رئيس القضاء الإيراني يأمر موظفيه بمساعدة الأجهزة الأمنية في تطبيق الحجاب الإجباري
عقب إعلان الحكومة والبرلمان الإيرانيين دعمهما للتنفيذ الصارم للحجاب الإجباري في البلاد، أصدر رئيس السلطة القضائية، غلام حسين محسني إيجه إي، أوامره إلى المسؤولين التابعين للقضاء بالاستعداد للعمل مع الجهات الأمنية والشرطة والاستخبارات لتطبيق الحجاب الإجباري ضد الإيرانيات.
وتأتي تصريحات محسني إيجه إي بينما أعلن النظام الإيراني عن خطة جديدة لمواجهة غير المحجبات، تبدأ يوم السبت القادم وسط قلق حقوقي تجاه غير المحجبات في إيران.
وقال محسني إيجه إي في اجتماع مجلس القضاء في إيران إنه يجب على جميع فروع الجهاز القضائي أن "تستعد بشكل ضروري للتعاون ودعم خطة تنفيذ السياسات الثقافية والاجتماعية واللوائح المتعلقة بالأضرار الاجتماعية وقضية الحجاب".
وتابع أن المسؤولين في القضاء يجب أن يتعاونوا أيضا مع الأجهزة الأمنية "من أجل تحديد التيارات التابعة لأجهزة التجسس الأجنبية التي تسعى إلى تحقيق أهداف خاصة فيما يتعلق بانتهاك الأعراف الاجتماعية".
وليست هذه هي المرة الأولى التي تتهم فيه السلطات الإيرانية ما تسميه "أجهزة التجسس الأجنبية" بدعم كفاح النساء الإيرانيات ضد الحجاب الإجباري.
وسبق أن تطرق المرشد الإيراني، علي خامنئي، في كلمة له، إلى مزاعم مماثلة قال فيها إن "اجهزة التجسس التابعة للعدو" متورطة فيما سماه "خلع الحجاب"، دون تقديم وثائق وأدلة تثبت مزاعمه.
كما اعتبر رئيس السلطة القضائية الإيرانية أن معارضي الحجاب الإجباري "تابعون لأجهزة تجسس أجنبية"، مضيفا: "يسعى العدو اليوم إلى تحقيق مؤامراته عبر طرق مختلفة، ويخطط لتأجيج حالات انتهاك الأعراف الاجتماعية في مجتمعنا".
وتأتي أوامر إيجه إي بدعم القضاء للقوات الأمنية في تطبيق الحجاب الإجباري، في وقت يمارس فيه البرلمان الإيراني المزيد من الضغوط ضد النساء ودعم القوات الأمنية والاستخباراتية في هذا المجال.
وأعلن موقع الشرطة الإخباري، في وقت سابق، عن عقد اجتماع بين المساعد الثقافي لرئيس الشرطة والمساعد الإعلامي بوزارة الإرشاد، بهدف "ضرورة التنسيق والانسجام الإعلامي من أجل القيام بعمليات نفسية أفضل" حول الحجاب.
كما أعلن وزير الداخلية، أحمد وحيدي، خلال محادثته مع المحافظين في إيران أن الأجهزة المعنية من واجبها تنفيذ "قانون الحجاب وستتم محاسبة المخالفين".
وعلى الرغم من هذه التهديدات، فإن معارضة الحجاب الإجباري منذ الانتفاضة الشعبية للإيرانيين عقب وفاة الشابة مهسا أميني في سبتمبر (أيلول) الماضي، بدأت تأخذ أبعادا أوسع، وقد رفض كثير من الإيرانيات ارتداء الحجاب أثناء وجودهن في الأماكن العامة والشوارع.