سلطات إيران تستعد بإجراءات مشددة ضد معارضي الحجاب الإجباري في المواصلات والأماكن العامة
مع اقتراب موسم الصيف، اشتد قلق سلطات النظام الإيراني من تصاعد معارضة الحجاب الإجباري، وانتشر مقطع فيديو يحظر دخول النساءغير المحجبات إلى مترو الأنفاق. فيما أعلنت أنيسة خزعلي، مساعدة إبراهيم رئيسي، عن "قرار" بهذا الشأن، وقالت إنه سيتم إبلاغه "إلى مختلف الإدارات".
وعلى هامش زيارة معرض القرآن في طهران، أشارت خزعلي، أمس السبت 8 أبريل (نيسان)، إلى تعامل النظام مع النساء والفتيات في مجال الحجاب الإجباري، قائلة: "هذا البرنامج سيعقد في مقر وزارة الداخلية، وسيتم اتخاذ القرارات ثم إبلاغ الإدارات المختلفة".
ولم تقدم مساعدة رئيسي لشؤون المرأة والأسرة مزيدًا من التوضيح حول هذه الخطة على مستوى البلاد، لكنها أعلنت سابقًا عن تشكيل مركز في وزارة الداخلية بشأن الحجاب، والذي يضم معظم جوانب التعليم والتدريب والدعم.
وفي وقت سابق، وفي أعقاب قرار النظام بزيادة الضغط لتطبيق الحجاب الإجباري، أعلنت النائبة زهرة اللهيان أن النواب سيعقدون اجتماعات مع وزير الداخلية، ووزير الإرشاد، وشرطة الأمن الأخلاقي والقضاء، بخصوص الحجاب.
إلا أن حسين شريعتمداري، ممثل خامنئي في صحيفة "كيهان"، والذي وصف سابقًا بيان وزارة الداخلية حول الحجاب بأنه "ذو وجهين" ودعا إلى تعامل أوسع مع غير المحجبات، كتب في افتتاحية العدد الأخير من صحيفة "كيهان" أن هناك "مجموعة لديها صلات بجهات أمنية ويقمن بخلع الحجاب بوصفه مهمة يؤدينها".
وأضاف أنهن مجموعة "مخدوعة"، لكن "يجب عدم التوقف عن مواجهتهن ومنعهن من خلع الحجاب بحجة أن بعض من خلعن الحجاب قد خُدعن".
وقارن ممثل خامنئي في صحيفة "كيهان" خلع الحجاب ببيع المخدرات، وطالب بمواجهة كل من "تخلع الحجاب"، وكتب أنه "على الرغم من أن "مروجي المخدرات ومدمني المخدرات" جريمتهم أخف من "كبار المهربين"، إلا أن كل هؤلاء تجب معاملتهم بإجراءات "منسقة".
ودافع شريعتمداري عن تصريحات خامنئي الأخيرة التي وصف فيها "خلع الحجاب" بأنه "حرام شرعياً وسياسياً". كما أن هذا الطلب من شريعتمداري للتعامل بصرامة أكبر مع "خلع الحجاب" يأتي في الوقت الذي اتسعت فيه إجراءات النظام ضد النساء لتطبيق الحجاب الإجباري.
وفي الوقت نفسه، تم نشر مقطع فيديو، مؤخرًا، يظهر موظفي مترو طهران وهم يرفضون دخول النساء غير المحجبات، ويمنعون أيضًا النساء اللواتي يرتدين القبعات.
وعقب نشر هذا الفيديو، قال مسعود درستي، الرئيس التنفيذي لشركة تشغيل المترو، إن موظفي المترو يحذرون النساء اللواتي "خلعن الحجاب"، لكن لم يتم تلقي أي إخطار حتى الآن بمنعهن من دخول المترو.
وقبل أيام، أعلنت شركة مترو طهران أنها بدأت مشروعًا بعنوان "التذكير اللساني واجب الجميع" في المترو، في مجال الحجاب الإجباري.
ويبدو أن التعامل مع النساء والفتيات المعارضات للحجاب الإجباري في مترو أنفاق إيران هو أحد خطط النظام في الأشهر المقبلة.
وكان حسين جلالي، السكرتير الأول للجنة الثقافية في البرلمان، قد أعلن الاتفاق بين القضاء، والشرطة، ووزارة الداخلية، ومجلس الأمن القومي، ومجلس الثقافة العامة، والبرلمان، لتنفيذ خطة في مجال الحجاب الإجباري.
وقال النائب إن الخطة المتفق عليها تشمل 7 مجموعات، بما في ذلك داخل وسائل النقل (سيارات، قطارات، طائرات، مترو الأنفاق) والأماكن، والمراكز والمؤسسات التعليمية، والشوارع، والملاهي والحدائق، والفضاء الافتراضي الذي يضم مشاهير ورياضيين وفنانين، والمطارات والمحطات والمنظمات الحكومية.
كما أعلن أحمد رضا رادان، قائد قوة الشرطة في البلاد، أمس السبت، أن تحديد هوية النساء اللائي يرفضن ارتداء الحجاب الإجباري سيبدأ "بجدية" في السيارات والأماكن التي بها "أجهزة ذكية" اعتبارًا من 15 أبريل (نيسان) الحالي.
وأضاف: "من تخلع الحجاب ستنذر أولاً وستعرض على المحكمة في الخطوة التالية".
وأفادت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الأحد، أن علي رضا قاسمي فرزاد، محافظ مدينة همدان، طالب بعدم تقديم خدمات للنساء اللائي لا يرتدين الحجاب الإجباري.
وقال محافظ همدان في اجتماع "مركز العفة والحجاب" بهذه المحافظة: "تجنبوا تقديم الخدمات لمن لا يرتدين الحجاب".
وفي وقت سابق، في بعض المحافظات الأخرى في إيران، بما في ذلك خراسان الجنوبية، وكرمانشاه، تم اقتراح خطة مماثلة ضد النساء والفتيات المعارضات للحجاب الإجباري.
وعلى الرغم من ضغوط النظام، يستمر كفاح المرأة الإيرانية ضد الحجاب الإجباري.وتُظهر مقاطع الفيديو المرسلة إلى "إيران إنترناشيونال"، يوم أمس السبت، من مدينتي طهران وكرج أنه على الرغم من تهديدات النظام لا زالت النساء غير المحجبات يسرن بحرية في الشوارع.