استطلاعات رأي أجراها النظام الإيراني تؤكد معارضة أغلبية الشعب للحجاب الإجباري

رفض الناشط الإصلاحي الإيراني عباس عبدي ادعاء وزير الإرشاد في حكومة إبراهيم رئيسي بأن 80 في المائة من المواطنين يوافقون على الحجاب الإجباري. وكشف عبدي أن هذا التصريح يخالف نتائج استطلاع للرأي أجراه النظام الإيراني حول الحجاب الإجباري في الشتاء الماضي.

وكتب عباس عبدي أنه وفقًا لهذا الاستطلاع، فإن غالبية الإيرانيين يعتقدون أن الحجاب لا يجب أن يكون إجبارياً حتى لو كان "فريضة شرعية".

وأضاف عبدي في مقال نشر بصحيفة "اعتماد"، يوم الأحد، أنه لم يتضح موعد إجراء الاستطلاع "لكن يبدو أنه مرتبط بشتاء عام 2022".

وفي إشارة إلى معهد البحوث التابع لوزارة الإرشاد باعتباره المركز الذي أجرى هذا المسح، أضاف عبدي: "فيما يتعلق بالمؤسسة التي قامت بإجراء هذا الاستطلاع، والتي هي بطبيعة الحال داعم قوي للحجاب، فإن هذا الاستطلاع يمكن أن يكون معبرًا ويعني أنه وفقًا لغالبية المواطنين، حتى لو كان الحجاب فريضة دينية، فلا داعي لفرضه بالإكراه، وسيصبح أضعف في المستقبل".

وتابع هذا الناشط السياسي أنه حسب هذا الاستطلاع "من المثير للاهتمام أن 46 في المائة فقط يعتقدون أن على المرأة أن ترتدي الحجاب، والبقية اعتبروا أن ذلك يعتمد على رأي المرأة ورغبتها".

هذا وسعى النظام الإيراني للمصادقة على مشروع قانون جديد لفرض غرامات باهظة على النساء اللواتي يعارضن الحجاب الإجباري، لكن عبدي كتب أنه بناءً على هذا الاستطلاع، "يؤيد 10 في المائة فقط التعامل مع هذه الظاهرة بشكل قانوني، واعتبارها جريمة وفرض غرامة على من تخالفها".

وفي حين قال المرشد علي خامنئي، مؤخرًا، إن الحجاب "واجب ديني وسياسي"، أضاف عبدي: "لا ينبغي تفسير عدم ارتداء الحجاب على أنه معارضة للنظام، إلا إذا أراد أنصار النظام أنفسهم الترويج لمثل هذا التفسير".

واتهم هذا الناشط الإصلاحي النظام الإيراني بالكذب حول نتائج الاستطلاعات، وتابع: "يبدو أن هناك استطلاعات صحيحة في هذا الصدد، لكن للأسف، لأسباب غير خفية، يتهربون من نشرها".

وكان وزير الإرشاد الإيراني، محمد مهدي إسماعيلي، قد ادعى قبل أيام أنه "بحسب استطلاعنا فإن ما يقرب من 80 في المائة من المواطنين يوافقون على الاشتراطات المتعلقة بارتداء الحجاب".

وأضاف: "خلافًا لخطط العدو، سنشهد في الأشهر المقبلة مزيدًا من الاتفاق العام على قضية الحجاب".

وعلى الرغم من ادعاء وزير الإرشاد بأن غالبية الناس يؤيدون الحجاب الإجباري، قال المتحدث الرسمي باسم مقر الأمر بالمعروف، إنه لا ينبغي للنظام إجراء استفتاء حول الحجاب الإجباري.

كما شدد عبدي في مقاله على أن المعارضة للحجاب الإجباري يجب أن لا تختصر في "مؤامرة الآخرين".

وكتب عبدي: "بالإجابة على سؤال: كم ترون سيدات بلا حجاب؟ قال 31 في المائة من المواطنين إن نسبة غير المحجبات مرتفعة، وقال 31 في المائة إنها متوسطة، و38 في المائة قالوا منخفضة. دعونا لا ننسى أن هذا مسح محلي. لذلك، فهو يمثل أكثر من 31 في المائة من أجوبة المواطنين في المدن الكبرى. وهذه ظاهرة كبيرة جدا لا يمكن تجاهلها من وجهة نظر اجتماعية واختزالها في مؤامرة الآخرين".

وفي وقت سابق، قال خامنئي إن "وكالات التجسس المعادية" تسعى إلى "خلع الحجاب" في إيران، كما طالب رئيس القضاء بالتعامل مع بعض النساء اللواتي يعارضن الحجاب الإجباري، بتهمة الارتباط بـ"أجهزة تجسس معادية".

يأتي ذلك في حين أن العديد من النساء والفتيات قد خلعن الحجاب في الأشهر الأخيرة لمعارضة الحجاب الإجباري، كما قام بعضهن بإضرام النار في الأوشحة في الأماكن العامة.