مقتل طفل آخر برصاص الأمن الإيراني.. والشرطة: عملنا كان قانونيا

تشير التقارير الواردة من شوشتر، جنوب غربي إيران، إلى مقتل طفل يبلغ من العمر 9 سنوات، بسبب طلق ناري من عناصر الشرطة على السيارة التي كانت تقله ووالده. فيما قالت الشرطة إن عناصرها لم ترتكب أي عمل خارج إطار القانون.

وقال جعفر دلف زركاني، والد هذا الطفل، واسمه مرتضى، في مقابلة مع موقع "جماران" الإخباري: "أطلقت سيارة الشرطة النار على السيارة دون أي تحذير أو مطالبة بالتوقف أو صافرة إنذار". فكانت النتيجة إصابة الطفل الذي توفي في نفس اللحظة".

وبحسب ما قاله كمال دلف زركاني، عم الطفل المقتول، فإن "البلاغ الكاذب"، الذي قدمه صاحب السيارة التي صلّحها أخي، بأن هذه السيارة سُرقت بـ"تهديد السلاح"، دفع مركز الشرطة لتعقب سيارته.

وقال كمال دلف زركاني أيضاً إن شقيقه "عندما رأى سيارة الشرطة خلفه، كان ينوي التوقف، لكن الشرطة فتحت النار على السيارة فجأة دون أي تحذير ودون أمر قضائي. وبعد أن أصيب مرتضى، نظر إلى والده وابتسم ومات على الفور".

وقد وقع هذا الحادث قرابة الساعة الخامسة من مساء أمس الجمعة على طريق الأهواز- شوشتر قبل الوصول إلى مفترق طرق ديلم.

وكما روى عم الطفل مرتضى، بعد أن أبلغوا والد مرتضى في اتصال هاتفي بأن صاحب السيارة اتهمه بالسرقة، كان هذا الرجل مع ابنه في طريق العودة إلى صاحب السيارة للتحدث معه.

وبحسب هذا التقرير، فإن صاحب السيارة "غير راضٍ عن تصليحها وطلب" تصليح سيارته من جديد.

وزعمت قوة الشرطة أنهم تلقوا بلاغاً عن سرقة سيارة، وأمر عناصر الشرطة المشتبه فيه بـ"التوقف" بعد رؤية السيارة "المسروقة"، لكن سائق السيارة "لم يكترث لتحذير الشرطة وهرب".

ووصف روح الله بكدلي، قائد شرطة شوشتر، الحادث على النحو التالي: "أمرت قواتنا السيارة المسروقة بالتوقف وقدمت تحذيراً لها لكنها لم تنتبه وهربت باتجاه شوشتر. فأطلق عناصر الشرطة الرصاص في الهواء، لكنها لم تتوقف".

وأضاف: "أخيرًا وبعد كل الإجراءات القانونية أوقفوا السيارة بالرصاص. وعندما توقفت السيارة كان الطفل الذي مع السارق قد توفي".

وشدد بيكدلي على أن السائق كان "سارقاً". وأضاف أنه "إذا لم يسرق السيارة فلماذا لا يلتفت لأمر الشرطة؟ ولماذا يهرب؟".

وفي الوقت نفسه، قال إنه لم يتم القبض على أي من عناصر الشرطة. وأضاف: "لماذا يتم القبض عليهم؟ إن تصرفات عناصرالشرطة كانت قانونية".

يذكر أن هذه ليست هي المرة الأولى التي يطلق فيها عناصر الشرطة في إيران النار على سيارة، دون الالتفات إلى وجود طفل في السيارة.

وخلال احتجاجات عام 2022، تعرضت أيضا سيارة كيان بيرفلك، الطفل البالغ من العمر 9 سنوات من إيذه، جنوب غربي إيران، لإطلاق النار دون إنذار، مما تسبب في وفاة هذا الطفل وإصابة والده ميثم بيرفلك بجروح خطيرة.

وفي مارس (آذار) من عام 2023، قُتل طفل يبلغ من العمر عامين أثناء إطلاق النار على سيارة يشتبه في أنها تحمل مخدرات.

يشار إلى أن هناك تقارير عديدة عن أخطاء الشرطة في إيران والتي أدت إلى وفيات أو إصابات خطيرة. وعادة ما تدافع الشرطة الإيرانية عن عناصرها، ولم يتم نشر أي أخبار حتى الآن حول معاقبة المتخلفين في مثل هذه الحالات.