، ويعتقد العديد من نشطاء حقوق المرأة في مختلف أنحاء البلاد أن "هناك الكثير من جرائم قتل النساء التي لا تتسرب أخبارها عمداً خارج المنطقة".

وعلى الرغم من التصور العام بأن عمليات قتل النساء تتم في المدن والقرى النائية، فإن تحقيقات "شرق" تظهر أنه في العامين الماضيين، من بين 165 جريمة قتل، كانت 41 منها في محافظة طهران.

وكتبت "شرق" في هذا التقرير، معتمدةً على صفحة الأحداث اليومية في صحيفتي "إيران" و"اعتماد"، ووكالتي أخبار "ركنا" و"إيمنا" في الفترة "من يونيو 2021 حتى نهاية يونيو 2023، حيث قُتلت في المتوسط امرأة كل 4 أيام في مناطق مختلفة من البلاد على يد أحد رجال عائلتها ، مثل الزوج، أو الأب، أو الأخ، وفي بعض الحالات الزوج السابق، والعم، والخال، ووالد الزوج، وفي حالات قليلة، على يد الرجال البعيدين عن الأسرة.

ونحو نصف جرائم القتل- حوالي 87 حالة- حدثت بسبب غامض وهو "الخلافات العائلية".

وبحسب ما قالته فاطيما باباخاني، الناشطة في مجال حقوق المرأة، فإن عبارة "الخلافات العائلية" تستخدم بشكل عام لـ"التستر على جرائم الشرف".

ولفتت باباخاني إلى أن "التعبير الغامض عن الخلافات الأسرية خداع كبير يحاول التقليل من جرائم الشرف والجرائم ضد المرأة".

وقالت باباخاني لصحيفة "شرق": "عند وقوع إصابات وجرائم مثل جرائم الشرف والاغتصاب من قبل الأقارب، وإساءة معاملة الأطفال وغيرها يتم التعبير عنها تحت عنوان الخلافات الأسرية، وذلك لتقليل حدة حساسية الجمهور وردود الفعل الاجتماعية تجاهها".

وبحسب معطيات التقرير، فإن من بين النساء اللواتي قُتلن في هذين العامين، قُتل 108 منهن، أي حوالي 65% من الضحايا، على يد أزواجهن، 17 على يد إخوانهن، 13 على يد آبائهن، 9 على يد أبنائهن، 19 أخريات قُتلن بمشاركة رجال آخرين في الأسرة مثل والد الزوج، وأخو الزوج، وما إلى ذلك.

كما ذُكر سبب "الشرف" في 38 حالة، ولم يتضح سبب قتل 30 امرأة، وكانت 10 من جرائم القتل بسبب "مسائل مالية".

وكتبت "شرق" في التحقيق حول مقتل هؤلاء النسوة أن 43 امرأة قُتلت "برصاصات" من أسلحة الصيد والمسدسات وحتى بنادق كلاشينكوف، وقُتلت 40 امرأة "بضربات بالسكاكين"، وقُتلت 35 امرأة بـ"الخنق" بالأيدي والأوشحة والمفارش.

ومن هذا العدد، قُتلت 6 نساء "بصب البنزين عليهن مباشرة، وإشعال النار في السيارة أو المنزل الذي كانت الضحية فيه"، وقُتلت 4 سيدات "بضربات بمطرقة" وقُتلت امرأتان "بالدفع".

وهناك طرق أخرى "غير عادية" لمقتل 30 امرأة أخرى، مثل "التمثيل بالجسد" والضرب بالحجارة، والقذف من مكان مرتفع وغيرها.

وبحسب هذا التقرير، من بين 165 حالة قتل للنساء، انتحر 11 من القتلة بعد الجريمة.

وأكدت "شرق" في تقريرها أن هذه الإحصائية مبنية فقط على "قتل الإناث" الذي يُعلن عنه صراحةً في وسائل الإعلام الرسمية، وهناك العديد من حالات قتل النساء لم تؤخذ بعين الاعتبار، مثل "انتحار" النساء، والتي يتم بعضها بإجبار الأسرة، والبعض للهروب والتخلص من العنف المنزلي، وزواج الأطفال وغيرها من الأسباب.