صحف إيران: عودة سوريا للجامعة العربية.. ومصلحة إيران في خسارة أردوغان.. وأزمة التضخم

بعد مرور أكثر من 8 أشهر على اندلاع الاحتجاجات الشعبية في إيران ومقتل وإصابة العشرات، أعلن الرئيس الإيراني عن تشكيل "لجنة خاصة لتقصي الحقائق"، تُضاف إلى اللجنة التي سبق وأن تم الإعلان عنها من قبل وزارة الداخلية الإيرانية.

الصحف الصادرة اليوم مثل "اعتماد" تساءلت عن مصير تلك اللجنة وما حققته لكي يتم الإعلان عن تشكيل لجنة جديدة، كما تساءلت "آرمان ملي" عن مدى ثقة المواطن في هذه اللجان التي تعينها الحكومة والتي لا يمكن تصور استقلاليتها وموضوعيتها في الإعلان عن النتائج.

كما سلطت صحيفة "ستاره صبح" في مقابلات مع عدد من الشخصيات السياسية والخبراء الذين أكدوا ضرورة أن يعيد النظام أساليبه في التعامل مع المظاهرات، وقال أمير دبيري مهر، إنه بات من الضروري أن تعيد السلطة النظر في التعامل مع الاحتجاج والاعتراض، وأن لا تعتبر أي احتجاج بمثابة العداء أو تصف المتظاهرين والمحتجين بأنهم ممن يريدون إسقاط النظام.

أما صحيفة "تعادل" فتطرقت إلى آخر إحصاء لنسبة التضخم تم الإعلان عنها من قبل مركز الإحصاء الإيراني، حيث أعلن المركز أن التضخم السنوي في إيران بلغ 45.8 في المائة وقالت صحيفة "مردم سالاري" إنه وبالرغم من أن هذه النسبة هي الأعلى في تاريخ إيران الاقتصادي إلا أنها لا تزال أقل بكثير مما يشعر به المواطن حقيقة في حياته اليومية، وذكرت أن هناك اعتقادا يسود بأن هذه النسبة مغايرة للنسبة الحقيقية للتضخم وأن الحكومة لا تعلن عن ذلك صراحة.

وفي موضوع منفصل، غطت العديد من الصحف عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية بعد أكثر من عقد من القطيعة بقرار من الجامعة العربية على خلفية الأزمة السورية والاحتجاجات الشعبية وقمع النظام لها.

بعض الصحف مثل صحيفة "قدس" اعتبرت عودة سوريا إلى الجامعة العربية بعد نحو 12 عاما "انتصارا للدبلوماسية"، أما "كيهان" فرأت أن الحدث هو "انتصار تاريخي" للنظام وقالت إن "الجامعة العربية بعد 12 عاما عادت إلى سوريا!".

نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم

"آرمان ملي": أين مصير "لجنة تقصي الحقائق" التي أعلن عنها النظام لمتابعة الاحتجاجات؟

في تقرير مطول أجرته صحيفة "آرمان ملي" تساءلت الصحيفة عن مستقبل "لجنة تقصي الحقائق" التي أعلن عنها النظام سابقا لمتابعة ملف الاحتجاجات الأخيرة وجدوى الإعلان عن تشكيل "لجنة خاصة لتقصي الحقائق"، وقالت إنه وبالرغم من تشكيل النظام لهذه اللجنة سواء في الاحتجاجات الأخيرة التي اندلعت بعد حادثة مهسا أميني أو الاحتجاجات التي سبقتها عام 2019 على خلفية ارتفاع أسعار الوقود، إلا أن مصير تلك اللجنة المعنية بدراسة الأحداث وتقديم التقارير للرأي العام لم يتحدد بعد وهو ما يثير أسئلة واستفسارات مستمرة بين الإيرانيين عن جدوى تشكيل مثل هذه اللجنة وما يترتب على ذلك من فقدان للثقة بين النظام والشعب.

الناشط الإصلاحي والبرلماني السابق علي تاجرنيا قال للصحيفة إن المعضلة الرئيسية في الحالة الإيرانية الراهنة هي انعدام الثقة بين الشعب والنظام، مؤكدا أن المواطن ليس لديه أي ثقة في النظام إلا إذا حدث تطور وإجراءات عملية جديدة يمكن لها استعادة هذه الثقة المفقودة.

أما هدايت الله آقايي النشاط السياسي فقال للصحيفة إن المشكلة الأخرى هي أن هذه اللجنة التي يعلن عنها النظام لمتابعة الملف لا تعكس الحقيقة كاملة، مشيرا إلى أن أعضاء هذه المجموعة هم من المسؤولين والتابعين للحكومة وبالتالي فإن المواطن لا يعتبر ما يصدر عنهم تجسيدا للواقع وما جرى على الأرض حقيقة.

"اقتصاد بويا": عزوف كبير بين الشباب عن الزواج والإنجاب وزيادة مفرطة في الطلاق.. والسبب: الأزمة الاقتصادية

سلطت صحيفة "اقتصاد بويا" الضوء على تراجع نسب الزواج بين الشباب في إيران وحاولت استقصاء جذور هذه الظاهرة الاجتماعية الخطيرة على أمن البلاد ومستقبلها حيث أصبح الكثير من الشباب عازفين عن الانخراط في الحياة الزوجية وتكوين الأسرة.

وأجرت الصحيفة مقابلة مع الخبير الاجتماعي أمان الله قرائي للوقوف على الخلفيات والعوامل الرئيسية وراء هذه الظاهرة، حيث أكد قرائي للصحيفة أن العامل الاقتصادي هو السبب الرئيسي وراء عزوف الشباب عن الزواج في إيران لافتا إلى الحجم الكبير للبطالة بين الشباب وهو ما جعل من الصعب على الشاب تلبية حاجته الأساسية وحده، ناهيك عن أفراد آخرين يكون هو عائلهم والمسؤول عن حياتهم.

كما نوه قرائي إلى قلة الإنجاب بين المتزوجين حيث لا يرغب معظم الإيرانيين في إنجاب أطفال جدد نظرا للوضع الاقتصادي العسير والعجز عن ضمان المستقبل لأبنائهم، كما قال إن كثيرا من الأزواج يعملون معا لتسديد تكاليف الحياة، فإذا ما قرروا إنجاب طفل جديد فهذا يعني أن أحدهم سيضطر إلى ترك العمل وبالتالي تفاقم الوضع الاقتصادي للأسرة بأكملها.

أما عن نسب الطلاق بين الأزواج فأوضح قرائي أن الإحصاءات والأرقام تثبت زيادة هذه الظاهرة في السنوات الأخيرة وعزا السبب الرئيسي في ذلك إلى عدم تحقيق الرغبات والتطلعات بين الأزواج، بحيث يعجز الزوج عن تلبية حاجات زوجته من سكن أو سيارة أو حياة كريمة ما يدفع بالطرف الآخر إلى اختيار الانفصال كوسيلة للتخلص من هذا الوضع.

"ستاره صبح": فوز مرشح المعارضة التركية سيصب في مصلحة إيران

في موضوع منفصل قال الناشط والمحلل السياسي علي بيكدلي في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح" تعليقا على السباق الرئاسي في تركيا إن فوز مرشح المعارضة التركية كمال أوغلو يصب في مصلحة إيران نظرا إلى المواقف غير الإيجابية التي يتخذها أردوغان في القضايا التي تمس إيران.

الكاتب أشار إلى موقف أردوغان من أذربيجان ولفت إلى تصريح له قال فيه: "لدينا أخ منفصل عنا، ويجب أن يعود إلى البيت"، وقال بيكدلي إنه يمكن أن يكون تصريح أردوغان هذا إشارة إلى الأتراك الأذريين في إيران.

كما لفت إلى المواقف الداعمة لأذربيجان من قبل تركيا في الصراع مع أرمينيا، وقال إن مواقف أردوغان سببت خلافا وتوترا بين طهران وأنقرة.

وتابع المحلل السياسي علي بيكدلي بالقول إن إيران لديها مشاكل مع تركيا في ملف سوريا وأذربيجان وكذلك العراق، موضحا أن مواقف أذربيجان ضد إيران تتم بدعم سري من قبل الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان.

وأضاف علي بيكدلي: "في ضوء ما سبق أعتقد أن فوز كمال أوغلو نظرا لأصوله الإيرانية ومذهبه العلوي قد يكون لصالح إيران".